عندما يستقيظ الديك متأخراً
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
جاء في كتب الأدب واللغة :
الدجاج اسم للذكر والأنثى، وإنما دخلته الهاء على أنه واحد من جنس مثل حمامة وبطة.
والديك: ذكر الدجاجة، جمعه ديوك، ودِيكة، وأدْياك، وتصغيره دويك، ومن أسمائه، الأنيس، والمؤانس، وكنيته: أبو حسَّان، وأبو حمَّاد، وأبو سليمان، وأبو عقبة، وأبو مدلج، وأبو المنذر، وأبو نبهان، وأبو يقظان، وأبو برائل(لسان العرب ، القاموس المحيط)، ولعل مما عُدَّ من فضائل الديكة وعاداتها ومنافعها، ما جاء فيها من أحاديث. ففي سند أبي داود. قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدَّثنا عبدالعزيز بن محمد عن صالح بن كَيْسان عن عبيد الله بن عتبة عن زيد بن خالد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة»
( رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد جيد عن زيد بن خالد الجهني، وعند أبي الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنه أن ديكا صرخ عند النبي صلى الله عليه وسلم فسبه رجل ولعنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبه ولا تلعنه فإنه يدعو إلى الصلاة.
قال الحكيم فيه دليل على أن كل من أستفيد منه خير لا ينبغي أن يسب ويستهان به بل حقه أن يكرم ويشكر ويقابل بالإحسان انتهى. ). وفي السنن الكبرى للبيهقي، عن زيد بن خالد الجهيني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الديك فإنه يؤذن للصلاة».
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُبيَّته معه في البيت. ورُوي أنَّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يسافرون بالديكة.
وقد أورد الجاحظ في كتابه الحيوان بعضاً من صفات الديكة ومنها: الشجاعة والصبر والجولان والثقافة والتسديد، ومعرفته بالليل وساعاته، ودقته في تقدير الأوقات، وحسن صوته، وسخائه، إذ يضرب به المثل في الجود، إضافة إلى أنسه وجمال منظره ومرحه وعدم الحاجة إلى العناية به، إذ يخدم نفسه ويعولها ويُعني بها. على أن للدجاج بعامة منافع شتى لصحة الإنسان وبدنه لا مجال لذكرها هنا.
ويقال في منثور الأدب أنه التقى ديك ودجاجة في حظيرة وتحاورا !!
الدجاجة :- كف عن صياحك أيها الديك فإن صوتك قبيح ..
الديك :- ويحك !! صوتي هو الذي يوقظ النائمين و يؤنس العباد والقائمين ويبعث الروح في الكسالى والخاملين فكيف يكون قبيحا !!!!!
الدجاجة :- كفاك فخرا بنفسك فلي صوت كصوتك .
الديك :- وهل يقظة كغفلة ؟؟ في الأسحار أصيح وأنت في الأحلام ,, و أهتف والناس نيام ,, يكفيني فخرا أن خير الخلق صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوتي وثب ..
الدجاجة :- لكن قوما أزعجهم صوتك فأنهالوا عليك بالشتم والسباب .
الديك :- أمواتا غير أحياء ,, أما سمعوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا الديك فإنه يؤقظ للصلاة \"
الدجاجة :- فمال بال طلب الناس علي أكثر !!!
الديك :- تخدمين دنياهم فيكافئونك بالذبح وأخدم آخرتهم فيكرمونني بالمدح وعند مس النار يبين الفرق .
أنتهت القصة !!!!!
بهذه المقدمة الأدبية أحببت أن أبدأ كلامي فأقول والقول أحمدُ
مررت في صباح يوما ما ... الذي أشرق كعادته من جهة المشرق ووقفت عند أحد المحلات في المنطقة الصناعية في تمام الساعة 11:35 ص فسمعت صوتاً من وراء ضجيج الآلات مألوف لدى الجميع ولكن في هذا الزمان أصبح كالهشيم والرجيع لا نكاد سماعه إلا في القرى ومن لديه مرزعه فقلت في نفسي الديك طير جميل ولكن عندما يغيب الديك هل ننتظر ديكاً آخر لكي يوقظنا لصلاة الفجر فالأباء والأبناء في سهاد ورقاد والمساجد تكاد تطرق أبواب الخيبة من قلة السالكين وما إن تشرق الشمس وتزدحم الشوارع ترى الزحام يكاد من شدة أن يكون كالركام وتشعر عند مروره بك بالزكام هل كانوا ساكنين في المريخ أم نساهم التاريخ أين كانوا قبل الصلاة أين كانوا قبل قليل في الفُرش الوثيرة والغرف الكبيرة والأغطية الناعمة المثيرة همهم المدارس والتعليم وما أرادوا بتركتهم للصلاة إلا التعديم والتعتيم والتدعيم وليس التعليم فلو كانت الدرجات للصلوات توزع في الدنيا لما رأيت غائباً عنها بل لو قال إمام المسجد سوف نوزع مئة ريال على المحافظين على الصلاة لوجدت الناس في المساجد وكأنهم في زحام عرفات أو في المسعى واقفين على الشُرفات أين الرقيب وأين الحسيب الواحد منا غطى حب الدنيا على قلبه بفراش أحمر فاختلط الدم مع قلة الهم وطغى الدم على الهم فازداد الغم فارتفع السم فعم وطم فالله المستعان ضاعت قدوتنا فهل نستورد قدوة لنا من الخارج سؤال يحتاج لإيّ إجابة حتى تغلق الستارة على هذه المقالة وتبقى السنارة على شاطىء البحر تنتظر الصيد يأتيها لترفعها فلا تجد شيئاً السمكة أكلت الطعم ورفعت السنارة فلم أجد إلا الخسارة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
محمد بن كياد المجلاد
|