09-14-2011 11:55 PM عرعر اليوم ـ أجرى اللقاء ـ لافي الدهمشي : الحوار مع الشاعر والأكاديمي الأستاذ هلال بن مزعل الدهمشي ... يأتي مختلفا وجذابا ... وفيه من العمق والهم الإصلاحي ..ما يجعلنا نتأكد من ملامسته للواقع التربوي الذي نعيشه ... ونتطلع لأن يحتل الأستاذ واجهة المجتمع لأنه من النماذج المشرقة التي تحمل على عاتقها هاجس التطوير والتغيير والعمل نحو التميز ... في هذا الحوار اقتربنا من فكره النير ... وشخصيته الجذابة ... وسبرنا أغوار رحلته العلمية المميزة ... في البداية بودنا لو حددت لنا أبزر محطات حياتك في حقلها العلمي والعملي ؟ حصلت على بكالوريوس الرياضيات من كلية المعلمين (التربية والآداب حاليا) (1423هـ) . وحصلت على الماجستير في تخصص المناهج وطرق تدريس الرياضيات ، من جامعة أم القرى (1429هـ) . وأنهيت البرنامج الدراسي لمرحلة الدكتوراه في التخصص نفسه (عامان دراسيان) ، وأستعد حاليا للاختبار الشامل الذي يسبق مرحلة تسجيل عنوان أطروحة الدكتوراه . شهادة الصف الأول الابتدائي لازال يحتفظ بها الأستاذ هلال عملت معلما في التعليم العام ، وتحديدا معلم صفوف أولية (صف ثاني ابتدائي) ، لسنتين دراسيتين إحداهما في محافظة الخبر ، والأخرى في محافظة حفر الباطن . عملت معيدا ، ثم محاضرا في كلية التربية والآداب منذ العام 1425-1426هـ . هذه الرحلة العلمية الشيقة ... هل اعترضتها بعض المصاعب الحياتية والعلمية ..التي كادت أن توقفها عند نقطة معينة ؟ بمثل ما كانت محطات شيقة ، أو شائقة ، كانت محطات شاقة ، ولكنه العناء المتبوع بالبهجة ، واللذة المقرونة بالألم ، وتذكر ما مر بالمرء في دروب حياته المثمرة مدعاة تأمل ، وتدبر في جهاد ، وصبر ، وتضحية ، وقبل ذلك هو مما يلزم العبد بتذكر نعيم الله ، وفضله ، وذكره بالشكر ، والثناء عليه تعالى ... ولعل من أبرز المصاعب الخضوع لفكرة أن المجتمع سيحتضنك ، وسيقدرك مبدعا ، أو على الأقل مجتهدا طموحا ، فكان التفكير الوظيفي ، والتخطيط العملي المبني على الواقعية ... كما إن تحمل زوجتي وفقها الله لكثير من المسؤوليات في رحلات العلم المتكررة –كل أسبوع تقريبا- طيلة 4 سنوات مما أعده عبئا نفسيا بالمقام الأول زاد من المعاناة ، والمشقة ... كم كنت أتألم لأن أحد أبنائي مريض !! كم كنت أتألم وأنا أكلف أحد أشقائي بزيارة أحد أبنائي في المدرسة لمتابعة أدائه التدريسي نيابة عني !! كم ، وكم ... سيدي !! ليس الهم هم المادة نفقة ، واقتصادا ، وليس العذاب عذاب الجسد بالسهر ، والإرهاق ، وليس الألم لطول درب ، أو لإنهاك سيارة ... ليست المشقة ما سبق بقدر ما كانت التضحيات النفسية ، والعاطفية ، والاجتماعية خاصة وأنت تقصر مع من تعول ، ومع من تحب !! كثير من المتاعب كنا نعيد صياغتها لتكون مناسبات سعيدة ... فالدفع بمبلغ مالي ثمنا لكتاب كان في صورة أخرى بناء ثقافيا ،واستثمارا دائم الأثر ... وتأخر رحلة جوية فرصة للتعرف على صديق جديد !! بحكم قربك وتعاطيك المباشر مع الميدان التربوي هل كانت البيئة التعليمية محفزة للانطلاقة نحو الدراسات العليا بجانبها الإيجابي أم السلبي ، بمعنى هل لدينا بيئة خصبة للإبداع والتميز ؟ لا أريد أن أقدح ، ولا أن أمدح !!! المعايشة تولد الإبداع ، ولكن لنتذكر أن المبدع ينطلق من مأساة ، أو ملهاة ليحقق منتجه الفكري ، أو الثقافي ... هاجس الدراسات العليا كان أكثر ما يؤرقني ،ويشغلني ، وكنت أتوقع ترشيحي للإعادة لاعتبارات كثيرة لا أود الإسهاب في ذكرها ها هنا ؛حتى لا يعد الأمر غرورا ، ولكني وجدتني أترك كليتي دون أن يكون هناك وعد بوصال !! قلت ذات شعر ، وأنا أنعي روح شاعر فارق المبنى الصامت ألما : من قال إني شاعر ومجيد* وبأن قافيتي لها ترديد وبأن شعري يستمد نداوة *من كل حرف ساءه التنهيد أ قصيدتي ... هل تفرحين لما أرى ؟! * أم تجزعين وصمتك التنهيد ردي علي قصيدتي فمصيبتي * أن الفراق على الشديد شديد خرجت لأمتطي صهوة ألم ، وأمل !! وجدتني ضحية عيد بائس !! فأنا المحظوظ بتدريس الصف الثاني الابتدائي ؛ والسبب أنني معلم جديد بلا خبرة ، وحديث الزواج لم يفهم بعد شعور الأبوة !! لم أجدني منسجما مع هذه المهمة الشاقة ، بل المهلكة !! ولكن ... يوما بعد يوم ، غدا سلوك الطفولة البريئة المثير للصراخ ، مولدا للبهجة وكأنها سيمفونية مبدعة !! كنت محظوظا بأن أفهم ما معنى أن يمضي طفل عاما دراسيا كاملا د من حروف الهجاء ، وأرقام العد رسما ، وقراءة ... لا أخفيكم سرا ...وجدت في الميدان التربوي ما يثير الشفقة ، ويدعو للفهم فهما معينا على حل الأزمات ، بما يجعل المرء مسهما في تحسين بيئة العمل التربوي انطلاقا من كون أن ما يراه ضارا إنما هو هفوة مجتهد ، لا وزر متعمد !! بيئة التربية والتعليم مجال يستحق الاجتهاد ، والإيثار فكرا ، وبذلا فهي من مصانع مجد الأمة ، ونعمائها ... شهادة الماجستير للأستاذ هلال مزعل كيف ترى الهيكلة التعليمية في واقعنا بشكل عام ..هل ترى أنها متطورة ومنظمة بالشكل الذي يتماشى مع متغيرات العصر ؟ هنا يلزمنا الحياد بواقعية ما بين تفاؤل ، وتشاؤم ... هل المعلم المنفذ لخطة الوزارة ، والمسوق لمنتج المنهج صاحب دور في توجيه ، أو تحييد قرار ، أو رأي حول ما يفعله ؟! هل مدير المدرسة قيادي بالمعنى النظامي ؟! أن أنه منسق يطبق خطة عمل مفروضة قد يكون من المحرم التطاول عليها أو مفاوضتها ؟! ما السائد في أنظمتنا التعليمية : لغة الكم ؟ أم لغة الكيف؟! هل تتوافر في الإدارات التعليمية والتربوية مفاهيم كالشورى ، وتبادل الأدوار ، والتصويت ، والتغذية الراجعة ؟! أخي الكريم !! سؤالك واسع فضفاض ، وأي من أسئلتي السابقة واضح ، وفاضح !! وإجابتنا على مثل هذه الأسئلة الجزئية كفيل بأن يجعلنا نفهم الواقع ... وإن كان لك ميل للإيجاز ، أو إعادة توجيه البندقية لهدف بعينه فأجبني : ثمرة جهاد مؤسستنا التربوية ، وأعني به "التلميذ" كيف حاله ؟! بعض الدروع التي نالها هلال مزعل تكريماً لجهوده هل ثمة حواجز وعراقيل ومصاعب تحد من التعاون الحقيقي بين وزارتي التربية والتعليم ، والتعليم العالي ؟ إداريا ، ومنطقيا : هما متتما صناعة مواطن صالح !! سأسأل أنا : هل يمكن أن يكون إلزام وزارة التعليم العالي خريجي المرحلة الثانوية باجتياز أكثر من اختبار قياس للقدرات ، والتحصيل نوعا من الشك المبرر في مخرجات التعليم العام ؟! وإذا كان الأمر كذلك : هل نتيجة الاختبار ها هنا مجرد تشخيص للتشخيص ، أم أنه متبوع بعلاج ؟! وحتى إن كانت هناك فائدة مرتدة لصالح مناهج التعليم العام تحسينا ، وتجويدا ماذا سنقدم للتلميذ الذي جعلته درجة اختبار القياس غير صالح للدراسة الجامعية !! إن نفع المنهج المدرسي ، وإعادة صياغته لا تعني القضاء على علل أخرى قد تقف حائلا دون بلوغ الأثر المستهدف من منتج المنهج في شخوص المتعلمين ، وتفكيرهم ، ومن ذلك ما هو حجر ، ومنه