02-07-2012 11:07 PM
عرعر اليوم ـ خلف جويبر :الحوار مع الشاعر والأديب وحامل شهادة الماجستير في الصيدلة عبدالإله منصور المالك ، يأتي مختلفًا وله طابع خاص ، خاصة حينما ندرك ما لدى هذا الرجل من عمق معرفي ، ما يجعلنا نتوق للتعرف عليه عن قرب وكم نحن متطلعون إلى الاستمتاع بما لدى ضيفنا الكريم من معرفة بصيرة، في هذا الحوار اقتربنا من فكره النيِّر وشخصيته الجذابة التي أحببنا أن نطلعكم عليها عن قرب
في محاولة أولى إلى التعرف عليك عن قرب لنا وللقارئ العزيز، ولتكن أولى مهامك في إجابة هذا السؤال فنود بعد إذنك تعريفنا بمعلومات بطاقتك الشخصية ؟
متخرج من كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود، وحاصل على درجة الماجستر في إدارة الأعمال. وأب لأسرةٍ من أربعة أطفال. وكتبتُ الشعر منذ سنٍ مبكرةٍ ففي العائلةِ هناكَ عددٌ لا بأس بهِ من الشعراء، وأعمل وأقيم في مدينة الرياض. وإنسان يحاول أن يقول شيئًا عبر كلماتٍ .. يسمونها.. شعرًا ..
سيدي الكريم بودي لو تحدثنا عن أبرز محطاتك العلمية والعملية؟
أعمل في القطاع الصحي الخاص بعد أن عملت لفترة في وزارة الصحة. وأقوم منذ فترةٍ بالإشراف على منتديات "أبعاد أدبية" القسم الفصيح، وشاركت في العديد من البرامج الثقافية واللقاءات المتلفزة وقمت بنشر العديد من القصائد في الصحف والمجلات المحلية والخارجية. وأحييتُ سلسلة أماسي شعرية في بلادي وفي بعض الدول العربية والأوربية.
هذه الرحلة العلمية والعملية الشيقة هل اعترضتها عراقيل كادت أن توقفها يومًا؟
الحمد لله لم تعترضني عراقيل تستحق الذكر مع أنّ أيّ حياةٍ لا تخلو من بعض المصاعب التي يجب على الإنسان أن يتغلب عليها حتى يصل إلى أهدافه المنشودة .. وإن كانت أهداف الشعراء على وجه التحديد لا توصل.
المالك خلال إحدى اللقاءات على القناة الثقافية
في الفترة الأخيرة نرى تذمر العديد من خريجي القطاع الصحي بسبب عدم تعيينهم والذي يمتد لسنوات مع أننا نرى وفرة في الكوادر الأجنبية واستمرار التعاقدات، من وجهة نظرك كخبير وكونك مطلع عن قرب ما هي الأسباب التي آلت لذلك وهل ستتم معالجتها؟
لست بخبير في التعاقدات لكي أكون معكم صادقًا .. ولكن من الضرورة بمكان الاستعانة بالخبرات المؤهلة اللازمة للرفع من مستوى الكفاءات المحلية ..وزيادة في التلاقح المعرفي والعلمي والفكري وإن كنت آمل ألا تكون هذه خطوة لمجرد التعاقد مع خبرات أقل من مستوى أداء وجودة الكفاءات المحلية التي ينبغي أن تكون لها الأولوية دائمًا، فتوطين الوظائف له بعد الاقتصادي ناهيك عن الإستقرار الأمني على المديين المتوسط والطويل.
في ظل الثورات العربية التي نراها في أيامنا هذه فقد كتب العديد من الشعراء أمثال نزار قباني وأحمد مطر وغيرهم عن ثورات داخلية لمشاعرهم وعبروا عن ذلك في قصائد عدة فمن وجهة نظرك الخاصة هل الثورات التي حدثت ما هي إلا إنعكاس لتك المشاعر في تلك القصائد وأسمح لي في الجزء الأخير من السؤال ما ذا كتب أبو نايف حول تلك الثورات ؟
الشاعر هو وليد بيئته ويعيش وسط ظروف وملابسات أمته .. فما يحيط بالأمة يعبر عنه إن إستطاع أدراك الأحاسيس والمشاعر المتولدة لديه من خلالها .. ثم إن أفق الشاعر يحلق به عالياً ويجنح به منفردًا متجاوزًا الحدود الجغرافية الطبيعية حسب خرائط الحدود إلى الآفاق الرحبة الفسيحة حيث لا حدود ولا تذاكر مرور أو جوازات سفر. لقد كتبُ عدة قصائد معبرة ومؤثرة .. من ضمنها "الراقصون في صخب" و "وجه السماء".
بحسب مصادر خاصة قد منعت لك قصيدة من النشر في الإعلام السعودي فماهي أسباب المنع وماتقييمك لسقف الحرية في إعلامنا السعودي وهل ترى أن المستقبل للإعلام الجديد أم التقليدي ؟
كلتاهما لم ينالا حظًّا من النشر .. ووقف مقص الرقيب حجر عثرة عن نشرهما .. وما قد لا تتم اجازته للنشر فسيتم ذلك في الغد القريب .. ثم أن السؤال كان حريًّا أن يجيب عليه من لم يجز مثل تلكم النصوص .. ولكن ما يحزن أو يضحك وشر البلية ما يضحك .. أن أحدهما نشرت في موقع إلكتروني والآخر منع فعند السؤال .. جاء الجواب من الذي لم يجزه بتعذر السيطرة على وزن النصّ بعد محاولة تعديل بعض مفرادته!
