أقام مركز الدعوة والإرشاد بمنطقة الحدود الشمالية المحاضرة السادسة في برنامج " لُحمة وَطَن " مساء اليوم الأربعاء في جامع سمو الأمير عبدالعزيز بن مساعد آل سعود والتي ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور يوسف بن محمد السعيد بعنوان " تعظيم النصوص الشرعية " أوضح خلالها بأن تعظيم هذه النصوص يقتضي الايمان بعصمتها كلها سواءً كانت من الكتاب أو السنة واليقين بأنها محفوظة من الضياع والتدليس كما قال تعالى ( إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحفاظون ) وقوله ( في لوحٍ مَحفُوظ ) ، كما بيّن الشيخ يوسف السعيد بأن التعظيم يكون بالإيمان المطلق بأن كتاب الله محفوظ وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين وأن ما نزل به خُتِمتْ به الاديان فلا نبي بعده ولا دين بعده ، وأن هذه النصوص الشرعيّة إذا أَدخلَ أحدٌ شيئاً عليها من الكذب والتدليس فإن الله يفضحه كما في كثيرٍ من الأحاديث الموضوعة والضعيفة ، ونبّه فضيلته إلى أن تعظيم النصوص الشرعية يحتّم علينا جميعاً الايمان بعصمة هذه النصوص كلها وليس بعضها وهذا يجعل العبد يطمئن على دينه بعكس ما كان قبل عصر النبي صلى الله عليه وسلم ، فإلايمان ببعضه والكفر ببعضه ليس من سمات أهل السنة والجماعة وإنما هذه هي صفات أهل الأهواء فإن وجدوا من نصوص الشرع ما يعظّم أهواءهم أخذوا به وإن وجدوا ما يعكسها تركوه وهذا ديدن هذه الجماعات والأحزاب في وقتنا الحاضر ، كما أن تعظيمها يقتضي أن لا يقدم عليها شي من رأيٍ أو فكر أو ذوق أو غير ذلك وإنما هي المقدّم على ما سواها ، قال تعالى ( ومَا كنّا مُعذّبينَ حتى نَبعثٌ رَسُولا ) ولم يقل حتى نبعث عقلاً وإنما سبب التعذيب يكون بسبب ترك ما جاءت به الرسل وليس بترك ماذهب به العقل .

ومن صور تعظيم هذه النصوص أن يقتضي إليها المجتمع المسلم في كافة أمره والتحاكم إليها في كل شي ولهذا كانت الطمأنينة والأمن والامان وصحة الاسلام لمن سلّم للكتاب والسنة . واختتم المحاضرة الشيخ مطارد بن دخيل العنزي المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بشكر فضيلة الشيخ الدكتور يوسف بن محمد السعيد على حضوره وإثراءه لهذه المحاضرة داعياً الله تعالى أن تكون في ميزان حسناته وأن يعظّم له الأجر والمثوبة .

كما شكر فضيلته معالي الوزير الشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ على إقامة مثل هذه البرامج التي تأتي ترجمة لدور الوزارة الفعال في نشر منهج الوسطية والاعتدال .