يروى أن رجلا جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه شاكيا من عقوق ابنه فما كان من أمير المؤمنين الا أن امر بالإبن فأتى ليسأله عمر عن عقوقه لوالده فكانت الإجابة غير متوقعة بتاتا فقد قلب الأبن الطاولة في وجه أبيه موضحا للخليفة ان اباه قد عقه اولا وهنا كان لزاما على عمر رضي الله عنه ان يتسائل فلم يسبق لأبن ان اتهم والده بالعقوق فكانت حجة الإبن ان والده عقه حيث لم يحسن اختيار امه بداية وبعد ان ولدته امه اختار له اسما سيئا وهو جعل وزيادة على ذلك لم يحسن تربيته فلم يعلمه الفروسية ولا عوده على مجالس الرجال !!!
لم يجد عمر رضي الله عنه مفرا من الإقرار بان حجه الولد مقنعه فقال لوالده لقد عققته قبل ان يعقك
دعونا في الوقت الحالي وتاملوا ذلك الاسمر الذي يدير العالم -السيد اوباما - فهذا الرئيس الامريكي ابن لرجل افريقي اختار اما امريكية لهذا الطفل الذي اصبح بسبب ذلك الإختيار رئيسا لأقوى دولة في العالم وتخيلوا مصيره لو ان اباه قد تزوج افريقية فهل سيكون حلمه مثلا الحصول على فيزة راعي للبحث عن الرزق الحلال - تخيلوا فقط -
في الامس اردت تناول الفطور كباقي خلق الله ولكن لفت نظري في الجريدة التي تحولت الى سفرة مقال او هو اقرب الى التقرير حول احدى مناطق المملكة وكيف انها تميزت بانتاج القادة والوزراء فاخذت اتأمل حقيقة المكتوب فوجدته واقعا لايمكن انكاره وعادت بي الذاكرة الى الوراء قليلا حيث نشرت احدى الصحف يوما خبرا عن احتفال احدى المدارس الثانوية بسبعة ممن درسوا فيها اصبحوا فيما بعد وزراء , التفت الى ابني الجالس بجانبي وضميري يؤنبي واخذت افكر كيف يمكن ان يكون هذا مسؤولا في المستقبل وهو مولود في مستشفى عرعر وليس في احد مستشفيات الأرض التي اشتهرت بانتاج القادة ولا اعتقد بأنني سأبتعثه لدراسة المرحلة الثانوية في تلك المدرسة العجيبة - مدرسة الوزراء- ولكن هذا حقيقة لايعني ان مستقبله قد ضاع فبالامكان بدلا ان يكون مسؤولا ان يصبح اخا لمسؤول فلذلك لا تستغربوا إن وجدتموني قد ربطت أحزمتي وحملت عفشي مهاجرا إلى تلك الأرض التي تنبت القادة فقد يولد لي فيها إبن يصبح فيما بعد صاحب سعادة .
عودة سالم العنزي
www.odahs.com
|