الحـــلـم المبـتور - صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم


صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم





 

12-31-2020 05:58 PM

دانه عقاب التمياط
دانه عقاب التمياط


الحـــلـم المبـتور..


قصة حلم .. هي شرارة ولّدت إنفجار همّة للوصول إلى القمّة
قصة حلم .. اجتمع فيها من التناقض العجيب
موت و حياة .. خسارة و ربح .
قصة حلم .. تلك هي قصة الشاب عِماد
شابٌ بسيط وحيد أبويه باراً بهما
عصامي ، مكافح ، طموحه أن يصبح طيّارًا عسكرياً يحلق في السماء و الأهم خدمة وطنه .. لأن خدمة الوطن كما قيل قديماً ( شرفٌ لا يقدر عليه إلا الرجال الحقيقيون) أم عماد ربة منزل , والده متوسط الدخل فهو يعمل في تجارة المواشي , يسكن مع عائلته في مدينة الرياض ..
بدأ عماد برسم طريق الوصول لحلمه الغالي ..
اجتهد ، قضى معظم وقته متنقلاً بين الكتب و المراجع و مواقع التواصل
الإجتماعي .. وبالرغم من تلك المهمات إلا انه لا يغفل عن صلاته و واجباته
تجاه أبويه ..
مرّت السنين وخاض غمار حياة الإختبارات وأبحر في لجج صعوبتها ، و رسى على شاطئ التفوق و الاجتياز
تقدم إلى برنامج الإبتعاث الخارجي بكل ثقة ،
الثقة بالله أولاً ثم قدراته العلمية و العملية ..
و رغم ضيق والديه من ابتعاده إلا انه لم يقف أي منهما في طريق حلمه و إن
كان ثمة بقعة ضوء في قلب كل منهما تتمثل في رد الجميل لوطن العطاء
و المجد
غادر عماد أرض الوطن متجهاً إلى دولة بريطانيا وبالتحديد العاصمة "لندن" ملتحقاً بكلية الطيران العسكرية هناك و كله أمل في العودة مجددًا صانعاً مجداً و محققاً حلماً ..
التحق في كليته، منتظماً في دراسته .. متفوقاً على جميع الطلبة .. متمسكاً
بعاداته و تقاليده و فروض دينه .. متواصلاً مع أبويه بشكل شبِه يوميّ .
انقضى عامه الأول بكل ما فيه من ألمٍ و أمل
ألم البعد عن الأهل و الوطن .. و أمل العودة بالإنجاز
و أتى عامٌ جديد .. يحملُ في ثناياه نهاية حلم ، نهاية طموح عندما حدث ما لم يكن متوقعا ..
لغمٌ أرضي انفجر به أثناء أحد التدريبات العسكرية .. و بدَّد حلمه الوردي
تم نقله إلى المستشفى العسكري في العاصمة لندن .. بعدها قرر الأطباء بتر قدميه ..
انتهت رحلته بعودة إلى الوطن مكسورة ، مملؤة بخيبة أمل ، و حلم مبتور كقدميه ..
عماد .. قصة عنوانها من تحليق في السماء إلى مأساة تحمل هم الوقوف على
قدميه ..
إنكسارٌ أبويّ على فلذة الكبد الوحيد!
عماد .. محطمٌ من الداخل ، يومه مثل أمسه بأقدامٍ مبتورة ، يتناوب أبويه على
حمله ليلةً بعد أخرى!
مرّت الأيام بطيئة عصيبة بلا هدف .. بلا حلم .. بلا طموح
في حالة من العزلة الدائمة في منزله
استيقظ عماد على قطرات ..
قطرات من الغيث .. رذاذ جميل و مطر يشرح النفس
قطرات من الأمل .. صوت القران الكريم في الإذاعة
و آيه تكررت على مسامعه ( ولا تيأسوا من روح الله ) , حلّق نظر عماد في قطرات المطر العالقه في الشباك
و صدى الآيه إلتف حول قلبه .. ضمّده , أخبره انه لا بأس .. ربك معك فلا تحزن
إبتسامة أمل مع بداية صباح ماطر ارتسمت على ملامحه الحزينة
اطمئنان عجيب تسلل إلى نفسه .. استدرك نفسه و أعاد لها حسن الظن بالله
يبدو و كأن هناك شيء سعيد في الطريق ..
