01-04-2018 09:34 PM
عبدالعزيز بن رشيد الوطبان
تدريس المهارات اللغوية الأربع، غاية ووسيلة
يعد التواصل اللغوي تحدثا وكتابة، الهدف الأساس من تعليم اللغة العربية في مراحل التعليم العام، فيتم من خلال المدرسة تنمية المهارات اللغوية الأربع بشكل متسلسل، بحيث تسبق مهارة الاستماع مهارة التحدث، وتأتي مهارة الكتابة بعد مهارة القراءة، وهذه المهارات تتداخل فيما بينها بشكل تكاملي، وللمعلم دور مهم في الربط بين هذه المهارات وتنميتها لدى المتعلم، من خلال ممارساته التدريسية أثناء الحصة، وتوجيهه لعملية التعلم، وجعل المتعلم محورا نشطا فيها. فتعليم هذه المهارات غاية في حد ذاتها، ووسيلة تساعد المتعلمين في تحصيل العلوم والمعارف في المواد الدراسية المختلفة.
ولما لتنمية هذه المهارات من أهمية، فقد أولت وزارة التربية والتعليم (سابقا)، اهتماما بالغا بتضمينها في كتب اللغة العربية، عن طريق المشروع الشامل لتطوير مناهج التعليم العام، بشكل يختلف عن ما كان عليه في السابق، فقدمت هذه المهارات بشكل منظم؛ بالتركيز على مهارة معينة كالاستماع -على سبيل المثال- بواسطة نص يستمع إليه المتعلم، ثم يبدأ المعلم من الاستماع بالربط بينه وبين بقية مهارات اللغة، وكذلك الحال في النصوص والمكونات الأخرى.
كانت مناهج اللغة العربية في السابق، تركز على علوم اللغة (نحو، أدب، بلاغة...)، في حين استندت المناهج الحالية (المطورة) على عدة مبادئ، منها التكامل بين علوم اللغة من جهة وبين مهاراتها من جهة أخرى، فالمتعلم يحتاج للمهارات اللغوية في التعبير عن ما تحصل عليه من علوم لغوية.
ومن خلال تدريسي للصفوف العليا من المرحلة الابتدائية، ألحظ أن لدى المتعلم مجموعة من المعارف، ولكن لا يستطيع التعبير عنها بشكل جيد، مما يعني قصورا في مهارات التفكير، بسبب ضعف المهارات اللغوية لديه، فهو يتقن علوم اللغة ويفشل في مهاراتها.
إن مسؤولية تنمية مهارات اللغة لدى المتعلمين، تقع بالدرجة الأولى على كاهل المعلم، ولا تحتاج إلى منهج أو نص معين، فالمعلم المدرك لأهميتها يتابعها ويحرص على تنميتها، أما غيره من المعلمين فهم لا يتابعونها ولا يرون ضرورة لها، بل إن بعض المعلمين يرى بأن الربط بين المهارات الأربع خلال الحصة الواحدة عبء على المتعلم، ويكتفى بالتركيز على مهارتين فقط. ومنهم من يرى أن الربط بينها يتم تلقائيا وبصورة غير مقصودة، والبعض الآخر من معلمي المواد الدراسية الأخرى يرى بأنها من مهام معلم اللغة العربية وحده.
تشير مقدمة دليل المعلم إلى أسس تدريس اللغة العربية، والتي تنص على التكامل والتواصل والبنائية والضمنية، وجميعها تؤكد على ممارسة اللغة ابتداءً بالاستماع فالتحدث، ثم القراءة فالكتابة. ولا يمكن بحال فصل أحد هذه المهارات عن الأخرى، ولكننا نجعل لكل مهارة منها نصا يكرسها، ولا يعني ذلك إهمالها في بقية النصوص أو المكونات الأخرى، بل البناء عليها.
عبدالعزيز بن رشيد الوطبان
|