02-12-2011 07:06 PM عرعر اليوم ـ ناصر خليف ـ تصوير (مرضي المطرفي , وليد العوفي) :تختلف عادات وثقافات سكان مناطق المملكة في الاستعداد لدخول فصل الشتاء فعندما تطأ قدمك أرض إحدى مطارات المناطق الشمالية في المملكة وأنت قادم من منطقة دافئة سوف يثير انتباهك المشاهد التي أمامك فتجد أشخاص تبدلت ألوان ملابسهم للألوان الداكنة وتعددت أنواع الثياب وقد أصبحت أقمشتها أكثر سمكاً وأجساد تحمل الفروة الثقيلة على أكتافها وغطاء طاقية شتوية للرأس وكأنها خوذة على رؤوسهم في جبهة للقتال مع برد الشمال القارس وتجبرهم في بعض الأيام برودة الجو إلى ارتداء أكثر عدد من الملابس بعد إرسال هذا الضيف الثقيل قنابله الشتوية بالإضافة إلى ضرورة توفر وسائل التدفئة الحديثة في المنازل عملاً بمقولة الدفاع أفضل وسيلة للهجوم لديهم ودرج رجال البادية الكبار في السن في منطقة الحدود الشمالية على تسمية الأعوام نسبة للمتغيرات المناخية المختلفة مثل سنة "تكسر المواسير" وهي سنة كان البرد فيها شديد في عرعر لدرجة ان المواسير تكسرت وفيما بعد اخذت هذه السنة شهرتها حتى أصبحت سنة لحساب الأعمار . توجهنا بالسؤال للطالب : في الصف الثالث ثانوي سعد العنزي فقال لقد تعودنا على البرد في مدينة عرعر ونجهز أنفسنا في الليل قبيل النوم للصباح الدراسي فنحن نعرف أن درجة الحرارة في الصباح تكون قارسة جدا وتحت الصفر لذلك ندفأ أجسامنا بالبيجامة التي هي سيدة الملابس الشتوية وأهمها ثم يأتي الثوب الملون القطني ثم الفرو أو الجاكيت المصنوع من الخام الثقيل أو الجلد أو الصوف . ويضيف الطالب محمد لافي يكون جلوسنا في المنزل أمام مدفئة حديثة حيث تحتضنك أريكة دافئة تأخذك الأفكار ملياً والاستفهامات تتعدد ما هي معاناة أجدادنا في تهيئة وسائل التدفئة في الصحراء وكيف هي الآن؟ وتحكي لنا أم سعيد: طريقتهم قديما في التدفئة لاتقاء برودة الشتاء القارس الذي تعرف به المناطق الشمالية من المملكة فتقول: "قديماً كان الناس يعتمدون على الحطب في إشعال النار في جزء من بيت الشعر يسمى "الشق" حيث يغلق في أوقات البرد الشديد للحفاظ على دفء المكان مشيراً إلى أن أفضل أنواع الحطب المستخدم في إشعال النار هو حطب "السمر" و"الرتم"، حيث يوقدون النار بقش الرتم الصغير والذي يسمى "الغف"؛ بسبب عدم توفر الكاز او الكبريت في السابق وأضافت أن من الطرق المستخدمة في إيقاد النار "ضرب حجر المرو"، وهو حجر أبيض يخرج منه شرار في حال ضرب حجرتين مع بعضهما البعض ويوضع بينهما قطعة قماش صغيره تسمى "عطبه"، وتشتعل بها النار ثم توضع على "روث الإبل" ويوقدون به الحطب, أيضاً قد توضع تلك العطبة في وسط "الحنظل" الرطب وبعد أن تندلع به النار توضع وسط الحطب لإيقاده موضحة أنه بعد اختراع الكبريت أصبح أسهل في إشعال النار وكان الناس قديماً في حال عدم تواجد الحطب لديهم يلجأون للنوم وسط خرافهم طلبا للدفء ولعل ما يميزنا قديما عن الآن هو