04-16-2011 11:33 AM
سعيد شهاب
|
دروس من اليابان
مع حضور اليابان كضيف في مهرجان الجنادرية فإن الواقع يجعلنا نستعيد تجربة تسونامي وتعامل اليابان معها والكوارث الطبيعية جزء من مسيرة التاريخ البشري تقطع الطريق فتدمر الحضارات وتذهب بالأرواح، وقد يكون من المفيد أن نعرض لبعض المشاهد في أزمات الأمم وكيف تواجه قدرها عسى أن يصادف المتأملون مددا يعين على ارتقاء ونضوج الفكر وإدراك الفرق واقتباس الملهم من العبر على اعتبار أن الحكمة ضالة المؤمن وأن الحضارة البشرية نسيج واحد يتشكل ويتكامل من تجاربه المختلفة. نستعرض بعض ما نقله الإعلام من تجربة الأمة اليابانية في مأساتها الأخيرة، ذاك الزلزال العظيم الذي هز الأرض من تحت جزر اليابان كما لم يفعل من قبل وقذف بأمواج المحيط الهادرة لتجتاح المدن والحقول متمادية في كل اتجاه تدمر كل ما في طريقها في منظر تواكبه الشاشات على الهواء لتنعقد من هوله ألسنة الفصحاء. جاء الزلزال قويا ومفاجئا كما هي عادة الزلازل لكن اليابانيين لم يفقدوا اتزانهم كثيرا، استجابوا لصافرات الإنذار في انتظام بديع وتسارعوا في الابتعاد عن منطقة الخطر ولولا روعة وفعالية نظام الإنذار المبكر لداهمهم المحيط الهائج فابتلع منهم الملايين، ثم تجلت روح التكاتف الوطنية حين هبت الأمة وتداعت من أقاصيها لمساعدة المنكوبين، تقدمت الحكومة بكامل أجهزتها ونذرت الشركات الوطنية معظم مقدراتها واندفع المتبرعون كل بما يملك أو يحسن وانتشر المتطوعون في المدن والشوارع يجمعون وينقلون التبرعات وفتحت العائلات أبوابها لطالبي العون وأفاض ذوو القدرة على من سلبتهم الكارثة قدرتهم، تعرض المواد الغذائية والمياه المعبأة فيأخذ الفرد أقل ما يكفيه ليترك لمن يأتي من بعده فرصة الاستفادة. تحطمت مباني البنوك وآلات صرف النقود وقطعت الطاقة وغابت الرقابة لكنها ظلت تحتفظ بما في خزائنها فلم نسمع عن عمليات سطو أو نهب، ترك المتسوقون مشترياتهم وانسحبوا حين انقطعت الكهرباء وتوقفت أنظمة المحاسبة الالكترونية في أحد المتاجر الكبرى في مشهد معبر تناقلته وسائل الإعلام، ترى الحزن يكسو الوجوه وتلمح الدموع تحتبس في المآقي لكنهم ورغم هول ما حل بهم لم يستكينوا للحزن ولم يكثروا من الصراخ والعويل بل راحوا يعملون بجد وصمت. أخيرا .. وفي مثال رائع على التضحية والفداء، خمسون فنيا رفضوا مغادرة المفاعل النووي وراحوا يضخون المياه في مفاعلاته الملتهبة لتبريدها دون كلل وهم أعرف الناس بعظيم خطره المحدق. تلك حضارة الساموراي مازالت تسكن أرواحهم وتسمو بهم فوق الأنا الضعيفة وفوق الجراح.. إنه درس يستحق التأمل!.
سعيد شهاب
|
خدمات المحتوى
التعليقات
#11759  [رائد العنزي]
04-16-2011 01:44 PM
بصراحة اتمنى ان الجميع ياخذ دروس من الثقافة اليابانية والتعامل
مثلما رأيت في برنامج خواطر الذي يقدمه أحمد الشقيري
وكيفية الإنظباط التي ظهرت
مقال رائع استاذي وفي الصميم كالمعتاد
#11793 [ناصر خليف]
04-17-2011 09:23 AM
سوف ننهار مع اول كارثة تحل بنا
لماذا؟
لأن البيت والمدرسة لم تقوما بدورهما الحقيقي في التربية
#11814 [عجب]
04-17-2011 08:06 PM
شكرا للكاتب سعيد شهاب على هذا اموضوع المهم جدا
ليتنا نتعلم من اليابان دقة العمل وعدم الشللية لاسقاط الاخرين
ليتنا نتعلم منهم اعطاء الامر ا أهله وترك مالا يحسنه الانسان
ليتنا نتعلم منهم الصفاء والنقاء وعدم المشاركةفي الدسائس
#11824 [ياليتني ياباني مسلم]
04-18-2011 12:15 AM
اليابان وثقافتهم الانظباطية
حتى إشارات لاتوجد لديهم عكسنا إشارات وقالبين النظام
الله يكون بالعون بس
#11833 [عبدالرحمن العنزي ]
04-18-2011 01:48 AM
والله كان ودي ناخذ الشي القليل من الثقافه اليبانية
الله يعطيك العافيه اخ سعيد ومشكوووووووووووووووووووووووووور
#11901 [الفارس]
04-19-2011 10:41 AM
إنه درس يستحق التأمل!. حتى لو تبي تتأمل وش تبي تسوي بوسط هالمجتمع اللي ما هو راضي يتعدل .
نحن الى اليوم نعيش في عقول ما قبل التاريخ والمشيخة والبهرجة والخرط الفاضي , هذه الدول يقاس الانسان بحجم انتاجه وسلوكه , فالابن يخرج على ابيه يعلمه الانضباط والعمل واحترام الوقت , ونحن نعلم ابنائنا النفاق والتزلف والسعي وراء اشخاص وقد التمس العذر لهم فهي قضية مجتمع متكامل , فالمشوار طويل وطويل جدا وعلى فكرة ضيعنا النقلتين لا نحن من تمسك بقيمه الاسلامية , ولا نحن انفتحنا على العالم .. يعني ضياع للهوية .
وتقبل تحياتي .
#12018 [الدهليز]
04-21-2011 02:45 AM
بوسة على الرأس تستاهلها ايها الكاتب الكبير
فعلا لو نأخذ دروس من اليابان لنتعظ ونعتبر
وابو متعب حفظه الله أمر بزيادة مكافأة المبتعثين
في اليابان اكثر من امريكا وخلافها
لسبب التطور والنظام الصحيح فيها
فهم حقا إسلاماً بلا دين..!!!!
|
تقييم
|
|