أمّا المستقبل فهو حاصل والصحف والمجلات ستتحول في القريب العاجل إلى الحالة الإلكترونية بدلاً من الورقية وبرؤى متعايشة مع الوقع والمستقبل .. والآن لدينا الحكومة الإلكترونية واقع مشهود.
الشاعر الجميل عبدالإله بن منصور المالك بودي لو تحدثنا عن (الراقصون في صخب ) وهل لك ديوان سيصدر قريبًا؟
"الراقصون في صخب" نصٌّ كتب نبوءة للثورات العربية وقبل حدوثها .. بسنوات عدة. وهو نصٌّ يستحضر ماضي وحاضر ومستقبل الأمة .. آمل فيه أنني قد أستطعت التعبير عن ما يدور في خلج أفرادها من الخليج إلى المحيط.
أما الديوان فهو سيكون – بمشية الله- في معرض الكتاب لهذا العام وعنوانه "سادة اللحظات" وهو من إصدارات دار المفردات للنشر والتوزيع وبتقديم معالي وزير الثقافة والإعلام د/ عبدالعزيز خوجه.
اتجهت بوصلة شوقك يومًا ما لشمال المملكة تحديدًا – مدينة عرعر – فكتبت قصيدة ، هل لنا أن تنثر لنا إبداعك فيها مع القارئ الكريم عبر عرعر اليوم ؟
هي شوقي ... هي وجدي .. هي حبي .. وشكري وتقديري للرِّجال ذوي القامات الباسقة وأصحاب الظلال الوارفة .. أهلي بكل حق .. ومرجعي وظلالي.. كتبت القصيدة في عرعر بعد أيام معدودة بقيت فيها عندهم .. فجاشت المشاعر بكل عنفوانها الشِّعري وانهمرت المشاعر دفاقة ورقراقة بقصيدة عنوانها "لأهلي بعرعر"، وهي ما يزدان بها ديوان "سادة اللحظات".
كتبت لعدة من الفنانين أمثال فارس مهدي وغيره هل هناك تعاون مع فنايين أخرين مستقبلا ؟
صدقًـا فالأغنية تشهر القصيدة وكاتبها أكثر من الصحف والدواوين إلى حدٍّ ما .. التعاون مع الفنانين يكتنفه العديد من الصعوبات أو المتاهات في بعض الأحايين حيث اختلاف قراءة وأداء النص الشعري ماثلة بين الطرفين، وقد يلتقانِ في جزئية ويختلفانِ في جزئياتٍ أخرى. وهو تعاونٌ أتمنى من الفنانينَ العرب أن يعيدوا الصلة بينهم والشعر على مستوى الأداء والتعامل والتعاون والنظرة حتى لا تتسعَ المساحةُ للعديدِ من الأغاني الهابطة والكلمات التي لا طعم ولا رائحة ولا لون لها، ولعلهم لا ينكرون أن أنحج الأغاني وأكثرها إنتشارًا وديمومةً هي التي قد كتبت بالفصحى.
المرأة هي ذلك المخلوق اللطيف والنصف الأخر للمجتمع هل كتبت يوما فيها ونتمنى أن تذكر لنا أبياتا حولها و هل كانت يوما ما مصدر إلهام لكتابة قصائدك؟
علاقة المرأة بالشعر علاقة أزليةٌ حتى أنها انفردت بغرضٍ كاملٍ من أغراض الشعر لا ينافسها أحد عليه وهو باب الغزل.. ولها نصيبٌ وافرٌ في تجربتي الشعرية ويكفي ذلك مصداقيةً قول الرسول صلى الله عليه وسلم، لكعب بن زهير، لا تمدحني بِخَصِيِّ الشِّعرِ أي الشعر الذي لا غزلَ فيه. وسيجد القراء في ديواني المعنون بِـ"سادة اللحظات" قصائد غزليَّة مثل "السَّاكناتِ على الرموش" و "سادةُ اللحظات" و"رسالةُ غرام" و"حسنُ باريس".
دكتور عبدالإله لو وجهت لك دعوة من النادي الأدبي بالحدود الشمالية هل تلبي الدعوة وما هي صورتك الذهنية عن منطقة الحدود الشمالية ثقافيا وأدبيا ؟
دعني أكونُ أَكثرَ صراحةً هنا فمن حيث التوجه إلى عرعر فذلك واجب علي وحق من حقوق عرعر عليّ ويلزمني أداءه واستيفاءه .. فشعري يأتي عندما تتراءى أمامي هامات الرِّجال الأفذاذ العرب الأقحاح الكرام .. فينثالُ شعري مُنْدَاحًا بين جنباتِ الأَخيلةِ الشعريةِ المعانقةِ للسماءِ السابعةِ بكلّ ألقها وإبداعها ..
ومن حيث النادي الأدبي والدعوات والأمسيات فهذا مصدر فخري وحضوري في منارة فكرية مدعاة لتموسق أشعاري وإنارة لأفكاري ..
