قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» (البقرة ١٨٣_١٨٥) .

نحن على وشك أن نستقبل ضيفاً كريماً ، وزائراً رحيماً، وطاهراً سليماً ، فكيف تكون ضيافته ،
ضيافة هذا الضيف عجيبه فقد جرت العادة أن الضيف لا يعطي شيئاً بل المضيف هو الذي يعطي ويكرم ونحن مع ضيف كريم هو الذي يكرم من استضافه وأحسن وفادته ،
ضيفنا الكريم هو شهر رمضان المبارك ، إن هذا الوقت وهذا الزمن من السنة له منزلة عند ربنا ، ولهذا أودع فيه من الخير والبركة مالا يوصف من مضاعفة الحسنات وتكفير السيئات والعتق من النار وتصفيد الشياطين وفتح أبواب الجنان وإغلاق أبواب النيران ، وجعل سبحانه جزاء الصوم خاصاً به من سائر الأعمال ، وأودع فيه ليلةً خيراً من ألف شهر، ومن الاحاديث النبوية اللتي تبين فضل العبادة والاقبال على الله في هذا الشهر الفضيل ،،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .
وعنه أيضاً أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .ِ

ولابدَّ من أن أنوِّه أن حُسن العلاقة بالخَلق أساس حسن العلاقة بالحَق، فصيام العوام تركٌ للطعام والشراب، وصيام المؤمنين تركٌ لكل ما نهى الله عنه، وصيام الأتقياء تركٌ لما سوى الله.

ومن فضائل هذا الشهر المبارك ، ان اوله رحمة واوسطة مغفرة واخرة عتق من النار، وفيه تفتح ابواب الجنة ، وفيه ليلة القدر خير من الف شهر ، وفيه تصفد مرة الشياطين وتقفل ابواب النار ، وينادى مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ، والعمرة في رمضان ثوابها مضاعف ، وصيامهوقيامة تكفير للذنوب والخطايا ، ومن خصائصه وفضائله نزول القران الكريم فيه على نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم لذا فهو شهر القران .

اسال البر الرحيم ان يجعلنا واياكم من الصائمين القائمين الركع السجود ،
و يعيننا على طاعته ، ويكتبنا من الذين قبل عملهم وكتب لهم المغفرة والرحمة والعتق من النار ،ان ربي قريب سميع الدعاء .

بقلم /فايز ناصر الربيلي