( مذكرات شمالية ) مع الدكتور مطيران النمس "الجزء الأول" - صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم


صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم





 

الأخبار
مذكرات شمالية .. الدكتور مطيران النمس
( مذكرات شمالية ) مع الدكتور مطيران النمس "الجزء الأول"

( مذكرات شمالية ) مع الدكتور مطيران النمس

05-05-2020 11:16 PM

لكل بلد تاريخ ولكل بشر ذكريات يتذكرها من وقت لآخر في هذه الحكاية نصافحكم بقصة جميلة يسرد تفاصيلها الأستاذ أحمد ضافي الحسين رئيس مركز الدويد سابقا في الحدود الشمالية وأحد رجالات صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية سابقا رحمه الله وأسكنه فسيح جناته نترككم مع أحداث قصة المقناص للعراق .

من رحلاتي التي لا تنسى ومازال أثرها الجميل في نفسي حتى الان ، رحلة القنص مع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد أمير الحدود الشمالية سابقاً رحمه الله إلى العراق. ففي ربيع عام ١٤٠٩ وبعد شتاء قاسي وغزير المطر، قرر الأمير القنص في العراق، وطلب الإذن من السلطات هناك، فجاءه الإذن رغم أن حكومة العراق ذلك العام لم تمنح تصاريح قنص لشخصيات كثيرة باستثناء الأمير عبدالله بن مساعد.
مع انكسار حدة الشتاء وبداية بواكير الربيع ، تحركنا معن من عرعر شرقاً ثم اتجهنا شمالاً جهة "الصحن" وهي منطقة حدودية متميزة في أرضها وربيعها وفيها مركز حدودي من هناك دخلنا العراق. كانت الأجواء لازالت باردة والنبات والزهور في أبهى جمالها .
كانت الحملة تقريباً ثمانين شخصاً ، وكان معنا ٣٦ طيراً ، وعددا من السيارات،سيارة الأمير الخاصة. وسيارة فورد ٦٥ احتياط وسوبربان للإخويا كبار السن تمشي إلى جوار سيارة الأمير . وأربع جموس مجهزة سيارات مقناص وسيارة المضحى وسيارة المطبخ وسيارة القهوة وسيارة الدليلة وسيارة الصيانة. كان من الاخويافي المقناص الوالد ضافي زايد الحسين وأبو سعد محمد العريفي ودهام سالم أبو عامش وجارد سعد الجارد وعماش المثيب ورحيل الأسلمي ابو عيادة ودليم العتيبي وجري العتيبي وصياح الشراري ومحمد الجير وخلف العنيزان
وعبدالرحمن بن دغيم وسكران أبو أحمد ومبيريك الذكري والكثير من الزملاء _ رحم الله الأموات
قنصنا في الشنانة واللصف ثم في محافظة النخيب ثم منطقة تدعى المية وستين ثم الكسرة وكان البرد لازال شديداً حتى إننا نقوم لصلاة الفجر في بعض الليالي ونجد خيامنا نازلة من الثلج .
من الأشياء التي تستحق الذكر في تلك الرحلة والتي استمرت خمسة وخمسين يوماً أنه بسبب محدودية التصاريح التي منحت للقنص فقد دخل العراق مجموعة من الأمراء والشخصيات للعراق تحت التصريح الذي منح للأمير عبدالله بن مساعد كأمير الجوف سلطان بن عبدالرحمن السديري والشيخ عبدالله ابن دامر وغيرهم كثيرين. كان برنامجنا يومياً
نستيقظ لصلاة الفجر جماعة ثم نفطر ونمشي للمقناص وعند العاشرة والنصف تقريباً يكلم بالجهازسيارات المضحى والقهوة فننزل ونتقهوى ثم نرتاح ونتغدى وإذا حل صلاة الظهر فنصليها والعصر جمع تقديم. وإذا جا وقت الهدد مشينا وقنصنا حتى قبل الغروب. ونصلي المغرب والعشاء جمعاً ثم نعود للمخيم ونجلس ويستقبل الامير الناس وكان على رأس الحاضرين غالباً الأمير سلطان السديري وابن دامر . وكان السديري وابن دامر يرحلون وينزلون معنا وكانت صداقة شيوخ بما تحمله الكلمه اكابر على ماقالوا ولا يمشون قبل الأمير حتى يمشي. ويمشون عكس اتجاهه وإذا أقام أقاموا.
ومن الطرائف أننا صادفنا سيارة سعودية غريبة فطلب الأمير عبدالله بن مساعد من اخوياه معرفة من صاحب السيارة فإذا هو أحد شيوخ القبائل في نجد والذي أفاد السائل أنه من أصحاب الأمير بن مساعد ومشمول بتصريح الأمير، رغم أن الأمر ليس كذلك ولكن أراده عذر. فخبّر الخوي الأمير بالجهاز فتحرك الأمير بسيارته وقصد الشيخ وسلم عليه فتفاجأ الشيخ بالأمير وانحرج فنزل من ظهر السيارة وسلم على الأمير وتكلم بكلام راقي وأدب وقال : أنتم يال سعود ذرانا .. نتذرى بكم في السعودية وخارج السعودية فتلطف معه الأمير ودعاه للغداء .
فأفاد الشيخ الأمير بأنه يقنص منذ عشرة أيام وكلما سأله أحد من العسكر قال أنا من اخويا الأمير عبدالله بن مساعد فلا يتعرضونه بشي ... وأنه مستمتع بالقنص تحت اسم ومظلة الأمير ، .وقد قال الشاعر فراج السهلي وهو أحد اخويا أمير الجوف سلطان السديري وصف مثل هذه المواقف بقصيدة مديح للأمير عبدالله بن مساعد منها هذه الأبيات :
الجموس اللي مكاينها جدادي
كم عشيرعن عشير ه َبعدنه
عقبن النخيب واقفن للرمادي
وكل رجمٍ لاتبين شرفنه
يتبعن الشيخ لطام المعادي
جعلهن في كل عام يتبعنه
ابو خالد يوم لوّح بالشدادي
ّ
كم أمير يطلب التصريح منه
في شثاثه كم هدّ وكم صادي
يتبع اللي بالصقاره نومسنه
ّ
يوم خطوا اللاش همه بالرقادي
لا تولع بالحرار ولا اعجبنه.