وكل ما في مخيلتي وصورتي الذهنية أنني منهم وهم مني..
أبرز من تأثرت بشعرهم وما هو البيت الذي تمنيت أنك كتبته ؟
ما قد أثر فيني هو القصيدة على وجه التحديد والشعر لا الشاعر الشخص .. ولكن حق لي أن أتأثر بشعراء مثل: المهلهل، أمرىء القيس، عمرو بن كلثوم، جرير، الفرزدق، أبو تمام، البحتري، المتنبي، أبوفراس الحمداني، أحمد شوقي، حافظ إبراهيم، الجواهري ومحمد ولد الطالب.
البيت الذي تمنيت أنني كاتبه:
بيت المتنبي:
وَلمْ أرَ في عُيُوبِ النَّاسِ عَيْبًا .. كَنَقْصِ القادِريْنَ على التَّمَامِ
رسالةٌ تود أن توصلها ما هي فحواها ولمن توجهها ؟
أوجهه للجميع .. لجميع أفراد الأمة قادةً وشعبًا، وهو أن لا مخرج لنا من واقعنا إلا بإعادة المصداقية للغة العربية الفصيحة ومن المستحيل أن نحقق أيّ هدفٍ حضاري بلغةِ غيرنا. حيث أن الفصحى هي الأجمل عالميًّا بإقرار المنصفين
كلمة تختم بها لقاءنا مع شخصك الكريم لعرعر اليوم ومتابعيها في منطقة الحدود الشمالية ؟
الشكر لكم أخي الكريم والزملاء الأفاضل وكل من يقرأ هذه الكلمات المنثورة صدقًا .. وحبًّا .. واعجابًا .. وتقديرًا ..واحترمًا. .
قصيدة ( لأهلي بعرعر )
لأَهْـلِيْ بِعَـرْعَـرَ مِـنِّيْ سَـلامُ = تَعَـطَّـرَ مِنْهُ الشَّـذَى والْخُـزَامُ
هُــــمُ الأهـْــلُ أنـَّــى تـَــمُـــرُّ بِـهِــمْ = وعَــنْ كَــامِــــــلاتِ الخِـصـَالِ وئـَـــــامُ
هُــــمُ الأهْـــلُ والجُــوْدُ وَسْـــمٌ لـَهُـمْ = وعَنْ نـاَقِــصَـــاتِ الفِـعَــالِ صِـيَــــــامُ
هُــــمُ الأهْـــلُ سَابـِقُهُمْ ذِكْــــرُهُـــمْ = طُـمُــوْحـَـاتُ نَـفْســِيْ إليْهـِمْ مَـــــــرَامُ
كِـــــــــرَامٌ إذا مَا أنـَــــــاخَ غَــريْبٌ = وإنْ حَــلَّ فِــيْهـمْ قـَــــريْـبٌ كِـــــــــرَامُ
يَـجُـوْدُوْنَ باِلـنَّـفْسِ لـَـوْ سُـئِـلُوا = خِـــصَـــالٌ نَــــمَـاهَـا الجُــدُوْدُ العِــــظامُ
تَبَشُّ الْــوُجُــوْهُ كَـأقْــمَـارِ لـَيْـلٍ = وَيَـحْـــــلـو الْقِـرَى عِـنْـدَهُــــمْ والـــمُـــقَامُ
وَلا غَــــرْوَ إذْ هُـمْ بَــنُــو وَائِـــلٍ = حُـمَــاةُ الْعُــــــــرُوْبَةِ حِـيْـنَ تُــسَـامُ
أدَارُوا كـُؤُوْسَ المَــعـَالـِـي نَـــــدًى = وَسَــادُو الأنَــامَ، فَـعَــزَّ الأنَــــــــــامُ
عَــلـيٌّ أقَــامَ لَـهُـــمْ عِــــــزَّةً = كَــذاكَ كُــلَـيْــــبُ الزَّعِــيْمُ الْـهُــــمَـــامُ
مُـهَـلْــهِــــلُ خَــاضَ الوَغى ثَـائِـرًا = وَدَانَ الْـقَـصِـيْــــــدُ لََـهُ وَالْـحُـسـَـامُ
وزَيْــنُ الشَّــبَابِ أقَـــامَ لَــهُـــمْ = مِـنَ الْمَـجْـــــدِ فَـخْــرَاً، وَلاتَ فِــطَـــــامُ
وَمِـــجْــلادُ حَامِي الْـحِـمَـى عــنْــوَةً= عَـلى خَـيْـلِ تـَــغْــــلِـبَ مَــــــوْتٌ زُؤَامُ
جُــعَـــيْــبٌ سَـليْــلٌ لِمَـجْــدٍ وجَـــاهٍ = وفارِسُهَا يَوْمَ ثَــــــــــارَ الْــقَــــــتَــــامُ
هُــــمُ لابَـتِـيْ وَمَــلاذِيْ وَذُخْــــرِيْ = إذا مَــا دَهَـتْــنِي الْــخُــطُـوبُ الْجِــسَـامُ