ما هو بشر !! تخيلوا معي ، أو تأملوا ، أو تألموا : الشائع فكرا ، وقناعة أن أساتذة المناهج في الجامعات نظريو الفكر ، والتوجه ، ومعلمو الميدان واقعيون ملاصقون لحقيقة المجتمع ، وثقافته !! الشائع رأيا ، وظنا أن وزارة التربية التعليم مارست القدح بمخرجات الجامعات العاملة في الميدان التربوي !! قلت الشائع ، ولم أقل المؤكد !! ركزت في دراستك التي قدمتها لنيل درجة الماجستير على الاتصال اللفظي واللغة الرمزية للرياضيات ماذا يمكنك أن تقول عن هذه التجربة والرسالة تحديدا ؟ الرياضيات لغة !! سأعد مثل هذا الوصف العملي ، أو الحكم القانوني المؤكد منطلقا للإجابة ... تتميز الرياضيات بالرمزية ، وبثبات المصلح ، ودلالة التعبير الرياضي ، وقابلية المفهوم للتدوير ، أو التجزيء ، وصوغ المسألة الرياضية ، أو الوصف الكمي لحدث ما إنما هو تعبير برمزية خاصة متفق على معناها ، وما قد يبنى عليها فهما . وقد حاولت مجتهدا انطلاقا مما سبق دراسة ممارسات التفاعل اللفظي داخل حجرة الدراسة ما بين المعلم ، والمتعلم ، أو ما بين المتعلمين أنفسهم ، وأثر جودة هذا الاتصال اللفظي على تدريس الرياضيات ، في ظل مراعاة السلامة اللغوية للسياقات ، وخصوصية ، أو طبيعة الرياضيات بوصفها لغة من حيث المصطلح ، والدلالة ، والمفهوم ، والرمز . كثير من صور ضعف فهم الرياضيات عند التلاميذ ناتج عن إساءة بناء تعبير لغوي جيد ، وكذا عدم إعطاء الكلمات ضمن التعبير الرياضي حقها صوتا منطوقا يراعي الفروق الطفيفة ما بين المصطلحات المتقاربة في الكتابة على سبيل المثال . الرياضيات ... مادة علق بها الكثير من المفاهيم الاجتماعية الخاطئة ... سواء من جانبها الانفعالي والوجداني ..أو من الجانب المعرفي البحت ...كيف يمكننا أن نعيد صياغة مفهوم (الرياضيات) في مدارسنا ... وزراعة بنية تحتية لها تستطيع أن تنسف كل القناعات الخاطئة التي علقت بها ؟ لا مفر من هداية المتعلم كلبنة في المجتمع إلى إجابة محكمة ، وحكيمة عن السؤال الملح : "لماذا الرياضيات ؟" !! المفارقة ما بين التنظير ، والتطبيق ، أو عدم ملاحظة جوانب وظيفية للرياضيات في الواقع المعاش ، مما يثير السخط على الرياضيات ؛ وعليه لا بد من السعي نحو تعلم للرياضيات ذي معنى !! قد يغفل المعلم ربط المفهوم الجديد ، أو التطبيق الحالي بمشاهدات من الحياة ، وقد لا ينتبه إلى أن هناك صورا يمكن عدها مجالا لتأكيد نفع تعلم رياضياتي جديد ،وعليه نحن في حاجة لتدريس ما يسميه بعضهم "الرياضيات المعاشة" ... وعلى معلمي الرياضيات شد ذهن المتعلم إلى الرياضيات في الخلق ، والتمثيل على العدد ، والدقة ، والمنطق ، والتعليل ، والترتيب ، والنمط كروافد أو جوانب للرياضيات . أظن أن من الممارسات الرسمية ما جعل هاجس الخوف ، أو لنقل الحذر من الرياضيات شعورا مبررا ؛ فاختبار الرياضيات أول الاختبارات النهائية فتكون المدة الزمنية الخاصة بمذاكرته طويلة من باب طلب الكفاية ، كما أن حصة الرياضيات إلى وقت قريب كانت الأولى في كل يوم دراسي ، كأن الرياضيات المادة الوحيدة التي تحتاج تركيزا ، وانتبها أكثر ، هذا إن سلمنا بفكرة أن تأخير حصص بعض المواد اعتراف ضمني بعدم أهمية الاهتمام بها تدريسا ، ودراسة !! بعض الكتب التي تحتويها مكتبة الأستاذ هلال هل ترى أن هذه المادة أعطيت حقها في تعليمنا ... خاصة في ما يتعلق بالقدرة على ربطها بالواقع ؟ أظن أن مثل هذا متحقق في المنهج المطور ... يصف البعض بأن الرياضيات مادة معقده ما أسباب تلك النظرة وماهو الحل برأيك ؟ وصف بعضهم الرياضيات بأنها : "ما يفعله الرياضيون" ؛ دلالة على صعوبة ، أو عدم ضمان القدرة على وصفها وصفا جامعا مانعا ... يا سيدي الرياضيات علم يتصف بالتقعيد لا بالتعقيد !! الرياضيات علم منطقي كمي استدلالي !! الرياضيات مادة تتطلب في تعلمها ، وحتى في تعليمها نشاطا ذهنيا غير تقليدي ، كما إنها تلزم من يتعلمها بمتابعة خوارزمية حل جبري هنا ، أو منظومة تفسير ، أو إثبات هندسي هناك ... مصاحبة تدريس الرياضيات بهالة شعورية تكسب المتعلم الإحساس بالرهبة ، أو الإحباط مبكرا مما يدعوه إلى كره الرياضيات ، والميل إلى اتخاذ قيمة متطرفة سلبا في الحكم عليها ، وعلى معلميها ... التعقيد يا سادة مدعاة رقي ، وتجاوز وصف السهولة إثبات بلوغ درجة تطور مرموقة ، وعليه فلنحاسب أنفسنا على الانتقائية ، والتحيز في تفسير المصطلح ، أي مصطلح ... لنقدم المعرفة الرياضياتية في قالب وظيفي مثير ، ولنهيئ ذهن المتعلم لتعلم المسألة ، أو المفهوم الجديد ، ولتكن المكافأة المعنوية ، والتعزيز النفسي حاضرين بقوة ... إحدى مجموعاته الشعرية لماذا لم نجدك من المحتفى بكتبهم وإصداراتهم التي تمثل باكورة الإنتاج الأدبي ممن كانت لهم حظوة الدعم من نادي المنطقة الأدبي والثقافي ... أين أنت منهم ؟! هم أهل للثقة بمثل ما هم أهل للمحبة ، وطباعة النادي الأدبي لكتبهم جزء من مسؤولياته ، وواجباته التي يشكر عليها تجاه مثقفي المنطقة ، وأدبائها ... لم أتقدم إلى النادي الأدبي بأي كتاب سوى جملة قصائد وطنية بناء على طلب النادي ، وعلى ما أذكر كان الطلب لأجل طباعة ديوان شعر وطني لجملة شعراء كنت أحدهم ، ولكن مثل هذا الديوان لم يصدر بعد . كيف تقيم تجربتك كشاعر في صفحات المنتديات الإلكترونية ، خاصة أنها كانت تجربة تميزت بالكم ، والكيف لفترة ليست بالقصيرة ؟! ولماذا الفتور في هذا الجانب أخيرا ؟! لم تكن علاقتي بالإنترنت تتجاوز بعض المواقع الخدمية ، أو التي أحتاجها لأمر طارئ ، ولم تكن لي قبل العام 1428 هـ أية علاقة بالمنتديات الإلكترونية ... كانت البداية محاولة لإثبات الذات الشعرية بُعيد حرماني من حظوة المشاركة في برنامج استقبال الوالد القائد عندما زار المنطقة ... نصيحة محب ، آثر توجيهي إلى منتديات ذات جماهيرية مرتفعة كمنطلق حتمي للشهرة !! كان أول منتدى أشارك فيه منتدى مخاوي الليل ، والسبب أن عدد أعضائه يتجاوز مئات الآلاف ؛ فلم يكن التفكير بداية منصبا لمخاطبة النخبة بقدر تكوين جماهيرية مقنعة ... من الطرائف أنني عندما زرت المنتدى للمرة الثانية بعد أن أودعت في رفوفه نصين أحدهما فصيح (قصيدة الترحيب بالملك) ، والآخر نبطي (خارج حدود الفلسفة) ، وجدت ما يفيد بوجود رسالة خاصة في البريد الوارد ، وأن يلزمني تسجيل 50 مشاركة قبيل القدرة على فتح البريد !! لاحقا وجدت الرسالة من الشاعر والإعلامي المعروف مناحي الحصان ، يفيدنا فيها بضرورة مهاتفته لاحقا على هاتفه الجوال المضاف إلى الرسالة ... وجدت من إدارة المنتدى كل حفاوة ، وتقدير ، وتم اختياري ناقدا ومستشارا أول للمنتدى ... فيما بعد تشرفت بالتعرف على المغفور له بإذن الله الشاعر العملاق فيصل الرياحي ، وعرضت علي فكرة المشاركة كمحكم في برنامج شعري ضخم تنظمه ، وتديره (آرا) للإنتاج والتوزيع الفني ... وصل عدد المنتديات التي كنت عضوا