08-19-2025 11:20 PM مجالس العزاء ليست للمفاطيح! من صور التلاحم والتراحم التي حثّ عليها ديننا الحنيف: مواساة أهل الميت، والوقوف معهم، والتخفيف عنهم في مصابهم. لكنّ ما يؤسف له… أن بعض مجالس العزاء في أيامنا هذه، اتخذت منحىً غريباً، وتحولت إلى ما يُشبه الولائم واللقاءات الاجتماعية، الخالية من روح الحزن والتعزية! فترى فيها أحاديث جانبية عن السفر، أو الأسهم، أو حتى الأفراح… وقد تُسمع فيها خطبة زواج! فأين المواساة؟ وأين مشاعر الحزن؟ وأين التخفيف عن أهل المصاب؟ والأدهى من ذلك: أن بعضهم يُقيم مأدبة يُفترض أن تكون لأهل الفقيد ، ثم يدعو لها الناس باتصالات خاصة، وكأنها وليمة زواج، لا طعام مواساة! أيُعقل أن تتحوّل مائدة الحزن إلى ميدانٍ للمباهاة والمفاخرة؟ هل غرضك إكرام أهل الميت؟ أم إظهار كرمك؟ أو التفاخر بما لم يفعله غيرك؟ الله وحده أعلم بالنيات… لكن تذكّر: الطعام في العزاء ليس للناس، بل هو لأهل البيت، الذين شغلهم مصابهم عن إعداد قوتهم. وقد قال رسول الله ﷺ حين قُتل جعفر بن أبي طالب: "اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد أتاهم ما يشغلهم." فرجاءً… اجعل عزاءك عزاءً، وكرمك خالصاً لوجه الله، وهياطك… احتفظ به في بيتك. كتبه الأستاذ محمد بن حوران العنزي ![]() خدمات المحتوى | تقييم |