زَهَـوْتُ بِـهِــمْ فِي الـمَحَـافِـلِ فَـخْـرًا = وَجُــزْتُ بِِهِـمْ حِيْنَ ضَــــاقَ الـزِِّحَــــامُ
أحِــــــنُّ إلَــيْــهــمْ وَلا أرْعـَـــوي = كَـمَـا حَــــنَّ بَـعـــدَ الْهَــــدِيـْــلِ الْحَـــمَـــامُ
وَأعْــــشَــقُ مُــكْــثِـيْ بِـدَارٍ لَهُمْ = رَعَـاهـَا الــسَّــنَا وَسَــقــَاهَـا الْــغَــــــمَـــامُ
جُــدُوْدِيْ وَمَنْ لِـيْ بـِغـيْرهُــــمُ = فأكْـرِمْ بِهِمْ أيـُّـــــــــــهَــا الْــمُـسْْـــتَـهَـامُ
رُسَــيْــسٌ نَـمَـانِـي إلى دَهْـــمَـشٍ = فـكَــيْــفَ أذلُّ وكـَـــيْـــفَ أُضَـــــــــامُُ
وخـَـبْـرَاءُ نَـجْـــدٍ فـَـكَانَتْ مُقـامًا = وَهَذِي مُــرُوْءَاتـُـهَـــا وَالـــــذِّمَـــــــــــامُ
ومَــالِكُ أسْـــــدَى لـَــهُـــمْ ذروَةً = فـَـــهُــمْ لِلوَرَى هـَـــــامَــةٌ وسَــــنَـــــامُ
وهَذا نَصِـيْـرُ الضَّعـيْـفِ الكَـريْــمُ = وَذا حَــــمَــــدُ الشَّــــهْــمُ فَـــذٌّ إمَــــــــامُ
وَجـِـيْـــهًا عـــلى أمـَّــــةٍ مَـاجـِـــــدًا = أبَــــانٌ وَرَسٌّ شُُـــهُــــوْدٌ كِـــــــــرَام ُ
وَمَـنْـصُوْرُ شَـيْـخُ الْمَعَالِـي حَـمَاهُ = إلـهِيْ وَرَبِّـيَ حِــــــــــــــيْـنَ يـُـــــــرَامُ
عَلى كـُلِّ مَعْــنـًى أتيْتُ إلَـيْـهِــم ْ = كَـــأنِّي المُــضِـــيْــفُ وَطَـــابَ الكَـــــــــلامُ
إذا مَـا ذهَبْتُ هُــنَاكَ بَــعِــــيْــــــدًا = فَـفِي القلْبِ شَــــوْقٌ وَزَادَ الْـــهُـــــــــيَــــامُ
حَـنِيْـنِـيْ إلـَـيْـهـِمْ على نَـأيِــــنَا = حَـنِـيْـن ُ الـدِّمـَــا جَــذَبَــــــتْــهَا الــسِّــــهَــامُ
سَأبْــدِعُ فـِـيْـهـِـمْ مِنَ الشِّــعْـــرِ بَوْحًـا = فَــكَـبْــتُ المَــشَاعِــــرِ فِـيْـهِـمْ حَــــــرَامُ
سَأرسِلُ فِـيْـهـمْ قَــصِــيْـدِي تِبَـاعًــــا = كَـــحَـبَّـــاتِ دُرٍّ حَــــوَاهَــــا نِــــظَــــــامُ
سَأحْـمِلُ رُوْحِـيْ كَــطِــيْــرٍ إلـيْهِـمْ = فِإنْ غَــــابَ جِسْــمِــي فَـفِي العَـقلِ هَـامُــوا
إذا ابْعَدَتـْـنَا صُــــرُوْفُ الَّلـــيَـالِــيْ = فَهَلْ لِـيْ بـِـقُـــــــربٍ إذا مَــا الـصِّـــــــرَامُ
سَأشْدُوْ بآلائِـــــهِــــــــمْ مَا حَـيــيـْتُ = وَأصْــــــحُــوْ عَلى ذِكْــــــــرهِـمْ وأنَـــــــامُ
سَـقَـــاهُـمْ إلـــهِيْ شَـآبـيْبَ غَـيْـــــمٍ = وَعَـــاشُوا بِـخَــيْــرٍ عَلَــيْـهــمْ سَــــــلامُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصيدة ( الراقصون بصخب )
اضْربْ عَـصَاكَ فَـمَوْجُ الْبَـحْـرِ قَدْ وَثَـبَـا = وَاسْـلُكْ طَرِيْـقَـكَ لاخَـوْفًـا وَلاهَـرَبَـا
وَكُــنْ كَمَا شِـئْـتَ لا مَا شَـاءَ سَــــادِنُـــهَـا= وَاتْــبَـعْ لَـهَـا سَــبَـبًـا تَـلْــقى بِــهَـا سَــبَــبَــا
شَــاخَــتْ على تَــعَـبِ الأَيَّـامِ رَاحِــلَـتِـيْ = لَـمْ أُبْــق ِ مِــنْ جَــمَــلِـيْ رَأْسًـــــا وَلا عَــقِــبَــا
يَـاحَـــادِيَ الْـعِــيْـسِ والأَمْـــصَـارُ مُـقْــفِـرَةٌ =وَاللِّــصُّ أَمْــتِـعَـةَ الأَحْـــبَـابِ قَـدْ نَــهَــبَــا
