بين 0000بطالتين
كم هو مضحك ومحزن في نفس الوقت ذلك المقطع العبثي لشباب يقفون بسيارتهم امام تجمهر لعمالة وافده ويطلبون منهم القيام بأعمال مستحيلة ومنها رفع (طائره) ويجيبون أولئك العمال بكل لهفه أنهم يستطيعون وقد يكون ذلك مقابل ثلاثين ريال لاغير 0
مثل ذلك المشهد الهزلي في ذهني وانأ أرى في طريقي كل يوم منظر هؤلاء العمال الذين يمضون ساعاتهم الطويلة في البرد او في الحر من اجل الحصول على عشرة ريالات يسدون بها رمقهم وأحيانا أتخيل ان هؤلاء أشبه مايكونون بأفراد جيش لتوه قادم من جبهة قتال خاسرة زجهم بها قائد معتوه 0
فمن الذي أتى بهذه الجيوش لكي تحل ضيوفا على البلد فكانت تمني نفسها برغد العيش فأصبحت ولم تجده قد يكون بعضهم باع بيت عياله او مزرعته لينعم بالفردوس الموعود على يد كفيل (شره) سلمه للشارع هو وأطفاله واضحي كل همه ان ينتظره عند الباب عندما يأتي ليجدد اقامته او ليوقع على ورقة مؤسسة لاوجود لها إلا على ورق مهترئ يحتفظ بها في جيبه 0
ليكون الخاسر الوحيد في النهاية هو الوطن بأمنه وبنيته الاجتماعية والسلوكية فما ذنب هذه العمالة التي يمارس بحقها التجويع والقهر الإنساني من قبل تجار (الاقامات) ليطلقونها في الشوارع وفي المساء تعود الى مساكنها (البائسه) لتمارس فنون الجريمة (النائمة) بينما أولئك المنتفخين من تخمة التجديد عند كل سنة يبنون بيوتهم الشاهقة وتدغدغ وجناتهم الطرية نسمات البحر الهادئ ويثرون على حساب هؤلاء البسطاء وعلى حساب الوطن الذي يعاني من مخلفاتهم التي رموها في الشوارع ومع هذا لابساهم أولئك المخربون بما يعادل ماقيمته 1% من دخولهم المترتبة على إغراق البلد بالعمالة ولاستفيد الوطن وأبنائه من ثرواتهم شيئا وان شمروا عن سواعدهم وتظاهروا بأنهم يبنون فهم معاول هدم حقيقية تعيش على أنقاض التنمية المفترضة 0
أليس الوطن يستحق أن نستقطع له جزء يسير من الأموال التي تدخل خزائن هؤلاء لنجمل به مالطخته ايديهم على طرقاته المزهرة بالأمل كأحد استحقاقات التنمية التي يجب أن يدفعوها ولتطهر بها أنفسهم من سوء الجشع وسلبية المشاركة في البناء أو على الأقل لتدفع منها ثمن تذكرة العامل على أول رحلة طيران إلى بلده عندما لاتحتمل الأرض وجود (بطالتين) بطالة وطنيه وبطالة أجنبيه كلاهما يلعب للفوز ببطولة الخراب والفوضى 0
حصاد / حصار :
كلما أمسكت الريموت ظهر لي شيخ معمم (يلطم) وآخر (يحلطم) فقررت أن أقوم بعملية مسح (للكل) ووضعت في المقدمة قنوات (البعارين) بعيدا عن ثارات( الحسين) وثارات (يزيد) فشعرت ابنتي الصغيره بالامان وطالبتني بشراء واحدا منها وهي لاتعلم ان ثمنه يبني (مطار) ومع هذا فهي أكثر امان وحميميه من وجوه قنوات(الفتنه) التي تقتات على دمائنا (ورسائل) الموتورين مثل وصال وصفاء وقنوات (الافك) في الطرف الاخر والتي تفرق بين ابناء البلد الواحد لتشيع به ثقافة الاقصاء والقتل والتهجير 0
عمري الرحيل
|