همس بالحمدلله دائماً و أبداً ..
يا حنونه .. هذا ما تفوّه به عماد !
لبّت مُسرعه .. نعم يا ولدي .. و علامات التعجب ترتسم على وجهها !
صمتت لبرهة مذهولة ..
كيف تغيرت ملامح الإنكسار و اليأس ؟
بل كيف أصبحت شموخ و تفاؤل ؟
استدركت نفسها .. صباح الخير
صباح الميلاد الجديد يا أمي ..
ابتسم قلبها .. ابتسمت روحها إيمان بالله و تفاؤل بالقادم
من فضلك يا حنونه أحتاج الكمبيوتر الخاص بي
أحضرته و جميع علامات التعجب ترتسم داخلها لكنها فضلت عدم التدخل ..
بهدوء معتاد عليه في الآونة الأخيرة فتح الكمبيوتر ..
راودته فكرة استوحاها من آيات العزيز الحكيم ..
المراكز الخاصة بالأطراف الصناعية ..
دوّن اسمه في مركز الأمير سلطان التخصصي للأطراف الصناعية .. حددّ موعد .. و ترك رقمه المقفل منذ خروجه من المستشفى
أغلق الكمبيوتر و الإطمئنان يرتسم على ملامحه ثقة بالله
أخرج هاتفه .. نفض الغبار المتراكم عليه .. أعاده للحياة
ماهي إلا دقائق قليلة حتى عاد والده إلى المنزل قادماً من عمله ..
ألقى نظرة على ولده كعادته اليومية .. ولكن !! هذا اليوم الوضع مختلف! وقف في مكانه اغرورقت عيناه بالدموع .. تهللت ملامحه .. تلعثم .. استدرك نفسه!
ولكن ذكاء عماد جعله يلاحظ و يفهم مشاعر والده..
اقترب الأب و قبّل ابنه ..
امسك عماد بيد والده و ارتمى في حضنه وقال .. لقد عدت يا والدي!
عاد عماد بقلبه و روحه و عقله
دمعت العيون ولكن هذه المرة فرحاً و حسن ظن بالله ..
أخبر عماد والده بما فعل , استبشرت العائلة خيراً و بإنتظار الفرج ..
ماهي إلا أيام حتى تم الإتصال بعماد من المركز, تم تحديد موعد لأخذ المقاسات .. و تم الانتهاء منه
و الروح ترفرف بالأمل ..
و بعد أيام قلائل تم تركيب أطراف عماد السفلية .. كان الأمر في غاية الصعوبة .. اختلطت فيه جميع المشاعر المتناقضة لكن الهمّة و الإرادة و العزيمة كان لها كلمة الفصل ..تخطى عماد فترة التدريب بنجاح .. فأصحاب الهمم العالية و الإرادة القوية لا يعرفون كلمة "مستحيل"! متوكلين على الله دائماً ..
أغلق عماد ملف الطيران بألم .. و أصبح في تحدي مع نفسه و إصرار لصنع إنجاز و إبداع و بصمة في مجال آخر ..
اتخذ قراره بفتح شركة هندسية .. محدودة النشاط .. حتى يثبت أقدامه في سوق الشركات في مدينته (الرياض) .. دعمه والده بمبلغ مالي بسيط
بدأ عماد نشاطه بكل عزيمة و إصرار على النجاح .. استعان بزميل دراسة متفوق ليعمل معه .. زميله (خالد) نجح عماد , كوّنت شركته سيرة حسنة و سمعة طيبة
اتسع نطاق تعاملاتها على مستوى المملكة العربية السعودية ثم الخليج ثم العالم العربي! .. تغيّرت حياة عماد .. اقتنع أن خدمة الوطن لا تقتصر على مجال العسكرية فقط! بل هناك مجالات عدّة .. عماد الآن من أثرياء البلد ..
و يملك أكبر الشركات الهندسية .. و وظّف أكبر عدد ممكن من الشباب السعودي العاطل ..
عماد ... جميـــع متناقضات الحياة
ظلام و نور ..
ضيق و سعة ..
إنكسار و شموخ .. لكن حُسن الظن بالله انتصر على كل شيء ..





دانه عقاب التمياط
الثانوية الأولى برفحاء


خدمات المحتوى


تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة عرعر اليوم
الرئيسية |الأخبار |المقالات |الصور |البطاقات |الفيديو |راسلنا | للأعلى