وَتِلكَ خَــيْــلُ الـفُـتُــوْحِ الْـيَــوْمَ صَائِـمَــةٌ = لَـمَّـا غَــدَا مَــنْ غَــزَا يَــوْمًـا وَمَـنْ رَكِـــبَــا
لَــنْ نَــبْــرحَ الدَّهْــرَ مِنْ طُـوْلٍ على عِـلَـــلٍ = حَـتَّـى نُـلامِـسَ مِـنْ جَـــوْزَائِـــهَــــا الْـقُـبَــبَـا
وَلَـنْ تَـدُوْرَ الرَّيَـــــاحُ الْخُـضْــرُ ثَـانِـيَةً = إِلاَّ إِذَا الـسَّــيْــفُ قَـدْ آخَــى لـنَـا الْـكُـتُـبَـا
الـجَـالِـسُــوْنَ مَـعَ الأَعْـدَاءِ قـدْ طُـرِدُوا= وَالـنَّـائِـمُوْنَ على أَذْقَـانِـهِـمْ رَهَــــبَـــا
وَالـرَّاقِــصُـوْنَ على الأَمْـوَاتِ فِيْ صَــخَـبٍ = بَــادُوا وَلَـمْ يَـتْـرُكُــوا عِـلْـمًـا وَلا أَدَبَــــا
وَالـتـَّائِــــهُــوْنَ غَــدوا فِيْ غَـيِّـهِـمْ صُوَرًا = على الـشَّـتَـاتِ بِهَا أَلْـقَـوا لـنَـا خُــطَــبَـــا
أصْــمَــى على سَمْعِنَا فِيْ كُــلِّ نَــاحِـيَـةٍ = مِنَ الفَـضَاءَاتِ إِذْ نُـهْـدَى بِـهَـا عَــجَــبَــا
مِــنَ الخَـلِـيْجِ إلى ذاكَ الـمُـحِـيْطِ مَــدًى = لكِنَّ سَــاكِــنَـهُ لا يُــشْـبِـهُ الْــعَـــرَبَـــا
وَيَـعْـتَـلِي النَّاسَ مِـنْ أشْيَاعِـنَـا صَـنَـمٌ = لا يَـرْتَـقِـيْ لِعُـلاً أَوْ يُـوْردُ الْـقِـرَبَــا
بَــاءَتْ بِـجَـاثٍ عَـلـيْــهَـا مَـالهَـا أَمَـلٌ= إِلاَّ إِذا أَشْـــرَقَـتْ بِالصُّـبْــحِ فَاخْـتَــضَـبَـا
دَسُّـوا السُّـمُـوْمَ لِــبَعْــضٍ فِيْ كُؤوْسِهِمُ = وأَدْمَـــنُـوا الطَّــعْـمَ مِـنْ أَذْوَاقِــهِـمْ رُطَــبَــا
مِـنْ عِـطْـرهَـا مَـنْـشِـمٌ حَتَّى إذا ثَـمِـلُوا = أَلْـقَـتْ بِـهِــمْ فِي لَـظـى نِـيْـرَانِـهَــا حَـطَــبَـا
قَــرْعُ الـطُّـبُـوْلِ غَـدا مِـنْ غيْـرِ مَـعْرَكَــةٍ = فنَحْـنُ قَــوْم ٌ نُــجِــيْــدُ الرَّقـَصَ وَالـطَّـــرَبَـــا
لا خَـيْـلُ بَـكْـرٍ بـِهَـذا اليَـوْمِ نُدْرِكُـهَـا = وَخَــيْـلُ تَـغْـلِــبَ لَـمْ نَـشْـهَـدْ لَـهَـــا خَــبَـــبَـــا
وَالْـقُــدْسُ فِيْ قَـيْـدهِ لَـمْ يُــفْــدَ مِـنْ زَمَــنٍ = جِـسْـرُ الرَّصَـــافَـةِ قَـدْ آخَـــاهُ فـانْـغَــلَـبَــا
بِـعْــنَـا مَـفَـاتِـيْـحَ بَـغْـدَادٍ لِمُـغْـتَـصِــبٍ = وَالطُّـوْرَ بِــعْـنَاهُ وَالـجَــوْلانَ وَالـنَّــقَــبَــا
قَـدْ تَـحْـتَـفِي الخِـرقَـةُ السَّوْدَاءُ مِنْ خَـتَـلٍ = وَتَـقْـلِــبُ الصِّدقَ مِنْ أَفْـهَــامِِنَا كَــذِبَـــا
لا تَـذْكُـرِ الآلَ إلاَّ وَالْهُــدَى مَــعَـهُـمْ = لِخَـاتَـمِ المُـرْسَـلَـيْـنَ المُـصْـطَـفَى صُـحُـبَـا
نَــبْـــكِـيْ بِـقُـرْطُـبَـةٍ آثَــارَنَا خَـجَــلاً = لَـمَّـا أَضَـعْـنَـا بِـهَا الأَعْـذَاقَ والْـعِـنَـبَـا
نَزُوْرُهَا اليَوْمَ أَغْـرَابًـا فَـتُـنْـكِـرُنَا = وَغَـايَـةُ الْـبُـؤْسِ مَـنْ فِي دَارهِ اغْـتَـرَبَــا
حَــتَّـى إِذا نَــضُـجَـتْ أَكْـبَـادُنَا أَسَـفًــا = عُــدْنـَا إلى الدَّارِ نَـبْـكِيْ غَـابِـــرًا ذَهَــبَــا
أضْــحَــتْ مَــنَــازِلُ بالأَهْـلِــيْـنَ نَــادِبَـةً = ثَـكْـلى ولا أَسْـمَـعَـتْ هَـذا الَّذِي انْـتَــسَــبَـا
