04-15-2011 01:45 PM
فارس مجزع
|
فتفقد الطير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين .
كان سليمان عليه السلام يتفقد الطير , والطير جند من جنوده التي سخرها الله له , كما قص ذلك علينا الله عز وجل في كتابه الكريم .
ولي وقفة تأمل مع هذه الآية في سورة النمل , تأمل يارعاك الله كيف أن نبي الله عليه السلام لم يغفل أحدا من تفقده , والسؤال عنه فلذلك قال ( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ) النمل: ٢٠
سأل عن الهدهد حيث لم يره , ومع ذلك قد وضع له العذر فقد يكون أخطأه بصره , وهو موجود .
ما أجمل أن يتفقد بعضنا بعضا , ويسأل بعضنا عن بعض .
لقد كان تفقد الأصحاب والأحباب والإخوان والخلان , هدي نبوي كريم , وخلق محمدي عظيم , فمن ذلك أن ثابت بن قيس بن شماس خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد من بشر بالجنة غاب عن مجلس رسول الله بعد نزول سورة الحجرات ففقده رسول الله وأرسل إليه يسأل عن سبب غيابه , ثم بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة .
بل إن تفقد رسول الله لم يكن خاصا بعلية القوم , كما يفعله أكثر القوم اليوم , بل كان تفقده لكل مسلم .
فقد فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة كانت تقم المسجد _ أي تنظف المسجد _ وهي أمرأة سوداء قد تبرعت بتنظيف مسجد رسول الله , فغابت عن رسول الله فأخبر أنها قد ماتت , فقال \"هلا أذنتموني _ أخبرتموني _ دلوني على قبرها \" فصلى عليها صلى الله عليه وسلم . والحديث في صحيح مسلم .
بل إن تفقد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمل حتى الكفار , فقد كان يهوديا جارا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان يرمي أمام بيت رسول الله الأذى والقذر , فخرج رسول الله ذات يوم ولم يجد ماكان يجده من اليهودي , فسأل عنه فقالوا هو مريض , فذهب لعيادته وزيارته .
أيها الأخ الكريم , إن سؤالك عن أخيك , واستخبارك عن أحواله , وزيارتك له , لمن القرب التي تتقرب بها الى الله عز وجل وليكن منك على بال حديث حبيبك صلى الله عليه وسلم أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى . فأرصد الله له ، على مدرجته ، ملكا . فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخا لي في هذه القرية . قال : هل لك عليه من نعمة تربها ؟ قال : لا . غير أني أحببته في الله عز وجل . قال : فإني رسول الله إليك ، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه
مابال أقوام إذا كان لأحدهم مصلحة دنيوية , أو حاجة مقضية , زار صاحب الحاجة , وتقرب إليه بأنواع القرب , وتزلف إليه , فإذا قضيت مآربه , بدت مغاربه .
وإلى اللقاء .
كتبه لعرعر اليوم
فارس بن مجزع العمار
إمام وخطيب جامع الفوزان
|
خدمات المحتوى
التعليقات
#11719  [الخير ]
04-15-2011 02:02 PM
#11730 [رائد العنزي]
04-15-2011 04:39 PM
يعطيك العافية وجزآكـ الله خير
#11735 [عبدالرحمن العنزي ]
04-15-2011 07:36 PM
مقال في قمة الجمال والابداع
والله يعطيك العافيه ويقويك انت دايما ممتعنا بمقالاتك
ومشكور الف شكر لك اخ فارس
#11739 [فيصل الشراري]
04-15-2011 09:42 PM
يعطيك العافية ابومالك
مقاله بالصميم
#11740 [أبو فارس ]
04-15-2011 10:48 PM
#11749 [ مجرد سؤال]
04-16-2011 06:57 AM
الموضوع رائع بــــــــــــــــــــس
ممكن اسال عن احوال شخص اساء لي وجرحني
في هذا الزمن الصديق لا يسال عن صديقه والا الجار يسأل عن جاره
الكل في همه الكل مشغول
قل الوفاء والحب في هذا الزمن 
جزاك الله خير
#11792 [.]
04-17-2011 05:46 AM
قصة اليهودي الذي يرمي القمامة قصة لا تثبت فهي عير صحيحة
#11938 [الرأي السديد ]
04-20-2011 06:25 AM
ياشيخ فارس جزيت خيرا على هذا الموضوع الجميل
لكن الآية تذكر على تفقد الرئيس لمرؤسه !!! ومتابعته !!!
