06-25-2016 02:34 PM عرعر اليوم ـ رائد الدهمشي :الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وآله وصحبه أجمعين أمابعد فقد فجع كل مؤمن بهذه الجريمة النكراء التي يحار العقل في وصفها ووقعت على القلوب وقوع الكارثة من هولها فكيف تمتد يد الغدر لمقام الأبوة فتقتل الأم التي حملت ووضعت وأرضعت وسهرت الليل لتنام وكابدت العناء والالام هل يعقل أن تقابل الأم التي كان صدرها لكل سقاء وبطنها لك وعاء بمثل هذا وكيف يغدر بالأب الذي هو سبب وجودك بعد الله من أمضى ليله ونهاره كادحا لتنعم بالراحة إن القلم ليقف حائرا أمام بعض المواقف التي يعجز عن وصف جرمها وتصوير بشاعتها لقد تجرد القتلة الخوارج كأسلافهم عن كل معاني الانسانية بل انحطوا عن رتبة البهائم التي تحن الى أبويها وتعيش في كنفهما ولاتقبل الاذية عليهما وتكون وفية لأصحابها. إن الخطب جلل وكل عذر لهؤلاء أو تبرير لايقبل فهذه نصوص الشريعة في وجوب الأحسان الى الأب الكافر المجاهد لإبنه على الكفر بالله فاذا كان الاب يجاهد ابنه على الكفر ويأمره به فالواجب على الابن المؤمن مصاحبته بالمعروف والاحسان إليه والصبر على أذاه كما قال تعالى ( وإن جاهداك على أن تشرك بي شيئا فلاتطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) فتأمل أمر الله تعالى كيف يوصي المسلم بمصاحبة والده الكافر الذي يدعوه للكفر بالله بالمعروف والصبر عليه. وتأمل حديث أسماء لما قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمي قدمت وهي راغبة . ( أفأصلها ؟ قال : نعم صليها ) أي : وأعطيها ما يرضيها قال النووي : وفيه جواز صلة القريب المشرك. ولقد أحسن النبي صلى الله عليه وسلم إلى أعمامه الذين حاربوه وآذوه وكذا الصحابة وضي الله عنهم. فمن تأمل تعاملهم مع الكفار من الاقارب علم بطلان وضلال سعي هؤلاء الخوارج الذين يقتلون المؤمنين الراكعين الساجدين ويتعدون على والديهم بالاذى والله سبحانه نهى الولد أن يتأفف ويظهر الضجر في وجه والديه فكيف بماهو أعظم من التأفف فإنه أشد حرمة وأعظم ذنبا. وكل مايورده هؤلاء وأعوانهم من شبه فهي مردوده عليهم سواء استدلوا بآية (لاتجدقوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم )فالآية عليهم فهي في الكفار الأصليين وليست في المؤمنين وثانيا ليس في الآية الامر بالقتل بل ترك مودتهم وترك المودة لايستلزم القتل فيمكن أن لايكون في قلبه موادة للكفار ومع ذلك هو لايظلمهم ولايعتدي عليهم وقد جاور النبي صلى الله عليه وسلم يهودياوعامله وزاره ولم يعارض ذلك الموادة للمؤمنين والبراءة من الكافرين بل شفع لعمه الكافر أن يكون في ضحضاح من النار ولم يقل أحد أن هذا من المودة في شيء والخلاصة أن مايلقى من شبه على هؤلاء الجهال لاتقوم به حجة بل خلاف النصوص الصريحة أما قصة قتل ابي عبيدة لوالده فهي قصة غير صحيحة لم تثبت أصلا ولايجوز الاستدلال بها وعلى فرض صحتها فهي في الأب الكافر الحربي الذي يريد قتلك فتدفعه بمايندفع به. أما ماينسب لشيخ الاسلام بن تيمية من جواز قتل الابن لابيه فهذا منتزع من سياق يجب أن يكمل فإن الكلام على الكافر المحارب الذي يريد قتلك فهو يدفع بمايندفع به وإن وصل الامر الى القتل فإن المقاتل يدافع عن نفسه فلايجوز ايراده على جواز ذلك ابتداء كما يفعل دعاة الفتنة التذين ينقلون من النصوص مايوافق هواهم وضلالهم. ثم أين هم عن كلام بن تيمية في تفسير هذه الآية وغيرها من وجوب الاحسان إلى الوالد الكافر ومصاحبته بالمعروف وكتبه مليئة بتقرير هذا. والواجب على الجميع إنكار هذا الامر والسعي في الحفاظ على أبنائنا من هذه الفتن وقطع السبل المؤدية للشبه ودعاة السوء الذين يحرضون الشباب على العنف والعدوان والتطاول على العلماء والامراء والحقد على المجتمع ويهيجون عاطفتهم باسم الدين والجهاد والنصرة والامر بالمعروف وتغيير المنكرات وغير ذلك فينشأ الشاب مظلم القلب أسود النظرة للجميع حاقدا ناقما فيقع في التكفير واستحلال الدماء المعصومة. فلابد من وقفة حازمة من الجميع في وجه هذا الفكر الخطير وتجفيف منابعه وقمع دعاته الذين يحرضون الشباب بأساليب ملتوية ويدفعونهم نحو الغلو والتشدد دفعا خفيا ثم يلوذون بالفرار ويرقبون الموقف. حمى الله الجميع من الفتن ماظهر منها ومابطن وقمع الله هؤلاء الخوارج المارقين ومكن منهم إنه سميع مجيب. وصلى الله على محمد وآله أجمعين. عواد بن سبتي العنزي المدير العام لفرع وزارة الشؤون الاسلامية بمنطقة الحدود الشمالية 0 خدمات المحتوى | تقييم |