(رب ضارة نافعة)
تتكرّر هذه العبارة ما بعد كورونا ليس كما قبل كورونا ولا يزال معظمنا في حيره كيف ستبدو الحياه بعد ذلك لا اعتقد انها ستعود كما عهدناها سابقا كثير من عادات الناس ستتغير ليس في مملكتنا وحسب بل في أنحاء العالم .
لذلك يجب نضع معايير جديدة للاعتياد على الحياة بعد الأزمة ، حتى لو كانت مختلفة عما كانت عليه وربما نألف الوضع لأنه يشعرنا بالأمان في ظل الإجراءات الاحترازية المتبعة فأنا على قناعة تامة بأن هذه الفترة صعبة، لكنها ستمرّ إذا تعاون الجميع وكافحوا هذا الفيروس معاً، وكانوا جنباً إلى جنب ، فدور الفرد هنا يكمن في مستوى الوعي المجتمعي، هذا الوعي له دور مهم ومؤثر في إنجاح الجهود التي تقوم بها وزارة الصحة كما تبرز المسؤولية الفردية في مدى التزام الأفراد بالتعليمات والتفاعل معها بطريقة تساعد على تخطي أخطار هذه الحالة التي تتزايد كل يوم.
إن المسؤولية اليوم تقع بشكل كامل على كل رب أسرة، وكل فرد فيها ,توعية الأسر لأبنائهم بأهمية المحافظة على العادات والسلوكيات الصحية السليمة، ومنها غسل وتعقيم اليدين بعد اللعب وعند ملامسة أي جسم غريب وقبل الأكل وغرس ثقافة النظافة في نفوسهم للوقاية من الأمراض تعد أمراً ضرورياً ويزيد مسؤولية الأسر تجاه أبنائهم والمجتمع.
لقد ترك هذا الوباء الذي اجتاح العالم آثاراً على كل تفاصيل الحياة في المجتمع السعودي ، ويمكن ملاحظة التأثيرات على التقاليد الاجتماعية المتعلقة بمناسبات العزاء والأفراح وتجنب التجمعات بكل أشكالها والسلوكيات التي قد تؤدي إلى الإصابة بالفيروس ، كما أسهمت هذه الجائحة بخفض التكاليف في المناسبات الاجتماعية واقتصر الزواج على أهل الزوج والزوجة فقط ، وهذايعني أن الزواج لا يحتاج إلى كل هذه المبالغات التى كانت تسبق الخطوبة .
يبدو أن هذه الأزمة خُلقت لتكون فرصة لاستعادة الأسرة مفهومها القديم في الترابط الأسري الوثيق، وهي خطوة لنا في التواصل والانسجام مع أبنائنا عن قرب، والاجتماع معهم لفترة طويلة ، وهذا ما يساعد في غرس وتعزيز قيمة التعاون، واستغلال الوقت في الاستفادة القصوى لتطوير مهاراتهم وسلوكياتهم للأفضل ، فالمجتمع السعودي وصل إلى مرحلة من الوعي الكامل حيال هذا الفيروس وكيفية انتقاله من شخص إلى آخر، وذلك من خلال الابتعاد عن العادات والتقاليد والسلوك التي قد تضرّ بالمواطنين ، نجد الشعب السعودي سيحافظ على العادات الإيجابية التي اكتسبوها ورافقتهم خلال أزمة انتشار فيروس كورونا الجديد، وسيتخلّون عن تلك التي لها آثار سلبية على الصحة ولنبدأ المكافحة الفعلية للفيروس من الآن، ولنعبر سوياً إلى بر الأمان، خصوصاً خلال الايام المقبلة ، لنجعلها أيام فرح في مكافحة «كورونا»، ولنحمي خلالها أهالينا وعائلاتنا، وكبار السن، من خلال حرصنا على التباعد الاجتماعي والجسدي، وعدم الاختلاط، ومنع اللقاءات الجماعية الكبيرة .
إن التزامك بوسائل الوقاية وسيلة لحماية المجتمع وحق وطني واجب الالتزام به. ولايسعنا الا ان نقدم خالص الشكر والتقدير للكوادر الطبية من أصغر موظف إلى أعلى الهرم ، والذين وقفوا خط الدفاع الأول وفي الصفوف الأمامية ، نحن مدينون لهم ، وعملهم هذا لا يمكن أن ننساه .
وفي الختام .. اسأل الله تعالى ان يحمي ويحفظ لنا ديننا ووطننا وقيادتنا وان ينصر جنودنا البواسل المرابطين على الحدود .
الأستاذة : عيده الكويكبي
|