من هو بل قيتس
بل قيتس أشهر من أن يعرفه محدثكم الفقير الى عفو ربه واستفهامنا في العنوان هو كسائر استفهامات العرب عاربهم ومستعربهم حمالة اوجه فأحيانا لا تعلم هل السؤال يحمل روح الإستفهام ام رائحة الإستنكار وهذا الطبع ليس حديثا بل ضارب اطنابه في عمق التاريخ ولأن الشعر ديوان العرب وتاريخهم وجغرافيتهم فسأورد شاهدا من الشعر على حادثة طرح فيها احدهم سؤالا لايراد به الاستفهام وإنما الإنكار والسائل كان ابن خليفة غاضة انفضاض الناس من حوله وتجمعهم حول ابن الأكرمين زين العابدين الحسن بن علي فما كان منه الا ان تسائل من يكون هذا ومن سوء حظه ان الفرزدق كان عنده فدون تلك الحادثة للاجيال بقصيدة جاء فيها
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ =وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ =هذاالتّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ
هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ =بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا
وَلَيْسَ قَوْلُكَ:مَن هذا؟ بضَائرِه = العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ
كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا =يُسْتَوْكَفانِ، وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ، لا تُخشى بَوَادِرُهُ = يَزِينُهُ اثنانِ:حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ
حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ، إذا افتُدِحُوا =حُلوُ الشّمائلِ، تَحلُو عندَهُ نَعَمُ
ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ =لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ
عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسانِ، فانْقَشَعَتْ =عَنْها الغَياهِبُ والإمْلاقُ والعَدَمُ
إذا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها =إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ
يُغْضِي حَياءً، وَيُغضَى من مَهابَتِه = فَمَا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ
بِكَفّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ =من كَفّ أرْوَعَ، في عِرْنِينِهِ شمَمُ
يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانَ رَاحَتِهِ =رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَاءَ يَستَلِمُ
الله شَرّفَهُ قِدْماً، وَعَظّمَهُ جَرَى=بِذاكَ لَهُ في لَوْحِهِ القَلَمُ
أيُّ الخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقَابِهِمُ = لأوّلِيّةِ هَذا، أوْ لَهُ نِعمُ
مَن يَشكُرِ الله يَشكُرْ أوّلِيّةَ ذا =فالدِّينُ مِن بَيتِ هذا نَالَهُ الأُمَمُ
يُنمى إلى ذُرْوَةِ الدّينِ التي قَصُرَتْ =عَنها الأكفُّ، وعن إدراكِها القَدَمُ
مَنْ جَدُّهُ دان فضْلُ الآنْبِياءِ لَهُ =وَفَضْلُ أُمّتِهِ دانَتْ لَهُ الأُمَمُ
مُشْتَقّةٌ مِنْ رَسُولِ الله نَبْعَتُهُ =طَابَتْ مَغارِسُهُ والخِيمُ وَالشّيَمُ
يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِهِ =كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ
من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ، وَبُغْضُهُمُ =كُفْرٌ، وَقُرْبُهُمُ مَنجىً وَمُعتَصَمُ
مُقَدَّمٌ بعد ذِكْرِ الله ذِكْرُهُمُ =في كلّ بَدْءٍ، وَمَختومٌ به الكَلِمُ
إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ =أوْ قيل:من خيرُ أهل الأرْض؟ قيل: هم
لا يَستَطيعُ جَوَادٌ بَعدَ جُودِهِمُ =وَلا يُدانِيهِمُ قَوْمٌ، وَإنْ كَرُمُوا
هُمُ الغُيُوثُ، إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ =وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى، وَالبأسُ محتدمُ
لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِمُ =سِيّانِ ذلك:إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُوا
يُستدْفَعُ الشرُّ وَالبَلْوَى بحُبّهِمُ =وَيُسْتَرَبّ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ
وبعيد عن سيرة من رحلوا وافضوا الى ماقدموا رحمنا الله وإياهم وغفر لنا ولهم وعودة الى عنواننا في الأعلى حول المدعو بيل قيتس وتساؤلي هنا حقيقة ليس استفهاميا بل هو تعجبي فبل قيتس ارتبط اسمه بالنجاح والمال ويقال ان بل قيتس بدأ حياته بائعا لأقراص الكمبيوتر على دراجة هوائية ومن ثم اصبح اغنى رجل في العالم ولكن سيرة بل جيتس تقليدية شيئا ما فهو انتقل الى الثراء الفاحش بسبب امتلاكه لمايكروسفت وتحديدا برامجها الأشهر ويندوز وهذا مكمن الثراء الحقيقي وهي قضية تقليدية وانا اعتقد ان بل قيتس لايستحق ان يكون مضربا للمثل عندما ترد حكايات الإنتقال من الفقر الى الغنى وانتقال موظف عادي على المرتبة الخامسة مثلا من فقير إلى غني تعتبر قصة اكثر تشويقا فالأخ بيل مثلا بدأ تاجرا ولو على ظهر دراجة ومن الطبيعي ان يصبح التاجر مليونيرا فالتجارة تسعة اعشار الرزق اما الموظف فلا يحق له ان يمارس التجارة ابدا وراتبه بالكاد يكفيه لآخر الشهر فكيف يكون بين عشية وضحاها مليونيرا ؟؟ فهذه ولعمري قصة عجيبة تستحق ان تدون فيها نظريات الإدارة والمال ومن نافلة القول ان هناك الكثير من اانتقلوا من ضلال الوظيفة التعيسة الى ضفاف الملايين والعقارات دون اي شوشرة وكم اتمنى ان يصدر هؤلاء العصاميون كتابا (يجتمعون في كتاب واحد اختصارا للوقت والجهد) يشرحون لنا كيف نستطيع الوصول الى ماصلوا اليه وهم بذلك مأجورون لأنهم يساهمون في القضاء على البطالة فكل موظف سيصبح مليونير بسبب وصفتهم السحرية سيستقيل من وظيفته وبالتالي ستشغر وظيفة لشاب عاطل وما ان يجد هذا العاطل سابقا الموظف حديثا الوصفة السحرية للغنى حتى يستقيل ويتيح الوظيفة لغيرة وبهذه الطريقة سيتوظف كل الشعب بغضون سنوات قليلة لذلك انا مصر على ان تجربة الغنى من الوظيفة اكثر تشويقا ودراماتيكية من قصة بيل قيتس
اصل من هو بيل قيتس جنبنا ؟؟؟
عودة سالم
|