|
برنامجي الانتخابي
لدي حقيقة مشكلة وهي أنني منذ أربعة أيام لم أجد أحدا لأتحدث إليه وجها لوجه ليس لقلة البشر بل هم حيث أنا الآن أكثر مما هم حيث كنت قبل أربعة أيام ولكنها قلة الوجيه التي تعرفها وهذه حال الغربة كفانا الله وإياكم شرها ووحشتها
قد يكون ذلك هو السبب الحقيقي الذي يجعلني اهوجس واتبادل الحديث مع نفسي وأنا اسير على رصيف جميل جدا , ملون الأحجار متذكرا بيت الأمير السديري رحمه الله عندما قال :
والرجل وان شطت لياليك سجها ـــ عسى تواليها بتشر بالافراج
جالت في خاطري عدة أفكار وهواجيس وسوالف ليس أغربها مثلا أنني فكرت في ترشيح نفسي للمجلس البلدي في الدورة القادمة وأنا اعلم جيدا أنني لو كنت في قمة الراحة النفسية لما فكرت في ذلك أبدا لقناعتي التامة بأنه مجلس بلا فائدة ولكنها الوحدة التي هي أفضل من جليس السوء وإن كانت الوحدة أحيانا تتركك فريسة سهلة لأفكار شيطانية كتلك التي عصفت بي نحو المجلس البلدي ولا أخفيكم سرا بأنني ترك لأفكاري الحبل على الغارب لتشرق بي وتغرب لدرجة وضع برنامج انتخابي لإقناع الناخبين والحصول على أصواتهم ولأن المهم هو الصوت والصوت فقط فقد قررت أن يكون شعار حملتي الانتخابية (صوتك يكفيني بلا شوف ) وانطلاقا من هذا الشعار فلن يكون لمحسوبكم مقر انتخابي أبدا (مافيه ذبايح ولا عزايم ولا حتى شاورما عربي ) ولأنني خسرت نقطة هنا في سباق الترشح لمجلس الكونجرس البلدي فإنني سأعوض في نقاط أخرى لأضمن الفوز ومن الأشياء التي أفكر بان اعد الناخبين بها هي النقاط التالية :
1- رفع مستوى التعليم
2- تقليل عدد العازبات
3- محاربة ثقب الأوزون
اعلم عزيزي القاريء وعزيزتي القارئة (لزوم الانفتاح والتمدن ) انك تستغرب وقبل أن تستغرب أنت تضحك وتسخر من تلك الوعود وعلى اقل تقدير أنت تتهمني بالكذب ومحاولة دغدغة مشاعر الناخبين ولذلك سأشرح لك وجهة نظري كاملة وأعدك بان تترك هذا المقال وأنت مقتنع تماما بل أكاد اجزم انك ستنام أمام المقر الانتخابي طيلة الأشهر المتبقية لتحظى بشرف التصويت لي وحتى تلك اللحظة الحاسمة دعني افصل لك النقاط السابقة نقطة نقطة
أولا مايخص التعليم :
عزيزي الناخب لايخفى عليك حقيقة التعليم لدينا ومابه من مشاكل الله بها عليم ولأنني حقيقة اعلم الشيء الكثير عن هذه النقطة فلن القي باللائمة على المعلم أبدا بل المعلم لدينا ضحية الوزارة التي يقف على سدة عرشها وزير لم يمسك طبشورة في حياته لذلك فهو لن يحس بهموم المعلم أبدا وبما انه لايحس بالمشكلة فهو لن يبحث عن حل لها بل إن اغلب المشاكل مصدرها الوزارة ومن هذا المنطلق ورغبة مني في التخفيف عن المعلمين فأنني إن فزت في الانتخابات وأصبحت ممن يستلمون الأربعة الآف ريال شهريا لأنهم أعضاء سأقوم بتخصيص ألف ريال شهريا من تلك المكافأة كمصايف لمدرسين خصوصيين لمساعدة الطلاب ورفع مستواهم العلمي وقد يقول قائل وماذا تفعل الألف ريال وهو صادق في مقولته ولكن مالايدرك جله لايترك كله لذلك فساكتفي بمدرسين اثنين لتدريس أبنائي والفائدة في النهاية ستعود على الجميع لأنهم (والضمير يعود على أبنائي ) لن يحتاجوا إلى شرح المدرسين في المدرسة وبالتالي فإن المجهود المخصص لهم سابقا في المدرسة من قبل مدرسيهم سيذهب بعد المدرس الخصوصي إلى زملائهم وبالتالي سيتحسن مستوى زملائهم الدراسي وذلك سيؤثر إيجابا على اسر زملاء أبنائي الذين تحسن مستوى أبنائهم وتلقائيا سيتفرغ الوالدين إلى تدريس أبنائهم الآخرين (بعد أن تحسن مستوى الزملاء طبعا واستغنوا عن مجهود الوالدين ) وهكذا دواليك وبعد أربع سنوات أكاد أن اجزم أن المجتمع سيتحول إلى خليه من العلماء والباحثين وستجد الناس يطالبون بتحويل العشرة مليون الخاصة بالنادي الأدبي إلى أنديه علمية تهتم بالفيزياء والكيمياء وعلوم الطب رغم أن النادي الأدبي أصبح يقيم ندوات طبية حسب ما قرأت في إحدى المواقع وقد يكون ذلك خطأ مني في الفهم أو خطأ من الموقع فيما كتب أوان المسؤولين في النادي الأدبي ينهجون نحو التوأمة بين الشعر والطب وأتمنى حقيقة أن لا تنتقل عدوى التوأمة إلى العيادات الخارجية لنجدها تعلن عن أمسية شعرية بعنوان جروح القلب المفتوح .