التفافنا حول النار وقت السمر كبيراً وصغيراً نصنع الخبز ونتحادث ونتسامر ونحكي القصص المسلية والمفيدة لأطفالنا حيث كان اتصالنا بهم أكثر مما هو عليه الآن. نعمة الكهرباء ويضيف مطلق العنزي : رغم مانحن فيه من نعمة الكهرباء التي أضاءت كل ماحولنا وأدفأت حياتنا فمازالت الطرق التقليدية متواجدة مثل إشعال النار في الحطب أو"الفحم" وهو خلاصة إشعال النار في كمية كبيرة من الحطب وقبل أن تصل لمرحلة الاحمرار الشديد يقومون بإطفائها ويتم تخزينه والاستفادة منه وقت الحاجة، ويستخدم اليوم في مشباتنا الحديثة وسط زخم الكهرباء المتواجدة في كل مكان وفي كل بيت. وأوضح سعيد الرويلي : صاحب أبل ورث تربيتها والاهتمام بها من أجداده أنه لايطيب مذاق الشاي إلاّ على نار "الجله" وهو مخلفات روث الإبل بعد جفافها وهذه الطريقة تستخدم قديماً للتدفئة وظهر الكاز فأوقد الفانوس للإضاءة ومدفأة الكاز للتدفئة رغم رائحتهما وحاجتهما الدائمة للتعبئة. وتقول منيفة العنزي : ولدت في عهد الكهرباء وأحاطتني المدافئ بأشكالها المتعددة والمكيفات الساخنة والتدفئة المركزية والمدافئ المعدنيّة التي تعمل بالكهرباء أو الكاز أو الغاز ثمّ تطورت إلى استعمال التدفئة المركزيّة التي تدفئ جميع غرف المنازل والمكاتب بواسطة أنابيب تتوزع في جميع أرجاء المنزل فالحمد لله على مانحن فيه من نعمة. أما الشيخ برغش السعيد :الذي أضاف حديثه لنا الكثير من المعاني مما كان في السابق فقال كانت المناعة عند الناس قوية لان الكيماوي لم يدخل أجسامهم وكان أكثر غذاءهم عبارة عن الخبز والتمر والقمح وحليب الإبل ولحم الضأن والصيد في البر وكان كل شي له فائدة ومنفعة وقال الناس قديماً لم تكن لديهم سوى ثوبين فقط وفروة تتم خياطتها على أيديهم من الوبر والصوف . أما النساء كانوا يختطون الملابس لأبنائهم بأيديهم كانت فيها الجودة والقيمة أما الآن الكثير منهم اتجه للملابس الجاهزة . وسيلة التدفأة" الصوبا" تظهر في وسط المجلس والزميل ناصر يحاور الشيخ برغش السعيد وأضاف يستخدم الكثير من سكان المناطق الشمالية "الصوبا" وهي وسيلة تدفئة بلاد الشام والأردن ولكن لجودة صناعتها في الوقت الحاظر اصبحت منتشرة الآن في جميع المنازل وهي صحية في المنزل ومخاطرها قيل وتصنع من الحديد لها صندوق يوضع في وسط المجلس ويمتد عمود الحديد ليخرج الدخان الفاسد الى خارج بيت الشعر او حتى الغرفة وهي تجعل المكان الموجودة فيه أكثر دفئاً وأشار ابن سعيد أن "المربعانية" أول يوم لها هو 26 من الشهر الميلادي الحالي مثبتاً كلامه بان الشتاء 60 يوماً والمربعانية 40 يوماً من وسط 90 يوم وتكون شهور الشتاء 12/1/2 وكان دخول الشتاء في بداية شهر ديسمبر وتنتهي هذه المربعانية في 5 فبراير مضيفاً أنهم في الشمال يشعرون بالفصول الأربعة عكس المناطق الأخرى تأتيهم فصلين فقط واصفا ابن سعيد وسائل التدفئة القديمة بأنها أفضل من الحديثة معبراً بقوله أن النار الطبيعية كانت