فيها إلى (326) منتدى منها منتديات شعرية صرفة ، ومنها منتديات ثقافية وأدبية عامة ... تواصل لا شك أن الكم سيطغى على الكيف ، فلم أكون أن مشاركات الأعضاء الذين أجدهم يثرون نصوصي بالقراءة الناقدة ، كما أنني لم أكن أستطيع متابعة نتاجهم الفكري ضمن المنتديات . تعرفت على إعلاميين ، وشعراء ، ونقاد ، ومؤلفين ، واستفدت منهم ، وأفدت ... الفتور لاحقا من أسبابه الملل ، والكلل !! أذكر أن أبيات شعر سبق أن نشرتهما مجلة مقناص الشعرية في صفحة واحدة كانت صفحة الغلاف الداخلي نشرهما لك مناحي من منتدى العملاق فيصل الرياحي ... هل تذكرهما ؟ وما قصتهما ؟! كانت هناك فكرة طرحتها تضمنت مفهوم (الكتابة بالألوان ، والرسم بالحروف) وهو معنى فلسفي دال على مصطلح الترجمة في سياق الأداء الحسي ؛ فالشاعر يكتب النص نظير حالة شعورية ، وكذا هي علة إبداع الراسم بالريشة ، ويحدث أن نجد نصا يوافق ، أو ينسجم مع صورة بسبب تقارب المؤثر النفسي هنا ، وهنا ... وعليه يكون الاتفاق في معنى الترجمة رغم تباين الأداة ، والأسلوب ... طرح الأخ مناحي صورة أسد ، وكان البيتان ، وتلاه النشر !! أما الأبيات فهي : حدثنا عن تجربة المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب؟ كانت دعوة كريمة من النادي الأدبي الثقافي بالمنطقة مع جملة من أدباء المنطقة ، ومثقفيها ، وكانت فعاليات مثيرة ، ومثرية ، وحققت للمهتم فرصة الاتصال عن قرب مع دور النشر ، والمهتمين بالشأن الفكري والثقافي ، وتحقيق معايشة جادة للهم المعرفي ... كما أن توفر مئات الآلاف من العناوين الجديدة بتباين مستواها ، وهدفيتها فرصة لا تعوض لكل ذي نهم معرفي !! وأقيمت على هامش هذه التظاهرة الفكرية والثقافية لقاءات وندوات علمية في قضايا هامة ... كما أن المعرض استضاف البرازيل كدولة ضيفة نُظمت لأجلها عدة محاضرات علمية في الثقافة ، والأدب البرازيليين . في ذلك المحفل وقع الأخ الأستاذ سعيد شهاب عقد مؤلفه الأول ، وهو رواية (صبرا) . رغم كثافة الإنتاج الأدبي مابين شعر (نبطي/فصيح) ، وقصة قصيرة ، ورواية إلا أننا لا نرى لك مؤلفات منشورة ... لماذا ؟! أنا يا سيدي طموح حالم ، ولكنني أيضا مبعثر مشتت فوضوي !! ينقصنا النظام !! تلزمنا جرعات من الترتيب ... لم أدون نصوصي الشعرية إلا العام الماضي من أنني أكتب الشعر ، منذ ما يزيد عن 15 سنة ، وكلفني ذلك 5 أشهر في عمل متواصل ولدي الآن (2654) نصا شعريا مابين فصيح ونبطي ، منها تقليدي البناء ، ومنها شعر التفعيلة ... أفاوض الآن إحدى دور النشر لطباعة رواية ، وديوان شعر تفعيلة فصيح ، وكتاب حول تعليم الرياضيات ... لماذا لا تتواجد في الصحافة الإلكترونية الخاصة بالمنطقة على أقل تقدير؟! الكل مجتهد ، ولكن لم أجد ، وهذا انطباع شخصي ، ما يشفع لبعض الاجتهاد بأن يكون محققا لمعنى الصحافة قانونيا ، واجتماعيا ، وفكريا ... لم يكن هم الصحافة نقل خبر وصفا لا أكثر ، أكثر من كونه مشاركة جادة في توعية المجتمع ، والسعي إلى رقيه ... وجهت إلي دعوات من عدة صحف إلكترونية خاصة بالمنطقة على رأسها (صحيفة الشمال أون لاين) ، التي سماني رجالاتها أبا روحيا لها ، ويا لها من مبالغة أصابتني بالغرور حتى كان الفتور !! إذن هو البخل مني بعينه !! سأبدأ مع بداية شهر ذي القعدة ، أو قبل ذلك بأيام بنشر مقالات مجتهد جاهل مقل ، وأتمنى أن أكون ذا حظوة بالقبول ... الأستاذ هلال متحدثاُ للزميل