من هو شاعر تلك الوزارة ؟
كما أن ألسنة البشر تختلف فمنها الفصيح والعيي، والطويل والقصير، والمهذار والأصم.. كذلك ألسنة بعض من الوزارات والإدارات، منها كل ذلك وأكثر، فبعضها ثقيل \"طينة\" وبعضها \"كسول\"، وبعضها \"غير شجاع\"، وبعضها \"مأمور\"!
.. والشاعر ـ قديماً ـ هو لسان قبيلته وصوتها بين القبائل ورافع اسمها أو خافضه بحسب قدراته.. واليوم أصبح لكل مصلحة حكومية (لسان) بمسميات مختلفة منها القديم كـ(مدير علاقات عامة) ومنها الجديد كـ(متحدث رسمي) و(ناطق إعلامي)، ومهما اختلفت المسميات فالمفروض أن العمل واحد عند تلك الإدارات، إلا أن أعمال تلك الألسن على أرض الواقع تختلف باختلاف نوعيتها واختلاف فكر (المسؤول).
كصحفي كنت أفهم أن المتحدث أو الناطق هو همزة الوصل بين الإدارات الحكومية وبين الإعلام، الذي يصلها بالمواطنين، إلا أنني أرى اليوم كثيراً من الألسن يسيء لإدارته: إما بالتكتم وتغييب المعلومة، وإما بتصريح محرج لإدارته، يشعرك أنه لا يعرف أساسيات عمله، رغم أن جرأته تُشعر البعض أنه هو واضع تلك الأساسيات، ولن تعييك الذاكرة في العثور على مثالٍ لذلك، وربما كان أقربها \"المتحدث الرسمي لهيئة حائل\" الذي أثار موجة من النقد على الهيئة بقضية \"العيون الفاتنة\"!
حين بدأت فكرة المتحدث الإعلامي كانت ناجحة ومثمرة ولا تزال وتمثلت في المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، الذي كان ولا يزال وجهاً مشرقاً ولساناً فصيحاً لوزارة الداخلية، فزاد إنجازاتها جمالاً، بإظهار الحقيقة الغائبة لجهود مسؤولي الأمن التي لا حصر لها.
ورغم أن التجارب اللاحقة في وزارات وإدارات أخرى اعتراها كثير من الضعف، إلا أن فيها جوانب مشرقة من أبرزها المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام سابقاً عبدالرحمن الهزاع، ومنها أيضاً المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبدالمحسن القفاري في بداية تعيينه، ولا نعلم لماذا هو مختفٍ عن الإعلام حالياً ؟
فواز عزيز
|