لـَـوْنُ الـضُّــحَـى بَاهِـتٌ فِيْ كُـلِّ نَاصِيَةٍ = لا يَـرْفَـعِ الـَّرأسَ مِـنْ لا يَـرْقُـبُ الشُّــهُــبَــا
مِنْ مَــشْـرقِ الأَرْضِ نَـمْـشِيْ صَـوْبَ مَغْـربِهَـا = نَـسْـتَـنْـطِـقُ اللَّـيْـلَ والأَفْـلاكَ والسُّــحُـبَـا
نَتْـــلُـوا على مَسْمَعِ الأَحزَانِ سُوْرَتـهَا= وَنَـرْقُـبُ الْـفَـجْـرَ عَـنْ بُـعْـدٍ وَمَـا اقْــتَـربَـا
لَـيْــتَ الرُّبـُـوْعَ الـَّتِي مِـنْ أَرْضِنَا دَرَسَتْ=عَـادَتْ إِلى سَـالِـفٍ مِـنْ عَـهْـدِنَا اغْـتُـصِـبَـا
ذكَــرْتُ أَهْـلِـي وَقَــدْ بَــانَـتْ هَوَادِجُـهُـمْ =وَاسـْـتَـوْحَشَ الطَّـلَـلُ المَـسْـلُوْبُ وانْـتَـحَـبَـا
أَقْـسَـمْـتُ باللهِ فَـرْدٌ لا شَــريْكَ لَــهُ = أَنْ نُـرْجِـعَ الأَرْضَ مِـنْ مَـنْ خَـانَ واسْـتَــلَـبَـا
مَادَامَ فِـي نَـجْــدِنَــا الْـغَـرَّاءِ أَلْـويَـةٌ = لِـرَايَــةِ الـدِّيْــــنِ إِذْ نَـعْـلُـوْا بِـهَـا الرُّتَـبَــا
قصيدة ( وجه السماء )
فِي الأَرْضِ كُـنَّـا شَمْسَهَا وَظِـلالَـهَا = نَـتْـلُـوْ على وَجْـهِ السَّـمَــاءِ جَمَالَـهَـا
نَـشْـدُوْ على ألَــقِ الرِّيَــــــاحِ مَــعَــارِفًـــا = وَمَــكَــاشِــفًـا مِنْ فِــكْـــرهَا أفْـضَــى لَـــهَــــا
نُــوْرُ الدُّجَــى مِنْ هَــديــنَـا وَقَـدْ انْــتَــشَــى = فَأبَــانَ مِــنْ بَــيْــنِ الْحَـــرَامِ حَـــــلالـَــــــهَــــا
مَــا حَــرَّمَ الرَّحْـمَــنُ نَــهْــــجًــا رَاشِـــــدًا = مِنْ كُـــلِّ مُـــبْــتَــكَـــرٍ، وَلاتَ عِـــــقَـــــــالَهَــــا
مِــــنَّـــــا مَن اقْـتَـبَـسَ الجَـنَـاحَ وَطـيْـرهِ = وَأشَـــــاعَ فِي الدُّنْــــيَــــا الـفُـنُوْنَ كَـمَــــالَــهَــا
وَأدَارَ مِنْ دَمِــــهِ كُــــؤُوْسَ مُــدَامَـــــةٍ = لِلْــعَـــــالَــمِـــيْــــنَ إذا رَمَــــتْ تِـــرْحَـــــالَـــهَـــا
مِــنْ كُــلِّ بَـارِقَـةٍ على ضَـــوْءِ الـفَـضَـا = لَــمَــعَــتْ لَــهُ عَــيْـــنٌ بِــهَــــا فَـــأجَـــالَــــهَــــــا
تُــفْـــضِــيْ إلى ذاكَ الَّذِيْ أهْدَى الْـوَرَى= سِـــرَّ الـطَّـبِـيْــعَــةِ عِـــلْـــمَــهَــا وَخَـــيَـــالَــــهَـــا
وَتَــعُــوْدُ مِـنْ فَــرْطِ الْـغِـــيَــابِ بلا هَوًى = قَـدْ أنْــــكَـــرَتْ أحـــبَـــابَــهَــــا وَرجَــالَـــهَــــا
مَــا لِلــثُّــرَيَّــا في مَــدَاهَـا مَـا اهْـتَـدَتْ = قَدْ ألْـــجَــمَــتْ قــبْـلَ الـجَــــــوَابِ سُــــؤَالَـــهَـــــا
وَتَـرَى سُــهَــيْــلاً فِي الهَــزيْــعِ مُـسَـهَّـدًا= يَــرجُـــوْ على طُــوْلِ الـفِـــرَاقِ وِصَــــــــالَـــهَـــا
نَـرْويْ جَـبِـيْـنَ الأرْضِ مَــاءً زاكِـــيًـــا = مِـــنْ حُـــسْــنِـــهِ قدْ أخْـــرَجَـــتْ أثْــــــقَــــالَــهَـــا
لِــمُــضَـمَّــخٍ بالــطُّـهْـرِ وَسْــط مَـفَـازةٍ = قَـــيْـــلٌ إذا قَـــوْمٌ دَعَـــــتْ أقْــــيَــالَــهَـــــــــــــــــا
