مناظرات كونية ( 2 - 2 ) - صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم


صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم





 

12-24-2011 05:51 AM

محمد كياد
محمد كياد


منـاظـرات كــونـيـة ( 2 - 2 )

عندما تهمس الشمس ماذا يحل بالأمس

عندما ودعت القمر في المقال السابق أنقدح في قرارة نفسي أن انتظر الشمس لكي أسامرها ولو أنها ممن لا يسامر عادة ... لأنها ممن لا يلعب معه ...فانتظرتها وهي تقترب مني وحرارتها تسابقها ويسابقهما عرق جبيني وكأنه من حياءه من شدة هذا الموقف لأني لم يسبق لي أن قابلت أثنى على إنفراد .

و أيُّ أثنى تلك الأنثى تقاطرت الدرر من على صهوة جبيني القمحي اللون فأخذت منديلاً كان معي فمسحت به تلك الشدرر المتعرقة فاحترق بعض أطراف المنديل من جراء هذه الحرارة التي لم تصلني بعد ...


مرت مسرعة من جانبي ولم تعرني اهتمامها فقلت : صُبحتي بالخير يا وجه الخير .

فقالت لي والهم يعتليها : وما شأنك يا سليل (1) بي هل وكلت بي شاهدا ووكيلا .

فقلت لها : يا شمس الشموس ويا شبيهة العروس ويا مهجة النفوس .

فقالت : ابتعد عن الغزل فليست ممن يستهويها ذاك الغزل يا وجه الملل .

فقلت : حرارتك الداخلية أثرت على أخلاقك الخارجية فصار الغضب والاشتعال سمة واضحة على محياك بعد أن كنت مثالاً جميلاً للإشراق أصبح وجهك كظيماً وشطرا للإحراق .

فقالت : لا تتمادى في الكلام فإني عرفتك قليل الاهتمام .

فقلت : هل تحاربني بالعبارات أم أسبقك بالعبرات .

فقالت : كفى إن وصلت الأمور للعبرات فإنّ قلبي لا يحتمل احتراقا فوق الاحتراق سوف أخبرك أحببت أن أتحرش بك لكي تخرج ما بك ولكنك غلبتني وأصبحت أنا أخرج ما بي .

فقلت : صدري رحب لأحضانك القولية وليست لأحضانك الفعلية فإن أحضانك القولية يمكن لقلبي أن يستوعبها ...!

أما أحضانك الفعلية تحرقني قبل أن أعرف القصة وما بها من جميل الكلام .

فقالت : لن أطيل معك الكلام فكثرة الكلام تقلل الاحترام وتزيد الملام .

فقلت : هاتي وكلي آذان صاغية وقلوبٌ واعية بإذن الله تعالى رب الغاشية .

فقالت : القمر .......)!...!

فقلت : مقاطعاً وما شأنه ..

فقالت: قد أخبرني بأمرٍ عظيم ...؟ وخطبٌ جلل جسيم .

فقلت : يا شمسي الغالية ومهجتي العالية اقتربي مني قليلاً إن كنت لا ترغبين بأن يسمعك أحد حتى وإن كان قارئ هذه القصة .

فقالت : لا بل إني أريده أن يسمعها وأن يعيها لعل الله تعالى أن يحيى قلوب ميتة مرضية وآذان صامتة كليلة .

فقلت : والله إن الشوق يحدوني للموت إن لم تخبرني فهيأ شوقتي قلبي وعقلي ولساني .

فقالت : القمر ...!

فقلت : مقاطعاً مرة أخرى وما شأنه .

فقالت : لساني يلتهب وجمري الحراق يقترب لئلا أخبر بما حصل .

فقلت : اخبرني وإلا عن هذا المكان غادريني .

فقالت : ..لا ..لا .. سوف أخبرك .

يقول القمر ـــ سلمه الله ــــ: لماذا إخواننا من البشر هكذا يفعلون وعن ربهم معرضون وعن الصراط لناكبون وفي المعاصي والملهيات ساهون لاهون تمر الأهلة والأقمار والبدور من فوق رؤوسهم وهم لا يشعرون بل الشمس الحارقة واللهب الملتهب من حرارتها يلسع وجوههم ويحرق جلودهم وهم لا يتفكرون في حرارة النار العظيمة التي لا يعلم حرها إلا الله تعالى بل القمر يظلم ويختفي عن الأنظار ويذهب ويعود محملاً بالأعباء والمصائب والكوارث من سير على ضفاف البلدان والأمصار يخبرهم بانقضائه كل ليلة وهم مع ذلك يتسامرون ويتهارجون ويتمارجون كأنهم حمرٌ مستنفرة فرت من قسورة .