وليس الصديق لصديقه !!!
ولذلك قال : أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}
وهذه الكلمات لاتقال للصديق اذا فُقد
{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ} أي تفقد سليمان جنده من الطير طالبا الهدهد لأمر عنّ له أي ظهر وهو يتهيأ لرحلة هامة، فلم يجده فقال ما أخبر تعالى به عنه: {مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ} {أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} أي بل كان من الغائبين، {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً} بأن ينتف ريشه {أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ} بقطع حلقومه، {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} أي بحجة واضحة على سبب غيبته.
#11976 [رد على الرد السابق ]
04-20-2011 08:17 PM
وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً **** وآفته من الفهم السقيم
ولكن تأخذ الآذان منه **** على قدر القريحة والفهوم
#11981 [الرأي السديد ]
04-20-2011 09:43 PM
ياشيخ فارس :
الإمام أحمد كان يحفظ ألف ألف حديث وأثر , ومع ذلك كان يقول : لم أقل بمسألة الا ولي فيها إمام !!!
فأنا أطالبك يا شيخ فارس من إمامك في هذا الكلام ؟؟؟
فأن ذكرت لي عالم من العلماء المعتبرين قال بذلك مع التوثيق لما تنقله عنه فأنا أرجع عن قولي ولا أتكبر عن قبول الحق
وأعجب من قولك :
( ولي وقفة تأمل ... )
ما شاء الله عليك كأنك ذكرت هذا القول مما فتحه الله عليك !!!
فإن كان الأمر كذلك فلا تتكبر عن قبول الحق وترده وفي الحديث ( الكبر بطر الحق ) أي رده
وأذكرك بقوله تعالى
( نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )
#11982 [الرأي السديد ]
04-20-2011 09:48 PM
تصحيح الأية السابقة سقط حرف الواو فنرجو تعديله من الاخبارية قبل النشر
قوله تعالى :
( ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )
#11996 [شـــــــــــــر شــــــــــــــر]
04-21-2011 01:55 AM
نعم هذا الحاصل في زمن القووي ياكل الضعيف والجار لايثق بجاره ولا يزوه وحتى لايعرف جاره فقط يعرف شكله
(((((سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا ))))
وهالوقت دنيا مصالح كلن يدور مصلحته
مقال رائع ياابا مالك
بس طولت علينا  وين الغيبه الحمد لله على السلامه
#12169 [غير واضح ]
04-25-2011 06:12 AM
( ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )
غير واضح المقصد من الآية
#12196 [الرأي السديد ]
04-26-2011 07:57 AM
سبحااااااان الله ظننتها واضحة , لكن أقول :
إذا لم يقبل الإنسان الحق من أول مرة .
فإنه يخشى عليه أن يدخل في قوله تعالى : ( كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) .
فكل حق يعرض عليك أيها الإنسان فاقبله ولاتتردد ولا تتأخر .
فإن ذلك قد تعرضك لعقوبه أخرى وهي { ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ } .
فالجزاء من جنس العمل .
ويمكن أن أقولك بعبارة أخرى :
الآية يستدل بها العلماء :
على كل من لم يقبل الحق من أول مرة
بأن الله عز وجل يعاقبه بتقليب قلبه وبصره ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ .
ويتركه في خطأه و لا يوفقه لسلوك الصراط المستقيم. وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
وهذا من عدل الله، وحكمته , لمن بين له الطريق فلم يسلكه ، فإنه يحرم التوفيق للخير .
فالعبد إذا رأى الحق ، فصدف عنه ، ورأى الباطل فاختاره، ولاه الله ما تولى لنفسه ، وأزاغ قلبه، عقوبة له على زيغه،
وما ظلمه الله ، ولكنه ظلم نفسه ، فلا يلم إلا نفسه .
{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ } .
ولهذا يجب علينا من حين أن نسمع أن هذا الشيء حق أن نقول: سمعنا وأطعنا وأمنا وصدقنا .
فإن لم نبادر للإذعان للحق وقبوله !!!
فلا نأمن أن يعاقبنا الله بالحيلولة بيننا وبين الحق .
|
تقييم
|
|
