تتلاطم أمام ناظري أمواج تشبه سماء ملبدة بغيوم سوداء ماطرة طوال ليلها دون أن تمطر
ترميني تحت ظلال جبال شاهقة وتجبرني أن أنظر الى أعالي قممها وتأمرني بكل غرور بأن أكتب عن إنجازاتها ونجاحاتها على كل زوايا غرفتي وهي التي تعرف جيدا بأنني لا أملك سوى كبرياء المحافظة على شرف جدران هذه الغرفة من كتابات زائفة وقذرة تلهث وراء المصالح وترتمي في أحضان الفساد والمداهنة وحب النفس .
الغرور أحيانا يجنبك الاحتقار في زمن لا يحترم فيه الصادق والأمين وإذا فقدت هذا الغرور والكبرياء حتماً سوف توضع تحت أقدام الأميين والجهلة.
تتلاطم الأمواج وتتقافز على أكتافي تريدني أن أنكسر صاغراً مقيدا في طابور طويل تتشابه فيه وجوه مرتزقة هي في رأيي أصغر من أنكسر والتزم في طابورها الدنئ, أهرب في مخيلتي وكبريائي
في فضاء سماء غرفتي الحبيبة متسلحا بقلم رخيص ثمنه غالي بقطرات حبر تغذي روحي وجسدي
لألتقط أنفاس تخرج من صدري كأنها رياح عاتية ترمق زوايا مكاني وأوراقي البيضاء .
أقف مغرورا أمام ورقة بيضاء ممسكا قلمي لأهزم بياضها وأفض بكارتها وأتحايل على أرتباكي بفائض رجولتي وعنفوان وشرف قلمي هارباً من تلاطم تلك الامواج ورمقة هذا الطابور لي.
اقفز على الحواجز مجبرا لكي أصل إلى من أحب والمحب يغامر و يفعل أكثر من هذا لأجل من يحب
أكتب أحيانا بقلبي الذي أحيانا يقايض بنسيان من يحب.
أكتب أحيانا بعقلي الذي دائما يجبر بنسيان من يكره.
أرتميت في أحضان ورقتي البيضاء هاربا من بياض عفوا( سواد ) صحافتنا التي تتغزل دائما بمحبوتي علنا دون رقيب أو حسيب.

لم تترك هذه الصحافة متنفسا لي وتكاد تخنقني كل يوم بصدورها على أكثر من وجه ولسان متسلحة بطابور مرتزقة يحملون كل يوم عبارات الغزل والثناء لمحبوبتي حتى ظننت أن الكبر قد أصابها .
من حقي أن أمارس طقوسي على وجوه أوراقي اليتيمة التي يأسرها غروري عنوة متشبثا بأحلام الغيور الذي يرفض المغريات ويبتعد عن مكائد الغش والخداع متسلحا بالحب والغيرة معا.
أرفض ضعفي دائما بالهروب إلى أوراقي البيضاء لألطخ وجهها بحبر قلمي قسرا وبدون رحمة.

أرسم وجه محبوتي بعيدا عن صورهم التي صوروها بها ,أرسمها في كل الفصول والظروف , كل يوم كانت تتغير وكانوا يرسمونها بصورة واحدة فقط مضافا اليها الكثير من الماكياج والمحسنات , هي بنظري أجمل بدون محسناتهم التي وضعوها على وجهها .
محبوبتي كانت تفرح وتغضب و تمرض وتأن وكانوا يرسمونها على نفس صورتها كل يوم بأنها جميلة ,هي جميلة ولكنها في وقت مرضها تتغير درجة وشكل جمالها,
من جنوني أو غروري أرى بأنها تحبني أنا وأنا فقط لأنها تعرف بأحساسي الصادق تجاهها بعيدا عن المجاملة والنفاق وأعلم بأنها كانت تكره تلك الصورة الجامدة حتى ولو كانت تبدو فيها جميلة والتي كانت تنشر لها كل يوم على وجوه صفحاتهم وتكره المحسنات التي أثقلت بشرتها ووجها الصبوح النقي الذي أتنفسه كل صباح.
هي لا تحب النفاق وتعلم بأن الذين يتغزلون بها على صفحاتهم ما هم إلا ثلة منافقين ومرتزقة في طابور طويل أبيت أن أقف في صفوفه.

محبوبتي . . .
مملكتي . . . .
أرض الحرمين . . .
لا أملك سوى قلمي وطموح وغرور وكبرياء مواطن صادق يتمنى بأن يشاهدكي متربعة ًعلى عروش دول العالم أجمع