واجب المسلم نحو أوامر الله - صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم


صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم





 

04-07-2013 08:43 AM

د / عايد عبيد
د / عايد عبيد


واجب المسلم نحو أوامر الله

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :
إن من المتقرر لدى كل مؤمن أن الله العظيم الخالق الجليل – سبحانه - لم يخلق خلقه عبثا ، ولم يوجِدهم سدى ؛ فهو عز وجل منزَّه عن العبث واللهو واللعب ، تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك ، بل خلقهم لغاية عظيمة وحكمةٍ جليلة ؛ خلقهم تبارك وتعالى بالحق وللحق ، يقول الله تبارك وتعالى لأهل النار مقرِّعاً وموبخا : ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾

وإذا تأمل المسلم هذه الحقيقة العظيمة يأتي في هذا المقام سؤال من الأهمية بمكان ، ألا وهو - ما واجبنا نحو ما أمرنا الله به ؟
ذكر أهل العلم - رحمهم الله – سبعة أمور تجب علينا نحو كل ما أمرنا الله به من توحيدٍ وصلاة ، وصيامٍ وحج ، وصدقةٍ وبر ، وغير ذلك من الطاعات والأوامر الواردة في كتاب الله وسنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم .
أمَّا الواجب الأول : تعلم المأمور والعلم به ومعرفته ، ولهذا جاءت الدلائل الكثيرة في الكتاب والسنة حثاً على التعلم وترغيبًا فيه وبيانًا لفضله وعظيم عوائده وآثاره ، وفي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ )) .

الأمر الثاني : أن نحب ما أمرنا الله به ، أن نعمر قلوبنا بمحبة ما أمرنا الله جل وعلا به ، لأنه عز وجل لا يأمرنا إلا بما فيه الخير والفلاح ، ولا ينهانا إلا عما فيه الشر والبلاء ، فنحب المأمور ونعمر قلوبنا بمحبته ، وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ أَحَبَّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ)) . وليحذر المؤمن أن يكون في قلبه شيء من الكراهية والبغض لأوامر الله أو أوامر رسوله عليه الصلاة والسلام ، قال الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ .

الأمر الثالث : أن نعزم عزماً أكيداً على فعل ما أمرنا الله تبارك وتعالى به ، والعزيمةُ حركةٌ في القلب ، وتوجُّهٌ إلى الخير، ورغبة وحرص على فعله ، وفي الدعاء المأثور: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ)) .

الأمر الرابع : أنَّ نفعل ما أمرنا الله به وأن نقوم به راغبين طائعين ممتثلين لله جل وعلا منقادين لأمره فنحن عبيده ؛ وواجب العبد الطاعة لسيده ومولاه ، وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام ، بل كان يدعو به كل يوم بعد صلاة الصبح: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا ، وَرِزْقًا طَيِّبًا ، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا )) .

الأمر الخامس : أن يقع العمل على الإخلاص والصواب ؛ أن يقع العمل خالصاً لله ، صواباً على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالله جل وعلا لا يقبل العمل إلا إذا كانت هذه صفته .

الأمر السادس : أن نحذر من مبطلات الأعمال ومفسداتها ومحبطاتها، وهي كثيرة جاء بيانها في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، كالرياء والنفاق وإرادة الدنيا بالعمل والسمعة ونحو ذلك من مبطلات الأعمال

الأمر السابع : الثباتَ الثبات ؛ أن يحرص المؤمن على الثبات على الأمر ، أن يثبُت على ذلك ويجاهد نفسه على الثبات ، ويسأل الله جل وعلا أن يثبته على دينه ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾

فهذه - أخوة الإسلام - سبعة أمور عظيمة تجب علينا نحو كل ما أمرنا الله به : العلم به ، ومحبته، والعزيمة على فعله، والعمل ، وأن يكون العمل خالصاً صوابا ، والحذر من مبطلات الأعمال ، والثباتُ عليه إلى الممات. ثبَّتَنا الله أجمعين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وهدانا إليه جميعاً صراطاً مستقيما.

أخوكم :
د . عايد بن عبيد العنزي
جامعة الحدود الشمالية


خدمات المحتوى


التعليقات
#42271 Saudi Arabia [الدهمشي]
04-07-2013 01:30 PM
فهذه - أخوة الإسلام - سبعة أمور عظيمة تجب علينا نحو كل ما أمرنا الله به : العلم به ، ومحبته، والعزيمة على فعله، والعمل ، وأن يكون العمل خالصاً صوابا ، والحذر من مبطلات الأعمال ، والثباتُ عليه إلى الممات. ثبَّتَنا الله أجمعين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وهدانا إليه جميعاً صراطاً مستقيما.


جزاك الله خير يادكتور عايد

[الدهمشي]

#42474 Saudi Arabia [أبو أنس]
04-16-2013 09:02 AM
بارك الله فيك أباعمر ونفع بك أسأل الله لك دوام التوفيق والسداد

[أبو أنس]

#42583 Saudi Arabia [ريم]
04-19-2013 01:07 PM
جزاك ربي خير هذا مانحتاجه في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن
وفقكم ربي وبارك فيكم

[ريم]

تقييم
8.50/10 (3 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة عرعر اليوم
الرئيسية |الأخبار |المقالات |الصور |البطاقات |الفيديو |راسلنا | للأعلى