المعلم وبناء الاجيال
المعلم هو أساس المجتمع به ترقى الأمم، له الفضل بعد الله في بناء الأجيال، إذا صلح واستقام، يشق به الوطن عنان العلا ويصل إلى مصافي الدول ديناً وعلماً وأدباً وخلقاً، حُمّل أمانةً عظيمةً شريفة، كيف لا وهي امتدادٌ لما جاء به الأنبياء - عليهم السلام- قال إِن العُلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً إنما ورثوا علماً فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر (أخرجه أحمد والترمذي) فكما أخبر إن العلماء هم ورثة الأنبياء، هم أيضاً خزان العلم ودعاة الحق وأنصار الدين، يهدون الناس إلى معرفة الله وطاعته ويوجهونهم إلى الخير والصلاح .
والمعلم حين نُسب إلى العلم ارتفع قدره وعلا شأنه، وشعر بالأنس والاستقرار به، فائدة لطلب العلم، بشرط إخلاص النية، لرفع الجهل والدفاع عن الدين برحابة صدر وسلامة قلب، والعمل بالعلم الذي اكتسبه، والتحلي بالصبر والتقوى، فهو مسؤول عن كل طالب يأخذ العلم عنه، وهو أمانة في عنقه ويسأل عنها أمام رب العباد .
وللمعلم الناجح أهداف واضحة، فهو يعمل بخطةٍ ومنهجٍ سليم، لا ينتظر ردة فعل إيجابية، أو عبارات شكر من طلابه، وهو أيضاً يعلم متى يستمع إلى طلابه ومتى يتجاهلهم، فله موقفٌ إيجابيٌ ينعكس على طلابه ممتزجاً بجرعةٍ من الحيوية والإبداع لخلق مزاج عام من التفاؤل الذي يؤدي إلى الهدف المنشود وهو بالطبع نجاح طلابه وتفوقهم، ولابد من روح الدعابةِ فلا جدية مفرطة تنفر الطلاب من حوله بل هو وسط بين ذلك، يشجع طلابه ويثني عليهم متى استحقوا ذلك، عطوف يتقرب منهم ويساعد طلابه على تجاوز المشكلات سواءً كانت دراسية أو اجتماعية، يسعى دائماً إلى التجديد داخل الفصل واستخدام طرق مبتكرة لإيصال المعلومة بشكل سهل وبسيط مستخدماً أدوات ووسائل تعليمية مساعدة في ذلك، فهو مثقف يسعى دائماً للاطلاع على المستجدات في مجاله .
لذلك يجب علينا احترام المعلم وتبجيله، وحفظ جميله، وأن نبادره بالسلام ونلاطفه بالمنادات والكلام، وعدم رفع الصوت في حضرته،
وله نهدي هذه الأبيات :
يا من أشعلت روحك في الآفاقِ مصباحاً *** وزرعتَ في الأوطـانِ أروحـاً
و رحت توقـد في الأبــدان مفتخــراً *** عزيمةً تَغمرُ الأكوانَ إِصباحاً
و رحت تبنـي منــارات العـلا شهبـاً *** وتوقد الحلمَ أمـالاً وأفـراحـاً
وأخيراً وليس آخراً ..
أسأل الله جل في علاه ،أن يرزقنا العلم الطيب النافع الصالح، وأن يرزقنا العمل به ، والإخلاص في القول والعمل، وأن يحفظ علماءنا ومعلمينا ويعزّ بهم الدين، ويرفع بهم كلمته وينصر بهم أمتنا .
وصل اللهم وسلم على نبينا ومعلمنا الأول محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أ/ هيفاء الرفدي
|