وين إذنك ياحبشي
يقال بان حبشي (بنطق جميع الحروف مهملة وساكنة كفانا الله وإياكم شر الإهمال ) رجل ذو قدرات عقلية غريبة, لدرجة انه لايتسطيع التفكير بمنطقية أبدا , ومن أشهر مواقف الأخ حبشي ; وإجابة على السؤال وين إذنك ياحبشي ؟ فكانت إجابة حبشي عملية بأن مد يده اليمنى ليمسك إذنه اليسرى من خلف رقبته الغليظة , رغم أن أذنه اليمنى اقرب إلى تلك اليد , فأصبح حبشي مثلا للغرابة , وعدم المنطقية , وسلوك الطرق البعيدة ,رغم إن الهدف قريب وسهل الوصول .
جاء ذكر حبشي وبالعامية جاء طاريه عندما كان صديقي وهو بالمناسبة مدرس صف أول - مطبخ في بيت مستأجر - وصديقي هذا كمحدثكم مايعجبه الحال المايل أو كما يقال عني وعنه زورا وبهتانا - مايعجبنا العجب ولا الصيام برجب - وكان على طاولة النقاش بيننا منهج الأول ابتدائي وقد ذكر لي ذلك الصديق بأنه يعتقد بان فكر حبشي (أيدلوجية حبشي ) قد تسرب الى مطوري المنهج ويستدل على ذلك بدليل يراه منطقيا حيث يقول الصديق بأنهم سابقا واعتمادا على المنهج القديم يعرضون صورة مفتاح للطلاب ومن ثم يكتبون كلمة مفتاح على السبورة ومن خلال الربط بين الصورة والكتابة يتعرف الطالب على الرسم الإملائي لكلمة مفتاح ومنها حرف الميم ومن ثم يحفظ رسم الميم وهكذا مع بقية الحروف .
ذلك كان سابقا إما حاليا فلكي يتعرف الطالب على حرف الميم فأن المعلم يعرض امامه رسمة بنت ومن ثم يخبر الطلاب إن هذه البنت اسمها أسماء وهنا مربط الفرس حيث يريد مطور المنهج من معلم الأول إن يقنع الطالب ابتداء إن هذه البنت اسمها أسماء وبعد ذلك ننتقل إلى مرحلة ربط شكل البنت بالاسم ومن ثم ارتباط كل ماسبق بكلمة أسماء وبعدها نحاول تدريس الطالب حرف الميم ؟؟؟؟؟ من خلال اسم تلك البنت
وبناء على ماسبق يزعم صديقي بأن مطور المنهج قد استمد فكره من فكر المفكر الكبير حبشي , فبدلا من عرض رسمة مفتاح وهي معروفة لدى الطلاب, أصبح يعرض له رسما لشخصية أنثوية ( بنت ), وبدلا من تدريس الطالب مباشرة حرف الميم من خلال كلمة مفتاح المعلومة لديه أصبحنا نحتاج إلى إفهامه بأن هذا البنت اسمها أسماء أولا ومن ثم ننتقل إلى مرحلة التعرف على الرسم الإملائي وبعدها التعرف على الحرف في الاسم وكأن مطور المنهج قد اختار الطريق البعيد رغم إن الهدف قريب منه .
ماسبق حقيقة كانت وجهة نظر صديقي اما انا فلا اعتقد ابدا ان لدينا اي مشكلة , وبالعكس مناهجنا القديمة كانت ممتازة جدا , ومناهجنا الحديثة امتز ,(صيغة مبالغة لم يكتشفها سيبويه ) وكل امورنا في وزارة التربية والتعليم عال العال , وحتى لو كانت هناك مشاكل , فالمناهج مازالت تجريبية حالها حال كل مشاريع وزارتنا ,بدا من الثانوية المطورة التي طبقت ,ومن ثم الغيت قبل اكثر من 15 سنة, والان عادت من جديد,ولا تفسير لذلك سوى أن المسؤولين الذين كانوا وراء إلغائها سابقاً قد وصلو سن التقاعد ,وحل بدل عنهم مسؤولين جدد , لم يقتنعوا بأسباب الإلغاء فاعادو الكرة وكله في طور التجربة على ابنائنا الطلاب , وإن كنت اعتقد انها ستلغى قريبا وبعد 15 سنة قادمة سيتم اعادة التجربة وهكذا دواليك والقضية ليست مقتصرة على نظام المقررات بل حتى مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم والمتمثل بمدارس تطوير قد توقف العمل به لأنه وبكل بساطة لم يبنى على دراسات مستفيضة وواقعية بل كل مافي الامر هي قناعات لدى بعض المسؤولين في تلك الفترة ويبدو انهم ذهبوا فذهب المشروع ابو تسعة مليارات معهم ورغم كل ماسبق فالامور تمام يافندم وربكم يعين .
عوده سالم
|