عـلى الرصـيف
المرأةُ هي فكرُ المجتمع وحسّه الفني، وعقلُه المبتكر وكيانهُ الواعد؛ في إبرازِ الأجيالِ الصاعدة، ولكن ! كل هذا ولم يقدّره العالم، فتتوالى الخُطوات أمامها، ويمشي المارّة، ومازالت تلكَ المرأةُ على الرصيفِ تنتظر من يقودَها كأنها طفلة ! ، أحلامٌ تتطايرُ فتتعداها، و طموحاتٍ تتخطاها، وطيف إبداعٍ غرَب مع ثنايا الطريق، تقفُ منهكة ولا حيلة لها بضبطِ جماحها، كأن من سار من أمامها كفيفٌ لايرى طيفُ قدراتها، أو أصمٌ لايسمع قوة كفاحها !
ترى الناس يكتظون حولها، كأنهم أصنام، لاينفعون ! تراهم يُقدسون منافعها، ويُبخسوا حقها ويجحدوه ! ،كأنها تعمل للهواءِ لا تسمع إلا حفيفاً مزعجاً لا يُلجَم ! ولا يُستفادُ منه، ولا يحكّم عليه ليصمُت !
المرأةُ في مجتمعنا درعٌ قويٌ يتصدد سهام الجهل، ونهرٌ تسقي به جذور الأوطان، من عقولٍ رائدة، ومفاهيمٍ خلّاقة فهي تسعى لإعدادِ جيلٍ يُقتدى به ! و تتخذُ قراراتٍ ينبثق منها دورها؛ لِتصنع في المجتمعِ توازناً تتقدّم بهِ نحو التحضر؛ فعندما لا تُعطى فرصةً لتعبّر فيها عن فكرة، فرحة، عظةً و عِبرة تنمي به المجتمعات فلا تستنكروا الكوارث، ولا تستغربوا من تدهورِ الأجيال، فإن حصل ! فدليلٍ على تغييبِ دورها، فلتُعطى فرصة بإخراج مابجعبتها من فنٍ، صوتٍ، أو فكرٍ في الإعلام وحقاً بالتعبير الحر عن الرأي العام، لتُعيد لكم التوازن وترسّخ الاستقرار.
مني تحية لكيانها القوي، رغم الصعوبات فهي بيد تهز مهداً ، وبالأخرى تهز العالم بأسره.
خـلود الـمزروعي .
|