12-06-2019 06:52 AM عرعر اليوم _ عبدالله حمدان :كعادتي – غير المحببة لدى الكثير – أمقتُّ التطبيل وأقدّم سوء الظن في المسؤول مالم يبرزه نتاج عمله بعكس ذلككان الحديث مع أحد الزملاء عن التعليم الأهلي ومدارسه الخاصة ذا شجون ؛ بالطبع كانت وجهة نظري أحادية ومتشددة بما أراه من استغلال فاضح ومتاجرة بأهم مكتسبات المجتمع ونتاج التعليم وتغرير بدعاية مكذوبة بأن المدارس الخاصة معطياتها ومخرجاتها أفضل من التعليم العام – وهذا المفترض – ولكن الواقع الملموس والمزعج عكس ذلك فالتعليم العام لازال متهالكاً ودون الطموح والتعليم الخاص لايفرق كثيراً إلا باستنزاف الجيوب ....! وأمام هجمتي الشرسة ونظرتي التي لاتخلو من التشاؤم أُسقط بين يديّ زميلي وهو من يعمل بهذا المجال وكان دفاعه ضعيفاً أمام سيل اتهاماتي فما كان منه إلا أن يردّ عملياً بعقد لقاءٍ مع رائد من روّاد التعليم الأهلي وقامة أكاديمية وتربوية وأحد أبرز مُلاّك المدارس الخاصة ؛ سبق ذلك ثناء من زميلي – اعتبرته تطبيلاً منه – شديت الرّحال من مدينتي عرعر بأقصى الشمال - أحمل تحدياً لنفسي ولواقع أليم للتعليم الأهلي - للرياض وفي أحد قلاعه التعليمية تم اللقاء باستقبال رائع وابتسامة لاتفارق محياه كان الدكتور ورجل الاعمال الفاضل إبراهيم محمد المهنا حاضراً ملهماً بروح العطاء بدأ يبدد نظرتي التشاؤمية رغم تحفظي في بدايات اللقاء كان جوابه عن سؤالي الأول حول دور حكومتنا الرشيدة بدعم التعليم الخاص ومدارسه الخاصة يتوافق بما يدور في خُلدي : بأنه لا عذر للمستثمر في هذا المجال أمام الدعم اللامحدود من الدولة ، حتى أنه تجاوز – متعمداً العوائق – وكأن لسان حاله يقول : لايوجد استثمار يُولى هذا الدعم فلماذا تكون مخرجاتنا سيئة بحجة عوائق من واجبنا تذليلها ....؟! بادرته باتهام عام بان الكثير من المستثمرين في مجال التعليم الأهلي يركّز على الجانب الربحي البحث ويتناسى دوره التعليمي والتربوي في بناء المجتمع كان جوابه بسمو مدافعاً عن أقرانه المستثمرين – بوجهة نظره وهدفه السامي بهذا المجال – بأن هذا التهام جائراً ؛ وأن وُجِد فهو بفئة قليلة جداً لأن الاستثمار بهذا المجال يجب أن يطغى عليه الأمانة والاهتمام بالجانب الإنساني وتلمّس احتياجات الطالب فما استثمارنا إلا بأبناء الوطن , ومن كان هدفه ذلك فسيبارك له الله برزقه وقبول عمله فماهي إلا فرصة يجب على المستثمرين بالمدارس الخاصة استثمارها وللأمانة تم الإطلاع – بطريقتي الخاصة – على مساهمات مبهرة ورائدة في عدة مدارس للشيخ : إبراهيم المهنا لمساعدة الطلاب الأيتام وأبناء الحد الجنوبي انتقلت معه بعد هذا الجانب الإنساني لتقييمه للمدارس الخاصة ومخرجاتها وما الذي يجعل ولي الأمر يتشجع بتسجيل ابنه في مدرسة خاصة مع وجود مدرسة حكومية في الحي وبالمجان كان جوابه عكس زاوية سؤالي وقطع عدة استفسارات لديّ بسبب عدم مثاليته بأن جعل التعليم الحكومي والأهلي في دائرة واحدة ومعاناتهم متلازمة بسبب كثرة المناهج وعدم الاهتمام بالكيف بها متحدثاً بفكر الأكاديمي والتربوي وبالقلب المشفق الوطني بوصايا لعلها تجد الآذان الصاغية من أصحاب القرار : " الحاجة الماسة بتغيير المنهجية بالتعليم بكافة المراحل الدراسية " " ألا يشتت ذهن الطالب بكمية معلومات تطغى على روح الإبداع لديه " " التخصص مهمة التعليم الجامعي لا التعليم العام " " الاستفادة من عملياً من تجارب الدول المتقدمة ومايتخللها من إبداع وترفيه في التعليم " وعندما أعطيته المجال للانتصار لذاته بسؤال : بعد هذه السنوات الطويلة ما الذي قدمه الشيخ إبراهيم المهنا في مجال التعليم الأهلي وما الذي يطمح له لوضع بصماته في هذا المجال ؟ كان جوابه بكل تواضع حرفياً : "أحمد الله أنني راضٍ كل الرضا بأنني قدمت شيئاً للوطن ، حاولت أن أساهم مساهمة فعالة وليست شكليّة أو استثمار مادي فقط ، حاولت أن أقدّم لكافة فئات الوطن ما يسّر لهم حب التعلّم وجذبه له ، حاولت أن أضع أطر قوية جداً أتمنى من المستثمرين في التعليم أن يقدموها ، لأننا مستثمرين بالوطن وللوطن فعلينا خدمة الأيتام والأرامل والفقراء والمساكين وأبناء المجاهدين وحماة الوطن وأبناء العكسريين ومن يضحون لخدمتنا ليل نهار، فلهذه الفئات أنا أضع خصومات هائلة لهم لأنني ابن الوطن وأضحّي بخدمته وأتمنى أن تتسع الدائرة بيننا نحن المستثمرين بالتعليم لأن يكون هناك تواصل خليجي للاستفادة من الخبرات وتطوير مناهجنا ومخرجاتنا " في نهاية اللقاء الذي استمتعت به شكرته بكل فخر، متمنياً أن يكون مثله كثير في مجاله ولم أتناسى زميلي " أبو صقر " هاني مطير العنزي من الشكر والدعاء الذي كان سبباً بالتسيق لهذا اللقاء المثري والمفيد 0 خدمات المحتوى | تقييم |