عندك رخصة ؟؟
في الأمس - وتلك كلمة إن سبقها ال التعريف اصبحت نكرة - اصدرت وزارة الإعلام لائحة النشر الإلكتروني وهذا غير مستغرب فنحن اكثر أهل الأرض اصدارا للقوانين ولا تستغرب عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة إيضا (الأخيرة لزوم الإنفتاح والتطور ) وأقول لاتستغرب ان صدر قرار يمنع كتابة الشعر بعد تناول كوب من الشاي مثلا , وهذا لايعني أن امورنا تسير بانتظام كالساعة بسبب كثرة القوانين بل إن نسبة لايستهان بها من القوانين لا تنفذ ولكم خير مثال بقرار منع بيع الـأطباق الفضائية والرسيفرات (الدش)وقد يستغرب بعض الصغار(عمرا وليس قدرا ) ماهو مكتوب هنا ولكنني متأكد أنا ومجموعة من الشيبان الذين مازالو محتفظين بذواكرهم بأن قرارا صدر ونشر في الصحف السعودية والتلفزيون ينص على منع بيع وتركيب اجهزة استقبال القنوات الفضائية بشكل قاطع وهذا القرار إن لم تخني الذاكرة صدر في عام 1413 هجري ولكنه لم ينفذ ابدا .
بما اننا في سيرة القوانين هل لدى احدكم اي معلومة عن نص قانون يلزم المواطن بإحضار فاتورة هاتف كشرط لمراجعة الأحوال المدنية مثلا !!!!!
نعود الى عنواننا الخاص بالرخص ورخصتنا المقصودة هنا هي المزمع منحها للصحف الإلكترونية كما ورد في اللائحة سابقة الذكر وبعد قراءة النظام كاملا مرة ومرتين وثلاثة لم اجد حكمة من هذا القانون سوى انه سيكون ذريعة لإغلاق اغلب الصحف الإلكترونية لأنها وبكل بساطة لاتستطيع ان تفي بمتطلبات الحصول على رخصة وتحديدا الشرط الخاص بضرورة وجود ترخيص اعلامي يتوافق مع نشاط النشر الإلكتروني وحسب فهمي المتواضع لهذه الفقرة فإنه يلزمك للحصول على ترخيص لصحيفة الكترونية ان يكون لديك ترخيص صحيفة عادية (شيء يشبه المستحيل ) وأنا استنتجت ماسبق من كلمة التوافق المكتوبة في الشرط الرابع من المادة السابعة وهنا لي تعليق بسيط جدا
لو كان لدى القائمين على الصحف الإلكترونية ترخيص نشر صحفي لما احتاجوا الى هذه اللائحة لأن مواقعهم ستكون خاضعة للوائح وزارة الاعلام الخاصة بالصحف العادية بكل بساطة.
لاتقتصر الغرابة وعدم الواقعية في تلك اللائحة على شروط منح الرخصة بل تتعداها الى الأنشطة التي يشمله النظام ومنها على سبيل المثال غرف المحادثات والتي يتيح النظام لملاكها تسجيلها في وزارة الإعلام ولا أعلم حقيقة كيف تمت صياغة هذا النظام وهل من صاغة على دراية ومعرفة بالشيء المسمى غرف حوارات مثلا وهل يعلم بأن اي طفل يستطيع ان ينشيء غرفة بأقل من دقيقة وبدون اي شيء يدل على هويته ولكن الشيء الجيد في اللائحة انها تركت الامر اختياريا للعديد من الأنشطة ومنها التدوين الذي امارسه في مدونتي وعملا بالقول الدارج (مايمدح السوق الا اللي ربح فيه )وكوني رابحا على طريقة ورضي من الغنية بالإياب سالما بحكم اسثناء المدونات من الترخيص الإجباري فأنني اعلن تأييدي للائحة ولو ان المسؤولين شاوروني (واحمدوا ربكم ان محدثكم ليس بمستشار) لأشرت عليهم بضرورة ضم البريد الإلكتروني للائحة وتخصيص رخصة بمسمى رخصة استخدام البريد الإلكتروني تمنح لمن يرغب بفتح بريد الكتروني ويتم تجديدها كل ثلاثة ايام برسوم رمزية بسيطة جدا جدا وتصريح لإستخدام الفيس بوك برسوم رمزية (هللة لكل حرف في الفيس بوك ) والله ربي وربكم
عودة سالم العنزي
www.odahs.com
|