سكوت الجماعات الاسلامية
لما وقع الأفاكون الكذابون في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها , غضب المؤمنون وحق لهم , غضبوا من أجل أمهم , حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وزوجته في الدنيا والآخرة , وفضائلها جمة وقد من الله علي بأن خطبت خطبة جمعة وهي الجمعة الماضية تحديدا , ذكرت بعض فضائل عائشة مما وقفت عليه في صحيح البخاري وصحيح مسلم , ولست بصدد ذكر فضائلها في هذا المقال , وإنما أتساءل في نفسي , أين دفاع الجماعات الإسلامية عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها , أين دفاع جماعة الإخوان التي ملأت الأرض ضجيجا بالمطالبة بالجهاد والدفاع عن المسلمين والمقدسات , أين هم لم أقرأ ولم أسمع بياناً واحداً يصدر من قبلهم يدافعون عن أم المؤمنين فضلاً عن أن أقول يهاجمون أعداء الدين , وأنى لهم ذلك وقطبهم الأكبر الذي سود الأوراق في ظلال القرآن زاعماً يتهكم بالصحابة ويصفهم بأقذع الأوصاف من خيانة ونفاق وسوء طوية , ثم هم يقدسونه ويجلونه ويبجلونه , ويجعلونه إمام الأئمة وشيخ المفسرين وشهيد المجاهدين , وأنى لهم أن يدافعوا عن المسلمين ويصدروا البيانات التي تذم المشركين والروافض وهم يقبعون بين الأضرحة والقبور ويرون الشرك بالله ليلا ونهاراً ثم لايجرؤ احدهم أن ينكر على المشرك , بل أدهى من ذلك وأمر أنهم يضعون أيديهم بأيدي الروافض , أيبتغون عندهم العزة , فإن العزة لله ورسوله وللمؤمنين , أخي القارئ الكريم -اعلم أرشدك الله- أن الحق أبلج , وأن الفتن تجلي لك أهل السنة والجماعة , فعض على السنة بالنواجذ وإياك ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .
وإن من جعل همه الدنيا ولا يريد أن يخسرها أمثال هذه الجماعات سيسكت عن كل من يساعده , ولو كان أكفر الكافرين , وسينتقد كل من لا يدعمه ولو كان من المؤمنين , وذلك تبعاً للقاعدة الباطلة التي أصلوها وقعدوها نتعاون على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما أختلفنا فيه .
وللحديث بقية ...
كتبه لعرعر اليوم
فارس بن مجزع العمار العنزي
إمام وخطيب جامع الفوزان
Faris-vip@hotmail.com
|