هَــذِيْ مَــوَاجِـعـــنَــا أسَـــًى مَــوْصُـوْلَـةٌ = فِي حَــيْـــرةٍ، قَــدْ هَـــالـهَــا مَــا هَــــالَـــهَــــــــــــا
مَــا عَـــادَ يُــبْـــصِــرُنَــا الـنَّـهَــارُ وَضَوْؤُهُ = وَالــنَّـجْــمُ في عــيْــنَــيْــــهِ يَـشْــكُــوْ حَـــالَــهَــا
كُــلُّ الْمَـــدَائِــنِ لَـمْ تَـعُـدْ سَـكَــنًـا لــنــا = حَــتَّـى الْـبَــــوَادِيْ بَدَّلَــــــتْ أحْـــــوَالَـــــــهَـــــــا
لَـمْ نَسْــمَـعِ الأطـْـفـَـالَ أضْــنَـاهَا الجَــوَى = لَـمْ نَـسْــألِ الْـعَــذرَاءَ يَـــوْمًـــــا مَـــالَــــهَــــا
فِيْ مَــشْــرقٍ للأرْضِ ضَـــاعَ شِـــرَاعُــنَـا = بَــغْــــدَادُ تَــرْجُـــوْنَــا وَلا نَـــسْــــعى لَـــهَـــــا
لَــمْ تَــشْــهَـدِ الأيَّـــامُ مِــــثْــلَ سُـقُـوْطِــهَـا = مَــا كَــانَ حَـــــرْفُ الـضَّــــادِ إلاَّ فَــــالَــــهَــــا
وَالْـقُــدْسُ مَــأسُـــوْرٌ فَـكَـيْـــفَ نُـعِـيْـــدُهُ = مُــذْ أنْــــكَــــرتْ زَيْــــتُـــوْنُـــهُ أطْـــلالَــــهَـــا
دلْــمُــوْنُ تَرْصُدُهـَا الشُّــعُـوْبُ نِـكَــايَـةً = فِـــيْــنَا، وَنَـلْـــــبَــسُ مِــثْـلَـهَـا أسْـــــــمَـــالَــهَــــا
عَــيْــنُ الْـجَـــنُـوْبِ لَـمَنْ شَكَـتْ أَحْـــزَْانَـهَا = مَــا عَــانَــقَــتْ فِيْ عِــــيْــدِهَـــا شَـــوَّالَــهَــــا
بَــلْـقِــيْـــسُـهَـا تَـجْـثُـو على قَـطْـرِ النَّـدَى = وَأشَــــــابَ مِــنْــــهـَا عُــمْـــرَهَــا وَقَــذالَـــــهَــــا
مَــحْـكُـوْمَــةٌ هَــذِيْ البِــقَـاعُ بِـعِـشْــقِـهَا = لِلــعَــــازفِــيْــــنَ وَرَا الْمَـــــدَى مَــــوَّالَـــــهَــــــا
يَـا هَــذِهِ الْـفَـيْــحَـــاءُ أيْـنَ مَــصِـــيْرُنَــا = لا بـُـوْركَـــتْ يَـــدُ صَــــــائِـــلٍ قَـدْ غَــــــالَـهَــــــــا
وَالـنِّــيْــلُ ذا حَــــيْــــــــرَانُ أيْـــنَ قَــرَارُهُ = مَــا شَــيَّــــدَ الأهْــــــــــــــرَامَ أنْ يُـبْــنـَـى لَـــــهَــــا
مَا عَـــادَ يَــحْــــمِــــلُهُ فَـضَــاءٌ شَــامِـخٌ = وَبِـــتِـيْــهِــهِ حَــتَّــى "شَــــــلُـوْمٌ" قَـــالَــهَـــا
فِيْ مَــغـْـــربٍ لِلْــعُــرْبِ ضَـــاعَـتْ أحْـرُفِـيْ=مَــا مَــيَّـــزَتْ أعْـــــمَــــامُــــهَــا أخْـــــوَالَـــهَــــا
يَــهْــذِيْ عَـلَـيْـــنَـــا كُــلّ بُــوْمٍ نَـــاعِــقٍ= مَـا أُنْـــــصِـــــفَــتْ مَـنْ ضَـيَّــعَـتْ خَــلْـخَـــالَــهَــا
وَثَــــنٌ على أقْـــوَامِـــهِ طوْلَ الْـمَـــدَى = بِــجُــنُــوْنِـــهِ قدْ ضَـــاعَـــفَـتْ أهْــــــــوَالَـــــهَــــا
غــرْنَــاطَـةُ الْـحَـــمْرَا مَآثِـــرُهَــــا شَـكَـتْ = مِــنَّـــا أضَــعْــنَــا شَـــمْــــسَــهَــا وَهِـــــلالَــــهَـــا
هَـاتِـيْ لــنـا سُـــفُــنِــيْ الـتَّـيْ رَحَّــلْـتُهَا = طُــرًّا، وَعَـــلَّـــمْـــتُ الرَّجَــــــالَ فِــــعَــــالَــهَــــــا
يَــا لَـحـْـــنَ قُـــبَّـــرَةٍ على أنْـــغَـــامِـــهِ = كُـــتِـــبَــتْ مَــآسِــــيْــــهِ الَّـتِـيْ يُــــرْثَـــى لَــهَــــا
