المصيبة أرضعُ !
لا أحد منا ينكر دور وأهمية المهرجانات والفعاليات الصيفية التي تقيمها أمانات أو هيئات السياحة في كل منطقة أو محافظة من أقطار هذا الوطن الغالي ، وهي بلا شك أمر محبب وجميل لكل عوائل وسكان تلك المنطقة ، فالمهرجانات تعد رافدا من روافد الثقافة والتوعية وغرس المواطنة الحقيقة في نفوس روادها ، فضلا عن أنها تعد ازدهارا مهما للمنطقة المقامة فيها وتجلب الكثير من المشاهير والشخصيات التي من شأنها أن تضيف لكل مكان تكون فيه ، وأقصد المشاهير والشخصيات ( المحترمة ) ولو استطردت في أهمية وفوائد المهرجانات والفعاليات لما اتسع المقال ولا المكان لسردها .
ولكن ما دفعني لكاتبة هذا المقال ليس أهمية المهرجانات ولا فوائدها ، بل أهمية الإشراف عليها وتنظيمها التنظيم الذي إن لم يرضي الجميع فعلى الأقل لن يجلب لها النقد والسخرية ، ولا يصل بفعالياتها إلى ( الترند ) سخفا وهزوا في تطبيق الطائر الأزرق ، وهذا ما حدث ( مع الأسف) في مهرجان صيف عرعر 37 ، وللعلم كنت قد كتبت ما كتبت في دعم المهرجان وأهمية تلافي الأخطاء الأولية على أمل تلافيها في المهرجانات القادمة إن شاء الله ، وأنا الذي لم استفد من المهرجان ولا فعالياته ، كوني مهتما أو مسوؤلا عن المجال المسرحي الذي وصل بعرعر إلى تمثيل المملكة العربية السعودية في المهرجان المسرحي السابع في دولة عُمان ، ومعي أبناء المنطقة الذين حققوا ما حققوا في محافل وفعاليات المملكة .
ولكن ما حدث في مهرجان هذا الصيف من ألفاظ خادشة و( شبوك ) توسطت المكان وإنارات ضعيفة وتغييب واضح لمبدعي المنطقة سواء من الشعراء أو المقدمين وغيرهم ، كان أمراً يدعو إلى الاستغراب والتساؤل ، ويثير الريبة في توجهات ورؤية أصحاب القرار للمهرجان ، بل يجعل من عرعر عند المدن الأخرى تلك البلدة القروية الحدودية التي تفرح بافتتاح ( مول ) أو وكالة للسيارات .
ومع هذا كله كان المنصفون ومازالوا وأنا أحدهم (إن شاء الله ) يتغاضون عن هذه الأخطاء وغيرها ، شكرا وتقديرا لكل من بذل واجتهد ، وكنا نقول بصوت واحد ( اصبروا ) فالقادم يحمل التطور والتقدم على كافة المستويات ، فهذا أول مهرجان للمنطقة وبالتالي حدوث الأخطاء والنقص أمر بديهي .
ولكن الأمر قد زاد عن حده وبلغ السيل الزبى ، وما حدث في وسم ( #من_يرضع_أكثر) لهو خير دليل على تخبط وقصور المنظمين ، الذين لن يلام أحد غيرهم حتى وإن لم يكن الخطأ منهم ، فما قولك والخطأ يأتي من ( مسرحهم ) المعتمد والوحيد ، في غياب تام عن توجيه المقدمين التوجيه الصحيح وفرض مسابقات تليق بالمكان وأهله ، وهنا يحضرني قول الشاعر في رد مسبق على كل من يقول أن الخطأ ليس خطأهم :
إن كنت تدري فتلك مصيبة .. وإن كنت لا تدري فالمصيبة ( أرضع ) !
أخيراً أقول لكل مسوؤل عن المهرجان استفيدوا من سماحة وعطف أميرنا الدكتور ، ودعمه السخي ، ودماثة خلقه ، وابتسامته الدائمة ، فلقد سمح لكم وأعطاكم ( الخيط والمخيط ) في نظرة ثاقبة منه ، تتلخص في أن أهل المنطقة أدرى بـ( سلومها ) وإلا فلن ترحمكم سهام النقد ، ولن تنصفكم مقالات المحبين ، ولا حتى الإعلام ( الأصفر ) !
كتبه : يحيى غريب الدهمشي
|