تدفئتها وقهوتها أفضل ولكنها الآن انقطعت وذلك للتطور في هذه الوسائل وانجراف الناس لحياه المدن . عسيري : "الحطب" قديما آمنا اما الآن "مميتا" من جانب أخر أوضح مدير عام مديرية الدفاع المدني بالمنطقة الشمالية اللواء عبدالله بن هادي عسيري لاشك أن الأجواء قارسة البرود في شتاء منطقة الحدود الشمالية تختلف كليا عن أجواء باقي مناطق المملكة فمن زار مناطق بلاد الشام يجد أنها مشابهة إلى حد التطابق مع تلك الأجواء والمواطنون في الشمالية استطاعوا أن يعودوا أنفسهم مع حالة الطقس وشدة البرود وخاصة في مربعانية الشتاء والتي تصل درجات الحرارة فيها إلى مادون الصفر وأضاف عسيري إلا أن هناك في الوقت الحاضر ممارسات ظلت مستخدمة في القديم ولازالت مثل استخدام الحطب للتدفئة قديما كانت تستخدم كجزء رئيس لعملية التدفئة ولا تسبب أخطارا مميتة لأنه تعمل في بيوت شعر والتهوية في كل جزء وركن من أركان البيت إما الآن للأسف استمرت هذه العادة في بيوت حجرية مغلقة وهي تفرز ثاني أكسيد الكربون المميت ونحن نحذر من ذلك . وأشار عسيري بالنسبة لطلاب والطالبات إذا ورد إلينا من الأرصاد تحذيرات ونحن على تواصل كبير معهم نطلق تحذيراتنا لأولياء الأمور وللدوائر الحكومية ومنها إدارات التربية والتعليم لأخذ الحيطة والحذر كاشفاً أن نسبة الحوادث التي تقع في منطقة الحدود الشمالية في فصل الشتاء هي الأعلى عن باقي فصول السنة والغالبية الكبرى منها تكون بسبب الاستعمال السلبي لوسائل التدفئة أيا كانت قديمة أو حديثة بالإضافة إلى زيادة الأحمال على الكهرباء . الأديب والروائي سعيد شهاب تحدث عن " البرد " وكيف ان الأجواء الباردة اصبح لها ثقافة خاصة لاتقائه يقول كان الناس قديما في شمال المملكة يعون خطورة الشتاء وأجوائه السامة برودة فتجدهم يعدون العدة له قبل حلوله بوقت كافي فهم يحفرون في" اباط "الجبال ما يعرف "بالصيرة" منازل لهم ولأنعامهم حتى لا تموت من البرد وهم من ابتكروا الفروة والتي تطورت صناعتها حديثا ولازالت محافظة مقاومة لقدمها وكانوا كثيري الحركة بحيث أجسامهم لا تهدأ في يوم البرد وبذلك تكتب اجسامهم طاقة كبيرة وتدفأ اجسامهم . القحطاني : الكتل الهوائية السيبيرية سبب برودة الجو بالشمالية على ذات الصعيد علق المتحدث الإعلامي لهيئة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني بأن المناطق الشمالية والشمالية الشرقية تشكل أكثر تأثرا في فصل الشتاء في شدة البرودة حيث تصل بعض المدن فيه 4 درجات تحت الصفر في فصل الشتاء بسبب تاثرها بكتل هوائية . 4 خدمات المحتوى التعليقات اي والله بهالبرد ماينفع الا دفاية الصوبا والفروة زلكم عرعر تودي الله يجيرنا من برد الشمال يطقطق الضروس مشكورين ع التغطية تعالوا شوفوا البرد عندنا بطريف وتعرفون ان الله حق عرعر تحمدوا الله والله يابرد طريف يفقع المخ ذات الشي عندنا في تبوك . اولادنا الزغار يموتوا من البرد كل سنة .. | تقييم |