شلوى والذئب
يقال ان
الذئب هو الحيوان الوحيد الذي يأكل الجن وهو الحيوان المفترس الوحيد الذي عندما يهجم على قطيع من الغنم أو غيرها من المواشي يختار أفضل الموجود وهو كثير الحركة فلا يستقر بمكان معين بل يجوب القفار بحثا عن مصادر الرزق من اللحم الطازج يقوم باستخراج الأحشاء الكبد والكليتين والطحال والامعاء فيلتهمها اولا ومن ثم باقي الجسم ويحكي أحد كبار السن حديثا يسوقه عن نفر من جماعته في زمن مضى من مشاهدته للجن والذئب يحشره وهو عاريا بأحد كاد أن يأكله في الوقت الذي لا يتكمن الجن من الاختفاء عندما يشاهد الذئب فأمسك به وجاء به الى مجلس القوم الذين انبهروا من الموقف والشكل وشاروا عليه ان يطلقه خوفا من ان يشاهده الأطفال والنساء فيصابون بأذى من شدة الخوف على الرغم من نساء البادية غالبا ما يتصفن بالشجاعة هناك من رجال البادية من يقدرالذئب على الرغم من الاضرار التي يحدثها في غنمه او ماشيته وهناك من يعطي الفرصة له في ان يختار ذبيتحه بنفسه ولا يأكل الانسان الا نادرا مادام هناك وجود للماشية وقد يصادق الذئب الانسان كما حصل مع الشاعر الكبير معشّي الذيب (الفرزدق) أبو فراس همّام بن غالب المجاشعي الدارمي الحنظلي التميمي و لكم بعضا من أبيات قصديته في هذه الوليمة التي دعا اليها الذئب الذي حل ضيفا عليه
وَأطْلَسَ عَسّالٍ وَ ما كانَ صَاحباً
دَعَوْتُ بِنَـارِي مَوْهِنـاً فَأتَانـي
فَلَمّـا دَنَـا قُلـتُ ادْنُ دونَــكَ
إنّني وَ إيّاكَ في زَادِي لمُشْتَرِكَانِ
فَبِتُّ أسَوّي الزّادَ بَيْنـي و بَيْنَـهُ
على ضَوْءِ نَارٍ مَـرّةً وَ دُخَـانِ
فَقُلْتُ لَهُ لمّـا تَكَشّـرَ ضَاحِكـاً
وَقَائِمُ سَيْفي مِـنْ يَـدِي بمَكَـانِ
تَعَشّ فَإنْ وَاثَقْتَنـي لا تَخُونُنـي
نَكُنْ مثلَ مَنْ يا ذئبُ يَصْطَحبـانِ
وَ أنتَ امرُؤٌ يا ذِئبُ وَالغَدْرُ كُنتُما
أُخَيّيْـنِ كَانَـا أُرْضِعَـا بِلِـبَـانِ
ثمة صداقة مؤقتة بين الفرزدق والذئب كان يشوبها الخوف والترقب لما عرف عن الذئب من خيانة ومكر كان الفرزدق مستعدا لها بسيفه وسط جنح الظلام الدامس الذي غطى جنبات الخيمة القائمة في فضاء الصحراء شمال مدينة عقلة الصقور السعودية انقض ذئب مسعور على طفلة سعودية بينما هي تغط في النوم لكن شجاعة شقيقتها الكبرى التي أمسكت بفكِّي الحيوان الشرس كانت سببًا لإنقاذها بعد الله من الموت بعد معركة شرسة بين شلوى والذئب انتهت بانتصار الفتاة عليه بعد ان بعد أن أعياه تعب المقاومة الشديدة التي لاقاها من الفتاة وفق ما ذكرت بعض الصحف يبدو ان الذئب لم يكن ضيفا مؤدبا عندما حل بدار شلوى فاستحق ذاك العقاب من هذه الفتاة التي يحق لنا ان نطلق عليها \" بنت رجال \" والتي قتلت هذا الذئب بيديها ماحصل ما هو الا دلالة على شجاعة المرأة التي يجب ان تتمع بها في هذا الزمن لصد كثير من الذئاب المفترسة التي تحاول ان تنهش جسدها في أي مناسبة وفي أي مكان سلمت يداك يا شلوى .
مطيران علي النمس
|