لافي الدهمشي بما أنك تطرقت إلى صحيفة (الشمال أون لاين) ... مبدين إعجابنا منقطع النظير بالكلمة الافتتاحية لهذه الصحيفة والتي كانت بعض إبداعكم ، ما الفرق بين السرقة والاقتباس فيما يخص التطفل على أفكار هذه التحفة الأدبية كما طالعنا مؤخرا ؟! وهل تعرض هلال لمثل هذا السطو غير هذه المرة ؟! طلب مني الأحبة في الصحيفة كلمة افتتاحية لعملهم المبارك ، فكان هم المسؤولية ، ولكنني اجتهدت ، وأنا أجهلكم وأفقرهم ، وكان حظي بقبولهم محبة أخيهم قبولا حسنا ... حاولت مجتهدا التهيئة لعمل صحفي مقنن بتباين منطلقات قانونية متزنة الرؤى في عقلانية لا تغيبها الإرادة والطموح ، وأثرت قضايا أراها ملحة في العمل الصحفي في قالبه الإلكتروني ... بعد 11 يوما بالضبط هاتفني أحد الأحبة في الصحيفة يخبرني باتهام صحيفة (جازان اليوم) لنا -أقصد صحيفة الشمال أون لاين- بسرقة مقال دكتور وشيخ من الجنوب !! قرأت مقال سعادة الدكتور ، وفضيلة الشيخ فوجدته مثالا غير احترافي للسرقة الادبية كسلوك غير سوي ... تخيلوا بدأ بحمد الله ، والثناء عليه ، والصلاة والسلام على رسوله ، ثم أتى بأربع جمل من نهاية مقالي ثم كتب بضع كلمات ركيكة المبنى والمعنى ، ثم أعقب باقتباس ما يزيد عن 200 كلمة ، ثم أتى بأربع جمل من أول مقالي ، ثم ختم بالصلاة ، والسلام على رسول الله !! قمت بالرد على مقاله بما يفيد اتهامي إياه بالسرقة ؛ فحذفت إدارة الصحيفة ردي ، ووضعته بدلا عنه طلبا منهم بأن أتواصل معهم !! أخبرتهم بالقصة ، فأبدوا عجبهم إذ إن الدكتور أوهمهم بأنه أمضى أياما وأياما وهو يكتب المقال ... وعدوني لاحقا بحل المشكلة ، ولكنهم أبقوا المقال على حاله !! بحثت في الإنترنت عن فضيلة السارق ، فوجدت لقاء طويلا أجرته معه إحدى المنتديات ؛ فتخيلوا أنني وجدته أستاذا في القانون ، وأنه عضو لجان دينية ، وثقافية ، واجتماعية !! وجدت في التعريف الطويل بسعادته هاتفه الجوال فاتصلت به ، وبدأت أثني عليه ، وعلى ذلك المقال بالذات ، وعندما وجدت القبول ، قلت له أنا (هلال العنزي) فمباشرة قاطعني قائلا (لماذا يا دكتور تفضحني ونحن زملاء ؟ ويجب أن تتبين قبل الاتهام و... و...) . وبخته ، ووعدني باتصال لتوضيح الحقائق ، وبعدها حاولت الاتصال به تكرار دون جدوى !! يا سادة !! ما أتوهمه أنه قد كلف أحدهم بكتابة المقال ، ولذا كانت صدمته بأن المقال مسروق ... نعم مسروق !! فالاقتباس نقل للإثراء يكيفه الناقل لظروف النص الحالي في ممارسة تحترم فكر صاحب المصدر ، وزمانه ، مع الإشارة إلى جهة الاقتباس تحقيقا للأمانة العلمية . بعض العملات الورقية القديمة التي يحتفظ بها الاستاذ هلال يستعرضها الزميل لافي هل سترشح نفسك للنادي الأدبي ؟! ربما !! نعم : ربما !! أخشى أن يكون انتصارا منسوبا لأصوات اللابة ، وأراني أسعى إلى أن أكون بطاقة ائتمانية في يد نخبويين يوجهون الإبداع ، ويستثمرون الحماسة ... نرى السخط على المنجزات البلدية العملاقة ، وأقولها متألما ومتندرا ، والخدمات هناك حاجة ماسة لكل مواطن ، وعليه ، وبما أن النادي الأدبي الثقافي من وجهة نظر متحفظة ، وقلقة ، وضيقة دار اجتماع قد لا يعني العامة ، والبسطاء كثيرا ، فلا حاجة للتطبيل لمرشَّحٍ هنا ، أو منتخِبٍ هناك ... يجب أن تكون الشروط اللازمة لاستحقاق فرد صفة الترشح ، أو الترشيح أكثر من مجرد وثيقة البكالوريوس قد يكون منحها صدقة جارية ، أو تأليف كتاب قد يكون الإبداع فيها ، أو الصنع الجاد لا يتجاوز بضع وريقات صفراء هزيلة !! إجمالا ، وكإجابة على سؤالك أجدني أقرب إلى "نعم" ، من أختها اللدود "لا" !! الشاعر هلال الدهمشي كل الشكر لك على إتاحة الفرصة لنا لعمل هذا الحوار الجميل وقبل أن نودعك بأمان الله نريد أن نستمع من فيض إبداعك لأبيات حصرية لصحيفة عرعر اليوم ... 