سأتحدث بالإنطباع الذهني عن عرعر ، والتي هي مدينة حديثة الولادة، أُنشئت بالقرب من وادي بدنة المليئ بشجر العرعر وهكذا تواردت المسميات من بدنة إلى عرعر، وسبب نهضتها هو إنشاء خط الأنابيب ( التابلاين ) ومنها أصبحت عرعر المدينة الكبيرة والعاصمة الإدارية للحدود الشمالية، عن عمر يناهز 68 عام، ومدينة لا يوجد بها أي موقع أثري، هنا أتفق ولا أخالف، ولكن من منكم عرف هذه المنطقة قبل الإسلام بخمسة قرون ماذا كانت؟
المنطقة بشكل عام وليس المدينة، بحكم رسم حدود الدول بعد توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ومتطلبات العيش والسكن وعدم الترحال ،أُختير وادي بدنة لسهولة الرعي ومورد للماء والثبات بجانب الوادي.
وبشكل عام فإن المنطقة من قديم الزمان وقبل آلاف السنين كانت منطقة ( الحيرة ) والتي حكمها المناذرة أو اللخميون، وهي سلالة عربية من قبيلة لخم من تنوخ وقد حكموا العراق قبل الإسلام، وقاعدة حكم المناذرة من الجهة الأخرى في العراق.
ومنطقة الحيرة كانت تجمّع للتجّار من مختلف بقاع الأرض في أوقات موسمية، وكان سكّان الحيرة من جميع القبائل العربية من مذحج وحمير وطيء وكلب وتميم وتنوخ... فأهل الحيرة ثلاث أصناف من شتى القبائل الذين بنوا فيها، وأصحاب بيوت الشعر وهم يتنقلون من مكان الى آخر حولها وهناك الذين لحقوا أهل الحيرة وسكنوها فيما بعد، ولها تاريخ طويل يدل على قدمها وشهرتها قبل الإسلام ، فهُنا أقول أن المنطقة لها تاريخ عريق إمتداد من درب زبيدة ،وأُشيد في عمل هيئة السياحة الشمالية في التنقيب في ما جاور مدينة عرعر من بداية سنة 2018.
وأرجو المحافظة على كل مبنى قديم في مدينة عرعر ، فهناك مباني قد تمت إزالتها للأسف، وهناك ما يتم تداركه وتطويره في خدمة السياحة بعرعر إن شاء الله.
|