خلف معيوف الهطل الحبلاني العنزي اسم غني عن التعريف لمع نجمه في سماء الأمجاد منذ مطلع شبابه عندما كان يحمل الناس بسيارته بلا مقابل في وقت شحت فيه وسائل النقل عند البادية وذاع صيته حتى أن رجلا من قبيلة العجمان الكريمة سائق سيارة أجرة بالمنطقة الشرقية رفض أن يأخذ الأجرة على الركاب عندما علم أنهم من قبيلة عنزة وقال : إكراما لخلف العنزي الذي ينقل الركاب بلا مقابل لن آخذ عليكم أجرة الطريق :
وقد قالت فيه الشاعرة مزلوهة وهي شاعرة مشهورة عند الباديةبعد موقفه معها قصيدة اشتهر منها بيت وأصبح مثلا عند البادية :
(لا ياخلف بعد من ساق
ياللي على الغوش بك نوفي)

كذلك قال الشاعر ناصر الشواف قصيدة فصيحة مخاطبا المكان الذي كان نازلا به خلف الهطل بعدما ظعن عنه:

خلت الديار وللكرام تؤول
وأجدبت ماعاد فيها مسيل
يادار من كان بروضك نازلا
ريف العديم بوجهه تهليل
يادار أبي الريض عز نزيلها
ماعاد فيها للكرام نزيل
ذكراه تبقى والمآقي تذرف
قد كان فيها للسائلين خليل:

كان رحمه الله مقصدا للمعوزين وابن السبيل والأصحاب ومكانته سامية لدى القاصي والداني
وقد قال فيه كليب الصالح قصيدة
عصماء نورد منها بيتا :
يازبن من يشكي من الفقر الافلاس
من صفوة الحبلان بالفعل مجذوب:

وبعد عقود من التضحيات الجسيمة
يترجل الفارس حيث وافاه الأجل
عام ١٤٣٧ه تاركا خلفه سيرة عصية على النسيان لها عبق الرياحين في كل مكان وزمان تتداولها الأجيال على مر العصور بشواهدها الشعرية الصادقة وقد صدق الشاعر مرضي الذويب حينما قال في رثائه:

نرثيك يارجل المواقف ونبكيك
وتبكي عليك منقضات الجدايل
ياصار شعري ياخلف ماانكتب فيك
تحرم علي حروفها والمثايل :

وفي الختام أسأل الله العلي القدير
الذي وسعت رحمته كل شيء
أن يجعله من ورثة جنة النعيم

صورة نادرة لخلف الهطل

صورة نادرة لخلف الهطل مع سلامة محارب اللعاق الدهمشي