19 خدمات المحتوى التعليقات كان لقاء ممتع بس معقول عرعر تضم ناس مبدعين زي الشاعر والأديب هلال مزعل طيب وينهم مايظهرون ليش مالهم صوت بالمنطقه ليش ما يظهرون ويرفعون اسم منطقة الحدود الشماليه ياناس والله عرعر محتاجه ناس ترفع اسمها ياليت كل شاعر واديب وصحفي ومواطن ارفعو اسم منطقتنا عرعر مشكووره عرعراليوم على الابداع المميز شكرا على اللقاء بالتوفيق للشاعر هلال الاخ هلال وفقه الله مثال يحتذى به في الاخلاق والادب الى الامام ياابن الشمال اولا : احب اشكر صحيفة عرعر اليوم على هذا اللقاء الرائع والمثري ثاينا : اشكر معد اللقاء / لافي الدهمشي على انتقاءه بالطرح وانتقاء باختيار الضيف ثالثا: اشكر اديبنا وشاعرنا الرائع هلال مزعل الذي امتعنا بحواره وكان خفيف ظل وفاله التوفيق بصراحه استمتعت كثيرا بهذا اللقاء النادر من نوعه والرائع بضيفه لكم مني كل التقدير والاحترام .. شاعر هلال مزعل شما ل عرعر غير لقاء رائع ومميز تمنيت أن نقرأ قصائد أكثر يعطيكم العافيه على اللقاء الأكثر من رائع الأديب / هلال مزعل ابدي اعجابي باللقاء الرائع جداً الف شكر للاستاذ هلال والاخ لافي ماشاء الله تبارك الله وزادك الله من فضله السرد يطول ولكن لا بد ان اقول: سيره عطره وحروف منتقاه بعنايه وما اذهلني هو تواضعك وطريقة حوارك التي تدل على انك شخصية خلوقه0 مانعاني منه في اوساطنا الاجتماعية هو: ان من الناس من يحمل الشهادات الفاخره والمناصب الرفيعه ولم يزينو ذلك بالتواضع والاخلاق الحميده(والتي هي اساس لعلو قدرك عندالله اولا وعند الناس ثانيا) بصراحه:اخاف ازيد في المدح فيمطع الذي قبله مرض0 وفقك الباري،، اللقاء متميز ..* لأنه يحمل بين ذراعيه ابن المنطقه .. مبدع ، مختلف ، مُلهم ، محل اعتزاز .. لا كلمات .. استطيع أن أجمّلها لهذا الإنسان ..* لأنه جميل في كل شئ .. احترامي لك صديقي ابو صلاح .. كذلك أشكر المحاور الرائع لافي الدهمشي .. اعتقد أن القارئ عرف الضيف جيداً .. احترامي لك ابو محسن ..* شكرا من القلب لرجال صحيفة عرعر اليوم على هذا السبق الصحفي الإعلامي بإستضافتهم أحد عمالقة الثقافه والأدب في منطقة الحدود الشماليه وعلى التطوير والتجديد الدائبين للإرتقاء بذائقة الفكر الشمالي وإثراء جعبته العلميه والثقافيه من إمدادات ومعلومات وثقافة وأدب الإستاذ / مزعل هلال لله درك ، إستاذ /هلال مزعل أسئله اللقاء محمله بأجوبه مليئه بسمفونية الإبداع ومليئه بالمخزون الثقافي العالي والكثيف الذي تمتلكه حيث نهلنا من كل حرف أجبت به وكل كلمه كتبتها بحسك الثقافي وبتواضعك الواضح من خلال سطور اللقاء ومن خلال إنسانيتك العذبه وتحملك عناء البحث عن لقمة العلم التي ولله الحمد نلته و أتيت لنا بأعلى شهاداته وفقك الله ونفع بك ياستاذ/هلال مزعل والشكر موصول مرة أخرى لمن أجرى اللقاء /الإستاذ/ لافي الدهمشي ولسعادة رئيس تحرير صحيفة عرعر اليوم أخي الغااااالي / الإستاذ/ فيصل القيران ( أبوفارس) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سعدت بقراءة هذا اللقاء