أأتصل بالشرطة ؟؟؟ !!!
في حياتنا اليومية تفاصيل جمة ، حلوة ومرة ، نقضيها بين صلاة وذكر ، وقراءة قرآن ، وجلسات موسومة بالخصوصية المحضة،قراءة كتاب جديد مفيد ، أو الاطلاع على أخبار العالم ، وبين الأولى والثانية الجلسات العائلية مع الأسرة والأولاد ، جلسات عائلية مفعمة بالمودة والملاطفة واللين فنسمعهم كلمات حانية ، ونكتاً ظريفةً هادفةً ، ونصغي لهم ،ونسمع لهم ، ونتحاور معهم، ونتقبل رأيهم بكل أريحية ، نناقشهم فيه ، في مدٍّ وجزر ، قبول ورفض بنكهة دعابة ، ولين قول .
مما يزيدنا أنساً وسعادة ، أطفالنا الصغار وهم يمروحون بيننا ، نَقْعٌ مُثَار ، وأصوات متداخله بين ضحكات بريئة، وصراخات طلب حماية . هذا صرع هذا ، وذاك تعمد كسر لعبة أخيه ، وبين ساردٍ لقصصٍ منتقاة من مخزن خبرات هشة سقيمة ،حداثة سن، قلة علم ، فيها الخيال البحت ، وواقع وخيال ، وواقع ، وواقع مغشوش بزيادة كلام أو نقص كلام ؛ ليحظى بشيء مفقود كاهتمام والديه ، فقدان قيمته في الأسرة ، ليعظم سيرته في أعين والديه كوسيلة لتغيير الصورة الذهنية المشوههة عنه ، لتجنب عقاب قد يناله ، أو تقليد لمواقف سلبية صدرت من والديه بأي صورة كانت فعلية ، قولية ، مباشرة غيرمباشرة ، تلقائية أو مقصودة .
وهذه الأحداث الخيالية ، وما امتزج فيها خيال بحقيقة ، وما حدث فيها زيادة كلام أو نقص ، ماهو إلا اضطراب نفسي يطلق عليه مصطلح "الكذب "
وأكبر سبب في حدوث هذا الاضطراب لدي الطفل هما الوالدان
عندما عمدا " للكذب الأبيض "
فيا أيها الوالدان احذفا من قاموسكما
جملة : أأتصل بالشرطة؟؟؟!!!
الأستاذ : عمر المصلحي
تعليم مكة المكرمة
|