08-14-2025 01:32 PM السفر فيه متعة، وترويح عن النفس، وتعرّفٌ على ثقافات الشعوب وتقاليدهم وأعرافهم،وتعود منه بصفاءٍ ذهني، وطاقةٍ متجددة، ونفسٍ أريحيّة… بعدما كسرتَ روتينك، ووسّعتَ أفقك، وعدتَ بنظرةٍ أوسع للحياة. لكن ثمّة من يسافر لا لهذا ولا لذاك… السفر عنده ليس متعة، بل مجاراةً للركب؛ لا يفقه من أبجدياته شيئاً! يسافر فقط ليملأ حسابه بالصور، ومجالسه بالضجيج! لا يهمه المكان، ولا الثقافة، ولا التجربة… المهم أن تُلتقط له صورة تنبئك عن مدى سذاجته! يسافر ليقول: “أنا هنا”، ولو لم يعرف أين “هنا”! يُمطرنا بتفاصيل لا تسمن ولا تغني من ذوق، ينشر فطوره، وفنجاله، وكرسيه، وحتى ظلال رجله على رصيف! أيها المتخم بالصور والمظاهر… ليس كل من حجز تذكرة، صار "رحّالة"، وليس كل من التقط صورة مع برج، صار "مُلهماً". السفر تجربة تُعاش… لا فقرة تُنشر! عودتك من السفر لا تعني أننا بحاجة لتقرير مفصّل عن وجبة الطيران، أو وصف المقعد بجانب الشباك! فليس كل من سافر صار واعياً… فالعقل يُنضَج بالفهم! والسفر بلا وعي، لا يزيدك قيمة… بل يُعرّي جهلك، ويُصدّره للناس. قبل أن تسافر… تأكّد أن في رأسك فكراً، لا فراغاً! وإذا عدت… فحدثنا عمّا يفيد، لا ما يُزعج! كتبه الأستاذ: محمد بن حوران العنزي ![]() خدمات المحتوى | تقييم |