يَــا بَــحْــرَ تِـــيْــهٍ عَــانَــقَــتْ أمْــــوَاجُـه ُ = ظـلْـــمَـاءَ لَـيْـــلٍ شَـــتَّـــتَــــتْ أشْــــــبَــالَــهَــــا
الـنَّـــــايُ يَــعْـزفُـــنَــا وَلا نَـــغَـــمٌ لَـــهُ = قِـــيْــثَــــارَةٌ قَـــدْ قَــــطَّــعُــــوا أوْصَــــــالَــــهَـــــا
يَــا هَـــــذِهِ أُسْــــــدِيْ إلــيْــنَــا عِـــــزَّةً = وَلَـعَـــلَّــــنَـــا نُـــحْــــيِـيْ بِـــهَـــا آمَــــــــالَــــهَــــــا
الرَّوْمُ تُـــبْـحِـرُ فِي الْـعُــلُـوْمِ حَـثِـيْـثَةً = وَالْــعـُــرْبُ تَـقْــتِــلُ شِــعـْــرَهَــا وَمَــقَــــالَــهَــــــــا
يَـا سَـــاقِـــيًــا سِــحـْـر الكَــــلامِ صَـــبَابَـةً = قَـبْــلَ الْـــوَدَاعِ بِــرَشْــــــــفَـــةٍ إنْ نَـــالَــــــهَـــــا
لَـهْــفِــيْ على حَــرْف ٍ هَــجَــرْنَــا رَسْـمَـهُ = قدْ كَانَ بِالــيُــمْـــنَـى وَصَـــــارَ شِـــــــمَـــــالَـهَـــــا
لُـغَــةٌ تَـكَـفَّـلَ ذو الْجَــلالِ بِحِــفْـظِـهَا = يَـا رَوْعَـــــــةَ الرَّحْــمَـــنِ .. مَا أهْــــدَى لَـــــــهَــــــا
قصيدة ( المد الأزرق )
رُؤَاكِ وَهَــــــذا المَــدَى الأزْرَقُ =يَـلُـــوْحُ سَــنَاهُ لِـمَـنْ يَـعْـشَـــقُ
ترَكْتُ وَرَائِـــيْ جَــــزائِــــــــــــــرَ تِـــيْـــهٍ = تَــرَاهَــــا عُــــيُــوْنِــــي فَــلا تَـــــــــرْمُـــــــقُ
وَذَا سِنْـــــــــــــــــــدَبَادُ بـَـدَا مُـغْـــــــــرَمًا = وَثـوْبُ الحِـــكَــايةِ لا يَـــخْــــلَـــــــــــــــــــــــقُ
وَأَجْـنِـحَــــةُ الرِّيْــــحِ طــوْعَ يـَـــــــدِيْ = وَخـَـلْــفِـــي دَيَــــــــاجـِــــــيْـــــــــــرُهَا تـنْـــطِــــــــقُ
وغَـنَّــيْـتُ لِلْـــمَــــوْجِ حتَّى انْـتَــــشَـــى =قـــصَــــــائِـــــدَ سَـــــــــــــــــارَ بــهَا المَـــــشْـــرقُ
وَسِرْتُ شـِــــمَالاً وَسِــــرْتُ جَـنُـــــــوْبًـا = فأصْغى لــهَا الحُــــــــــوْتُ إذ تُــطْــلَـــــــــــــــقُ
كَتبْتُ على المَـــــــــــاءِ أُحْـــجِــــيَـــةً = وَمَنْ رَامَ أَسْــــــــــــــرَارَهَـــــــــــا يَــغْــــــــــــــــــرَقُ
وأَسْرَابُ طـيْـــــــــــرٍ تَحُـــوْمُ بِـقُــرْبي = وَلِلـــــــــنُّـــــــــوْنِ تحْـتِيْ مَــــــــــــــدًى أَعْـــمَـــــقُ
فَتَحْتُ حُــــــصُــــــــــــوْنَ الخَــيَالِ بهَا = إذا هُـــــوَ عَــــــنْــك بَــــــــدَا يـُــــــغْـــــــــلَــــــــقُ
وَقَالُوا الصَّــــــــــــــــــــــــبَابَـةُ دَاءٌ بــهِ = تَـضِــــــيْـــــعُ المَـــــــــشَـــــــــاعِرُ أوْ تُـــسْـــــــــــرَقُ
فقُـــلْتُ لَهُمْ إنَّــــنِــــــيْ عَــــاشِـــــــقٌ = وَهَــــذِي الشُّـمُــــــــوْسُ بَـــدَتْ تُـــــــشْـــــــــــــــرِقُ
وَلا خَــيْــــــرَ فِي مُـهْــــــجَةٍ لمْ تـَــذُبْ =وَلا خَـــــيْـــــــرَ فِي الــحُـــــبِّ لا يَــــــصْـــــــدقُ
14