03-23-2017 02:48 AM عرعر اليوم ـ اللجنة الإعلامية :أحيا سعادة الدكتور صغير بن غريب العنزي وكيل كلية التربية للدراسات العليا بجامعة الحدود الشمالية أمسية أدبية في النادي الأدبي الثقافي بالحدود الشمالية بعنوان ( الشعر والسلطة بين ابن رشيق والغذامي ) بمناسبة يوم الشعر العالمي ، وقد أدار الأمسية باقتدار أ. د. الهادي بن علي عيادي الذي قدم لموضوع الأمسية بأسلوب رائع وجذاب ثم ترك المجال للمحاضر الذي تحدث عن مفهوم السلطة، مستعينا برؤى "فان دايك"، و"بارت"، وأوضح أنها لا تقف على الخطاب بوصفه ممارسة اجتماعية فحسب، بل تتجاوز أيضا إلى عقول الذين يُتحكم بهم، معرفيا وأيديولوجيا، وفي آرائهم ومن ثم التأثير على سلوكهم ، مستدلا بقول "بارت": "السلطة قائمة، كامنة في كل خطاب نقوم به، حتى ولو كان يصدر من موقع خارج السلطة"، وأنه لا يمكن مراوغة سلطة الخطاب إلا عبر الأدب كما يقول "بارت".وأكد العنزي أن هذه المساحة التي وجد فيها "بارت" منفذا لحرية اللغة، هي المنطقة التي رأى الغذامي فيها سلطة مطلقة تتحكم في الفكر العربي والسلوك أيضا، بل وتصنع النموذج العربي بكل إشكالاته، والخدش الذي يحتفي فيه "بارت" بحرية اللغة" يتحول إلى جنائزية عند الغذامي، ويراه مصنع الأنساق ومخبأ حيلها. وبعد ذلك أشار إلى رأي بعض الباحثين في أن سلطة الشعر مستمدة من قرانٍ بينه وبين السحر، وناقشه هذه المسألة، ثم أفاض في موقف ابن رشيق المتعصب للشعر، واحتجاجه، وتحويله المناطق التي يمكن أن يفهم منها ازدراء الشعر إلى مواطن قوة، وأفاد أن كتابه يمثل رؤية عمل الغذامي على فضح أنساقها، وحاول في مشروعه النقد الثقافي أن يشير إلى مكامن الخطورة فيها، وهو نقد معني بالأنساق، ومهتم بكشف القبحيات التي تمكنت سلطة الشعر الجمالية من تخبئتها تحت جناحها وتمريرها، وأن هذه السلطة التي مررت حيل الثقافة أدت إلى تأخرنا الحضاري وإلى عيوب في الشخصية الشعرية/العربية، وأسهمت في تعطيل كثير من قدراتنا، فالغذامي يرى أن مشكلتنا مع الشعر أننا لا نتعامل مع فن وجمال، وحسب بل هو ديوان مآثرنا، ومرجعنا الثقافي، ومن هنا أصبح مكانا لتفريخ الشخصيات النسقية، وتناسلت بسببه النماذج اللا إنسانية، خاصة في ظل قدرة الجمالي على الدعاية له، واجتهاد النقاد في ترويجه وتقديسه. وأن الشعرية ضربت بأطنابها حتى على الخطابة العربية التي أصبحت عاطفية، وتوسلت بالجمالي والشعري في الوقت الذي يفترض أن تعتمد على العقل والفكر. وأن النماذج والأقوال النسقية أسهمت في تأخرنا الحضاري، وأدت إلى تعطيل العقل، والتدريب على الحفظ، وتقديس الأوائل، والأخذ عنهم؛ إذ سبقونا إلى كل فضل، وفكروا بالإنابة عنا. وألمح إلى ملحوظة مهمة فالشعر كان يفرض هيمنته على النقد، والشاعر كان أقوى من الناقد، وأشد نفوذا.. وقبيل انتهاء الأمسية أتت المداخلات التي أثرت موضوع الأمسية وفي الختام قدم رئيس النادي الأستاذ ماجد المطلق والدكتور خلف رشيد شهادات شكر وتقدير لفارس الأمسية الدكتور صغير العنزي ومدير الأمسية والدكتور الهادي بن علي عيادي 0 خدمات المحتوى | تقييم |