لفت انتبهي احد كبار السن عندما قال في احداء الجلسات العائلية ، ان( المجتمع) بالماضي هو من كان يربي بعضه البعض ، وكان دائماً هو القدوة الحسنة في اعين الشباب ، وگأن المجتمع بذلك هو التيار الرادع للكل عند ارتكاب الأخطاء, كان هنالك حث دائم بجميع الأساليب والطرق للوصول إلى الاخلاق الحميدة والقيم الجليلة ، وايضا ً كان هنالك سمة تسمى( الشيمة) يتشيم المرؤ من ارتكاب الفظاظة والاعتداء على الآخرين ، حتى أن الثقافه والمعلومات كانت تصل الى الناس عن طريق ما يسمى بثقافة (المجالس)
كانوا في وقتهم . . ! أذا تكلم الكبير انصت الجميع ، واذا تحدث الشاب افسحوا له كل المجال ،
بل في وقتنا قليل ما تجد شاب يجالس كبار السن ويستفيد من خبراتهم وتجاربهم الماضية..
من بعد تلك الأيام:
بعد دخولنا في عالم العولمة ، ضهر ما يسمى بثورة التطور المعرفي ، ومن بعده دخلنا دون رجعه في عالم السوشيال ميديا، "واختلاط الحابل بالنابل" .. كما يقال .! ! اصبح ( الوقت ) اللذي في يدك .. (مسروق) منك وكأنك تساعد في هذا دون ضمير حي
بعده بلحضات تغيرت ملامح وجهك، وهي مبنية على تلك المشاهد التى إنغرس فيها خيالك ، دون إدراك من هو الذي يتحكم في شعورك ، ومن يقلب الصفحات الإلكترونية بيدك لا تعلم . . ! بعده بساعتين او ثلاثه تقريبًا تتذكر انك كنت تريد الموقع المَنْشّود ، فأتيت تختالُ تيهاً
أصبح جسمك منشد ،ورقبتك في غير موضوعها الحقيقي ،وضهرك اصبح متمايل ،وانتا بذلك لم تكمل عمر النمو الهرمي لكتلة الجسم
فقّْد التركيز العقلي الكامن ،وكأن التيار الكهربائي هو من يدفق الشحنات الكهربائية داخل عقلك الباطن ،واحيان يقوم في تفريغ كهربائي غير طبيعي لخلايا الدماغ
الاب والام والولد والبنت كلهم في غرفة واحده ولاكن لا يسمعون الا اجراس اصوات هواتفهم
تقود السيارة وعينك على الطريق ،وعينك الأخرى على جوالك ،تخاف ان يطوف عليك مشهد من مشاهد( التيك توك ) او تغريدة من( تويتر ) او صورة خطفت ناظرك في ( سناب شات ) … ! ! كلي أمنيات الى ( لنكد إن ) على أن يبقى على ماهو عليه من صورة راقية وان لا يتأثر في عوامل التعرية ! !
بدأ الضغط العصبي يتأرجح، على مزاجك ويجعلك تنجرف خلف الافكار السلبية، مسبب لك حالة قلق مؤثر على معدل نومك ،وممارسة رياضتك المعتادة وتحتاج وقت طويل ،لكي تسيطر على هاذا التوتر المفاجئ
كنت تقرأ كتاب من الجلدة الى الجلدة، ولم تشعر بالملل ، لكبر الأحرف ، وتقليب الصفحات في يدك كاملةٌ، وكأنك تقوم في عملية يدوية ممتعة ،إذ تعيش ذلك الواقع المكتوب وكأنك تنزع من محتواه ( خُلالةً ) وألان تقرأ كتاب من ( التلقرام ) وفي سنه واحد تفصل ثلاث نظارات
ضوء الهاتف يرمش في عينك ، وانت مستمر في الانغماس ، وكأنك خضعت لذلك الجهاز الذي قد يكون فيه عيب مصنعي في موازنة الإضاءة
يوجد هنالك فوائد إيجابيه عديدة ، ولاكن (أدارة الوقت) جداً مهمة ، و تحتاج منك ترتيب وإعادة ضبط متفاوته ،بالمناسبة …. ! ! كل شي يأخذ فوق مساحته الإجمالية وحجمة الطبيعي يفقدك السيطرة الكلية عليه فيما بعد … ! !
