عرعر الجميلة

الى عرعر....منذ ساعات كنت اتوق اليها و ها أنا فيها...عدت اليها . جميلة تستقبلني و أنا كالطائر الأليف يعود الى وكره، متفتحة زاهرة جذابة تفتح أحضانها .... رأيتها تفتح احضانها لي .. ما أروع أرضها وسماءها واخضرار عشبها وبهجة صحرائها.

مدينة ليست ككل المدن، أقول عنها عروس المدن، أقول عنها سيدة الكرم والوفاء، من يأتيها زائرا يوما يعود إليها زائرا مقيما، يعود إليها لأنها تصبح في وجدانه تتجذر في القلب، ترافقه عند رحيله هواء عطرا وريحا طيبة.

يستقبلك أهلها بابتسامة وترحاب كأنك واحد منهم، كأنك أقرب الناس إليهم، على الملامح صفاء ونقاوة وبشر فسرعان ما تنسى انك آت من بعيد، من بلد آخر، من أقاصي الأرض، وانك قطعت بحارا وصحارى وجبالا وغابات قبل ان تحط الرحال في رحابها.

يلفت انتباهك وانت تمشي في شوارعها وساحاتها رحابة الفضاءات وحكمة تنظيمها، مصففة، متماسكة هندسة وعمرانا فكأنها لوحات فنية لرسام محترف لا تخونه الرّيشة ولا يخذله الفن..نخل يحرس الطرقات والشوارع وارف ظله تحركه الرّيح فيميل على الأرضية المعشبة فتنعكس ظلاله على الخضرة عند اشراقة الشمس رسوما متحركة هي مزيج من الظل والنور، نمنمات تصافح المكان كمدّ الموج وجزره .. حركة تبتسم لها الأرض فتزداد اخضرارا.

تلفت انتباهك كل المعالم، الجوامع والمآذن والابراج، الثقافة والتعليم وتناسق العمران ونظافة البيئة والسكينة، الا انها قطعة مما تشتهي النفس ومما تنتشي بها الروح.

عرعر مدينة ضاربة جذورها في التاريخ، ما من مدينة مثل عرعر الا ولها رجال يحملونها في قلوبهم ويغارون عليها، يهبونها ايامهم ولياليهم، يؤسسون مرافقها بشهامة المريدين وبمحبة الأبناء المخلصين.

ثم ان للمدينة عينا تحرسها لا يغمض لصاحبها جفن وهو الراعي والمؤسس والداعم، هو القدوة والمثال فالمدن تكتسب عظمتها وتفردها بحكمة المسؤول وبنور ثقافته وحسه الوطني فما بالك اذا كان هذا المسؤول الراعي هو سمو الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود.

هنيئا لعرعر بأهلها، رجالها ونسائها، هنيئا لهم بأميرهم المسؤول الراعي الذي جعل بحكمته وبصيرته من عرعر عروس المدن وفخرها. وما تفتأ تتقدم.


االأستاذ : عبد القادر بن الحاج نصر
روائي وسيناريست من تونس