كورونا ونظام عالمي جديد

ان عالم ما بعد كورونا ليس كما قبلها -- فقد كانت للجائحة دور كبير في اختلال توازن النظام الصحي في اغلب دول العالم الذي اثبت هشاشة الوضع وتراجع القدرات العلمية التي لم تتمكن من التعرف على الفايروس وقدراته رغم العنجهية التي تطلقها ابواق كبيرة في الغرب والشرق -- لا تقل لي علموا الكثير عنه -- اقول كلا -- ما العلاج ما اللقاح -- لماذا هذه الاعداد الكبيرة من الموتى -- ما الذي يجري - ان النظام الصحي في اي دولة هو جزء اساسي من النظام العام فيها-- والدولة جزء من النظام العالمي وهيكليته -- لذا فالتغيير وارد من جميع الاتجاهات -- الجانب الاخر -- ما اوجده الفايروس من تداعيات على اقتصاديات دول العالم كان كبيرا بحيث التقت كثير من المصطلحات الاقتصادية التي لم يكن لها ان تلتقي في ضوء علم الاقتصاد ونظرياته الراسمالية والاشتراكية او الشمولية او الاسلامية سنية وشيعية او حتى التجارب الاقتصادية التي وجدت في دول اخرى كتلك التي سادت في منطقة شرق اسيا وعرفت بالنمور الاسيوية -- وتلك المصطلحات يعرفها اهل الاختصاص مثل الكساد والانكماش والركود والتضخم -- فضلا عن تراجع اسعار النفط جراء تخبط السياسات المتبعة من قبل اوبك وعدم قدرتها على تحقيق اللقاء مع المنتجين من خارج هذه المنظمة الجائحة وما خلفته من تداعيات كان لها دور في كشف هشاشة النظم السياسية والاجتماعية والدينية وضعف قدراتها البحثية وعدم وضعها الخطط المستقبلية للكوارث الصحية -- لذا نقول نعم سيبدو العالم مختلفا ويتاسس نظام دولي جديد


الدكتور : محمد بن حمود الضبيان