الشيق مع الزميل والصديق الأستاذ: هلال بن مزعل العنزي متمنيا له التوفيق والسداد ماشاء الله تبارك الله لقاء رائع وسبق يحسب في رصيد عرعر اليوم وفقهم الله صراحة ابداع دكتور هلال اجاباتك واضحة وصريحة أحيي فيك شفافيتك بخصوص النادي الأدبي والمجلس البلدي !! لا تحرمنا جديدك دكتور الف شكر لك الغالي لافي استضافة رائعة ومميزة بقدر تميّز الضيف الكريم لعرعر اليوم نعم لقد أمضينا أياما جميلة في معرض الكتاب برفقة اخيار أمثالكم لقد كنت أشفق عليك من حمل الكم الهائل من الكتب التي اشتريتها كنت كل يوم تذهب إلى المعرض وتشتري عددا من الكتب الثقافية والعلمية وأمهات الكتب لن تشترها لتزيّن مكتبتك بها ؛بل لشغفك بالثقافة والمعرفة ونراها تنعكس على هلال وثقافة هلال وعلم هلال صدقت أخي الفاضل لقد طلب النادي من شعراء المنطقة إرسال قصائدهم الوطنية لإصدار ديوان بعنوان ((الشمال يغني للوطن )) إلا إنه لم يتجاوب مع تلك الدعوة إلا اثنين وانت واحد منهم؛فتريّثنا قليلا لكي نجمع اكبر قدر ممكن أخيرا النادي هو نادي ابناء المنطقة ونرحب بك وبامثالك للعضوية ومجلس الإدارة بارك الله فيك وفي عرعر اليوم التي نثرت هذه الإبداعات هنا رائع اخى الغالى هلال بالتوفيق دائما والى الامام اخوك خالد صبرى مصر أخي وعزيزي هلال كم أنا مشتاق لك ....... ربما يبعدنا الزمن ولكن المحبة الصادقة في القلب لا تنتهي عزيزي هلال سر ولا تلتفت للخلف , ما واجهته من صعوبات في السنوات الماضيه كفيل بأن ينهي حياة الكثيرين , ولكن قوة إيمانك بالله وصبرك كانا أكبر المساعدين لك في مواجهتها. أنت تسير في طريق نهايته الوصول لأعلى المناصب وخدمة وطننا وديننا الحنيف , كم أتمنى أن أرى هلال رئيس النادي الأدبي بعرعر وعميد كلية التربية بجامعة الحدود الشمالية . بإذن الله ستصل . عزيزي هلال لو طلب مني كتابة سيرة ذاتية عني لكتبت فيها مصاحبتي لهلال بن مزعل . بارك الله فيك وسدد خطاك كعاادته الأستاذ هلال مبدع دائما ً يستحق كأقل تقدير ان يسجل كأديب في النادي الأدبي بمنطقه الحدود الشماليه دون اشتراطات وتعقيداات مسبقـه مع تمنياتي له بدوام الصحه والتوفيق مذ عرفت هلال شاعرا شدتني لحظة اللقاء التي أسست لمعرفة علمية أدبية ثقافية كشفت عن موهبة أصيلة وتجربة حيوية تدرك المنزع السليم في التعامل مع الحدث وفق الموقف الشعري منه ، وطالما استوقفتني البنية الشعرية وقدرة الشاعر في الصياغة والسبك بما يظهر الإيقاع الموسيقي للقصيدة بما يوائم التلوين الذي عُرف به شاعرنا فهو يؤثل للبنية الشعرية والصوتية بما يواكب ذكائه وطبعه في استعمال : الاسم والفعل والحرف ، ويستطيع الناقد أن يقف على حركة الفعل الشعري ومقاصده فيلمس العفوية والصنعة والمقاصد منها وهو عمل يدرك كنهن الشعري حين يفرقون بين الطبع والصنعة والتكلف ، فلابد من الاعتراف أن الانسيابية في شعر هلال وليدة طبع شعري أصيل ، ولقد توافر في شعر هلال ما يطلبه الناقد من سلامة البنية ودقة المعنى والقدرة على التأثير في المتلقي . أتمنى لأخي الشاعر والأكاديمي هلال كل التوفيق وكل النجاح والتألق والإبداع ، وتحية له ولعرعر الأهل والوطن والوفاء والذكريات العطرة . أسعدني اللقاء كثيراً واستمتعت به .. بالفعل زميلي وصديقي الغالي هلال يحمل الكثير من الابداع .. أسأل الله له التوفيق والسداد .. وأن ينفع بعلمه .. كما أقدم شكري للصحيفة ولمعد اللقاء .. | تقييم |