اعتقد يا أيتها الشمس إن الإحساس عندهم تبلد والقلوب عندهم تجمدت بل إن الثلج بذاته يذوب من حرارة النار والوقود ومواعظ القرآن والسنة تقرع رؤوسهم ليل نهار وصباح مساء وهم في غفلة معرضون ولسان حالهم ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون فسمعت صوتا غريبا كأنه انطفاء نار .

فنظرت فإذا بالشمس تبكي...؟ ، ودموعها تكاد أن تطفي لهيبها تذكرت حال الناس في هذا الزمان وما صاروا إليه فبكت .

فقلت لها : مهلاً يا شمسي العالية ومهجتي الغالية قد أصبتي النجعة ورميت القوس في مستقر القلب .

فقلت : كفى قد وصلت موعظة القمر على لسانك لمن كان له قلب ومن لم يكن له قلب فليذهب إلى جزيرتي التي أسميتها جزيرة القلوب فلعله أن يجد قلبه معلقاً في تلك الجزيرة الغريبة التي قد سافرت إليها قبل عشر سنين بساحل أفكاري الواهنة يجدف قلمي في بحور الهموم الساكنة وتلفحه أمواجه العاتية فاستقرت سفينتي في هاتيك الجزر الواهية فالتقت بطبيب القلوب فأخبرها بمكان تلك القلوب وهل لها من المكان المخرج والهروب أم أن هذه الجزيرة هي مثواها ومستقرها ومحياها .

فقلت : لمن يتابع نهاية هذا المقال إن أردت أن تعرف سر هذه الجزيرة سوف يطول بنا المقال والمقام فسوف أفردها لك بمقال جديد تراه في عن قريب في صحيفتنا الموقرة إن شاء الله تعالى .

فتنتثر الأشواق وينتشر العشاق على ضفاف الفراق ويحتمل القلب من ألم الشقاق فتعتريه علامات النفاق فينتقل من مرحلة العشاق والفراق إلى نهاية النفاق والشقاق فتصعد روحه من ألم الوفاق والفراق .

فيقول وقد ألتفت الساق بالساق أين المساق وإلى أين تذهبون بي وأنا الملك العملاق فينادي منادٍ إلى ربك يومئذ يوم المساق وينادي أخر فيقول فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يكن نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذكر بقادرٍ على أن يحيى الموتى بلى واله إنه لقادر فما جوابك أيها العملاق المملاق .


محبكم في الله / أبو أسامة محمد كياد المجلاد

الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سليل المجد هو لقب لي في جميع المقالات لعلي أن أكون نلت منه نصيباً .


خدمات المحتوى


التعليقات
#22473 Saudi Arabia [الوايلي]
12-25-2011 05:32 AM
يعطيك العافية ابو اسامة على المناظرة الممتعة للقارئ

دمت بمحبة الله

[الوايلي]

#22475 Saudi Arabia [مابنهزم صابر]
12-25-2011 05:34 AM
استمتعت بمقالك الرائع ومناظرتك

فانت مبدع كعادتك ياشيخنا الفاضل

[مابنهزم صابر]

#22479 Saudi Arabia [فهاد]
12-25-2011 06:43 AM
كلام جميل


وسرد قصصي

رائع



لك لا بد معرفة الجزيرة التي ذكرتها



دمت بود

[فهاد]

#22485 Saudi Arabia [عقايل]
12-25-2011 11:53 AM
مشاء الله (ابوأسامة ) دائما متألق وش هذا الابداع وهذه لابحارات الخيالية ..وهذا النسق الموفق في نسج قصتك ..
من قدك ياعم أقد أوتيت لغة القمر ..والسمش.. إذا وزعوا مخطاطات على سطح القمر نرجوا أن تتوسط لنا أبي أرض على شارعين مساحتها 4000 متر .. مداعبة
إلى الأمام دائماإن شاء الله تعالى ..وإشراقات جديدة

[عقايل]

#22505 Saudi Arabia [شكاوي]
12-26-2011 12:50 AM
ابداع





قصة جميلة ورائغة

[شكاوي]

#22514 Saudi Arabia [صافولا]
12-26-2011 07:02 AM
ماهي الجزيرة






؟؟؟؟

[صافولا]

ردود على صافولا
Saudi Arabia [محمد كياد المجلاد] 12-27-2011 12:07 AM
اخي صافولا :

الجزيرة موجود ضمن المقالات وبارك الله فيكم .

وهذا رابطها لمن يريد :

http://www.arartoday.org/articles.php?action=show&id=343


#22524 Saudi Arabia [أحمد]
12-26-2011 10:22 AM
بارك الله فيك ... مقال في الصميم واسقاطات جميلة جزاك الله خيرا

[أحمد]

تقييم
10.00/10 (4 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة عرعر اليوم
الرئيسية |الأخبار |المقالات |الصور |البطاقات |الفيديو |راسلنا | للأعلى