بطاقة ناخب
كلما فتحت محفظة بطاقاتي قفزت بوجهي بطاقة الناخب التي استخرجتها في أول انتخابات بلديه عاصرتها منذ خلقني الله إلى هذا اليوم ولا أعلم حقيقة إن كنت سأقف مجددا أمام صندوق الانتخابات مجددا فالأعمار علمها عند الله سبحانه وتعالى خصوصا أن موعد الانتخابات قد تأجل الى أجل غير مسمى ولعل للتأجيل مبرر ولو قدر لي البحث عن مبرر لقلت بأن الرجل يجب أن يكون عند كلمته ولا يغير رأيه وبما أن الناخبين في الانتخابات السابقة والوحيدة كانوا جميعا رجال لذلك وبناء على ماسبق فلا داعي لإعادة الانتخابات لأنهم لن يغيروا آرائهم بحكم أن الصوت في الانتخابات رأي والرجل مايغير رأيه
عودة الى تلك البطاقة وسبب الاحتفاظ بها فقد جائتني فكرة بعد انتهاء تلك الانتخابات تتمثل في أن هذه البطاقة قد تكون كنزا ثمينا بعد عشرات السنين مثلها مثل العملات النادرة وقد أحتاج لها مثلا إن تحدثت مع أحفادي بعد سنين طويلة -إن امد الله في عمري - عن تلك الانتخابات واحتجت الى اثبات تلك الانتخابات بدليل فستكون هذه البطاقة النادرة خير دليل خاصة إذا عرفنا إن إول انتخابات بلدية كانت في عهد الملك سعود رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته ثم ألغيت لأكثر من أربعين سنة وعادت قبل عده سنوات تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى قد يمتد الى اكثر من أربعين سنة وعندها حقيقة سنحتاج إلى إثبات ليصدق الجيل القادم أنه كان لدينا انتخابات .
وبما أننا في سيرة الانتخابات التي هي احدى ادوات الديمقراطية التي مارسها الرومان على يد رميولوس قبل الميلاد وإن كانت تلك الديمقراطية ديمقراطية إنتقائية يمارسها النخبة فقط إلا أنها كانت الخطوة ألاولى نحو الديمقراطية الحالية فلا شيء يبدأ مكتملا والتجارب الإنسانية تنضج بتراكم التجارب وأظن بناء على هذه السنة البشرية أن انتخاباتنا البلدية لو قدر لها وعادت فستكون خيارات الناخبين فيها أفضل بحكم التجربة وهذا لايعني بالضرورة أن المنتخبين الحاليين هم خيار سيء ولكن أعتقد أن التجربة ستجعل الناخبين أقدر على تحديد مصالحهم ومن لديه القدرة على خدمتها وجعلها أولوية بعيدا عن أي حسابات أخرى .
عودة سالم العنزي
www.odahs.com
|