كنّا نصيد يومياً من أربعين إلى خمسين حبارى، والصيد
كله بالطيور ... لانستخدم ً البنادق إطلاقا.
وقد أرسل الرئيس العراقي حينها أخاه لأمه مرتين للأمير عبدالله بن مساعد وأرسل معه هدايا ثمينة وسيارات ومحروقات وأغنام وقال إن السيد الرئيس يبلغك السلام ويقول العراق بلدك من مشرقها لمغربها إلا أننا لا نصحك بالذهاب جهة الحدود الإيرانية لأن الإلغام لازالت . وكانت الحرب العراقية الإيرانية لتوها قد انتهت. وقد ضيف الأمير عبدالله أخ الرئيس ، وكانت شخصيته وشخصية الأمير ابن مساعد مهيبتان ، لدرجة أنه لم يجرؤ أحد من الإخويا والمرافقين بالكلام . وقد ثقل المجلس وعلاه الصمت وعرفنا من عيون الأمير أنه يود لو أن
أحدا كسر الصمت بكلام مناسب، فتكلم الشيخ عبدالله بن دامر بكلام موزون وراقي أسعد الأمير وأسعدنا وقد وفَّى وكفّى.
وكان مندوب الرئيس العراقي يأتي لنا شبه يومياً واسمه بركات السعدون يعرض الخدمات ويطمئن علينا.. وهو شقيق الدكتور معن السعدون.
وكان الفلاحون العراقيون وبعض الرعاة يحضرون مجلس الأمير ويذكرون له الضباء الكثيرة جهة الحدود الإيرانية ويدعونه للصيد هناك فيشكرهم ويعتذر عملاً بنصيحة الرئيس، وكان يعطي ويكرم َمن تبدو عليه الحاجة أو يسأل.
التقينا هناك بالأميرين عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير المدينة والأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير حايل وضيفهم
الأمير عبدالله بن مساعد. ومما رأيته من الإحترام والتقدير بين رجال الأسرة، أن الأميرين عبدالمجيد ومقرن ورغم أنهما هم الضيوف إلا أنهما رفضا الجلوس في صدر المجلس وأصرا على الأمير عبدالله أن يجلس هو في الصدر وأحدهما يمينه والآخر شماله.
وقد جاءنا الأمير جلوي أمير منطقة نجران حالياً ومكث معنا يوماً أو يومين في الكسرة التقينا بالشيخ متعب بن محروت ال هذال شيخ مشايخ عنزة وأقام مناسبة كبيرة للأمير عبدالله بن مساعد بحضور الأمير سلطان السديري أمير الجوف.
كان للأمير عبدالله طير يدعى سلطان وغالي عليه، وقد فقد
الطير فتنكد الأمير وتغير مزاجه. فخرجت سيارات تبحث عنه منها سيارة الدليلة ، وكان أحد اخويا الأمير سلطان السديري قد توقع أن سيارة الدليلة هي التي سوف تجده فركب معهم فأصبح عددهم ستة. وفعلاً وجدوا الصقر. ومن فرحة الأمير بالعثور عليه، أعطى كل واحد كان في السيارة التي وجدت الطير عشرة آلاف ريال ومنهم خوي الأمير سلطان السديري. فكان توقع الخوي وحصول المتوقع أثار استظراف وتعليق.

كانت أيام جميلة وممتعة استمرت خمسين يوماً مرت وكأنها خمس ساعات ... رحم الله الأمير الوالد عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد ووالدي وكل اخويانا وسلم الأحياء منهم ..

تعليقات 0


خدمات المحتوى


تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة عرعر اليوم
الرئيسية |الأخبار |المقالات |الصور |البطاقات |الفيديو |راسلنا | للأعلى