نوعية المشاهير برهان على سذاجة المجتمع
عندما كنت اسير متنقلا بين أقسام مهرجان الجنادرية لاحظت تجمع لشباب و فتيات في منظر مخزي مع صرخات بالإعجاب و اللهث خلف شاب لمجرد أخذ صورة معه , ملتفون حول شاب صغير في عمره لكن العبارات كانت كبيرة على سمعي , لأنها مليئة بالسخف و البذاءة , والموقف بكامله يعتبر غير لائق ولا يقبله العاقل لا يقبله من يرى روح المجتمع وأساسه يلتف حول شاب تافه اصبح مشهورا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي , وخلال لحظات بحثت في حسابه فما وجدت إلا شيء من الهزل والكذب و السخرية , والتصنع والضحك لقد ملئ مقاطعه بالضحك لسبب ولغير سبب , لقد نسينا أن* الضحك ليس عماد الأمم ولن نواجه عدونا على الحدود بالضحك ولن نبني مصانع بالضحك ولن نحقق للإنسانية تطورا بالضحك ، ومع الأسف الشديد انتشرت في السنوات الأخيرة المقاطع الهزلية حتى أصبحنا نضحك لكل هزيل وهزيلة , ما أقبح ضاحك ملء فيه ولا يدري أساخط عليه ربه تعالى أم راض عنه , إنه أمر مؤسف أن نشجع شباب وفتيات في منتهى السذاجة والتفاهة إلى أن اصبحوا من المشاهير , على أي أساس نجعل هؤلاء الحمقى يسيرون و يقودون المجتمع ويؤثرون على تفكيره ، و نحن في عصر علم و نهضة وإبداع وإنجاز وتطور *، فمن الخطأ أن نجعل مواقف سخفية أن تحوز على وقتنا الثمين أحد السفهاء الإغنياء يصور سيارته الفارهة و هاتفه النادر و يعرض لنا عبثه بالمال وأخرى تنشر لنا صورة غرفة نومها ولون فراش السرير , وأخر يصور لنا رقصته في ملهى ليلي في الخارج ، إلى هذه الدرجة وصل بنا الفراغ *أن نستسلم لهذه الأمور ، أن هذه المقاطع والأفكار التي فيها تؤثر سلباً على التركيز وأهدافنا في هذه الحياة ، فهي تساعد في تقليل الذكاء وتصغير العقل وانعدام الحكمة وتنتج لنا جيل رخو هزيل بليد عالة على المجتمع و الوطن , فهذه المقاطع الساذجة تؤثر علينا جميعا لذلك كيف سنبني مجتمع قويا ومتماسكا ، ونساهم في جعل وطننا عظيما يصف في مصاف الدول المتقدمة في العالم ، إذا نحن اخترنا متابعة هؤلاء السذج فلن نحقق لأنفسنا شيء من التقدم ولن نحققه لوطننا و مجتمعنا لذا لا بد من أن نتجاهل هؤلاء الأشخاص ونتوقف عن نشر مقاطعهم ولا بد على الجهات الرسمية و الشركات عدم استضافتهم ودعمهم بالمال ويجب أن تعود المنابر إلى أهل الحكمة و المعرفة حتى نرتقي بمجتمعنا ووطننا و الإنسانية .
*
كاتب المقال
رائد بن مشعل الجارد.
[/color]