النقطة الثانية التي أعدكم بها أيها الناخبون هي تقليص عدد العازبات واليكم التفاصيل :
لنفترض جدلا أنني فزت وأصبحت الأربعة الآف ريال تنزل شهريا في حسابي وبعد أن خصصنا ألفاً منها لتحسين التعليم تبقى منها ثلاثة سنخصص منها ألفا لدعم مشاريع الزواج ولا أخفيكم سرا أن الرؤية مازالت ضبابية حتى الآن فيما يخصص أسلوب محاربة العزوبية فلدينا هنا طريقان احدهما أن انذر نفسي لإسعاد ثلاثة عازبات بالزواج منهن (سيكتمل النصاب القانوني عندها )وبالتالي سيقل عدد الفتيات الباحثات عن أزواج وإن كنت حقيقة لا أفضل هذه الخيار لأنه على المدى البعيد مكلف ماديا وصحيا لذلك سأطرح بديلا ذو جدوى اقتصادية وهو أن اشترك في جمعية بالألف المخصصة لدعم مشايع الزواج ومن هذه الجمعية افتتح مكتب لبيع الشاي بفوائد ربوية مع تخفيض النسبة للمتزوجين حديثا وعملاء بنك الراجحي وبهذا العمل الإنساني النبيل أساهم في تخفيف تكاليف الزواج على الراغبين في ذلك وبعد أربع سنوات لا أتوقع أن يبقى شاب غير متزوج أبدا حتى وإن كان مديون من رأسه إلى أخمص قدميه علما بان هذه المساهمة الجليلة مني لن تقف فوائدها على تسهيل الزواج للراغبين به بل إن فوائدها ابعد من ذلك فهؤلاء المتزوجون سينجبون بعد مشيئة الله الذي يهب لمن يشاء الإناث ولمن يشاء الذكور وعندها ستمتليء البيوت بالأطفال الذين يحتاجون بعد السادسة إلى مدارس وعندها ستوعز الوزارة إلى إدارة التعليم أن افتحي مدرسة في كل حي وكل شارع وكل زنقة وعندها لن يبقى معلم .ولا معلمة خارج مدينة عرعر فهلموا إلى انتخابي رعاكم الله .
ثالث وعودي الانتخابية هي محاربة ثقب الأوزون
الحرب لاتعني بكل الأحوال القتال المسلح فهناك حرب ثقافية وحرب اقتصادية وأحيانا تجد الزملاء يتحاربون وهم في مكتب واحد يبتسم احدهم للآخر وهو يسعى لتدميره وظيفيا أما أنا فإنني سأحارب ثقب الأوزون وماذلك إلا بتخصيص الألفين ريال المتبقية من المكافأة التي سأستلمها إن شاء الله بعد النجاح لشراء سيارة جديدة بالأقساط وذلك لهو الحرب الحقيقة على ثقب الأوزون وثاني أكسيد الكربون ولك أن تتخيل عزيز الناخب مقدار الغازات الضارة التي ستختفي بتوقف سيارتي القديمة وإحلال سيارة جديدة بدلا منها لذلك كن على يقين بان تصويتك لي هو خدمة تقدمها للبشرية جمعاء من القطب الشمالي إلى الجنوبي ومن شرق آسيا إلى غرب أمريكا ولن يقتصر معروفك على البشر بل حتى الأشجار وغابات الأمازون وثلوج جبال الهملايا سيكون لها نصيب من ذلك فلا تفوت على نفسك هذه الفرصة وكن سباقا لخدمة البشرية جمعاء من خلال تصويتك لي حفظنا الله وإياك .
سطر الختام
قبل الختام أود حقيقة أن أتقدم بالشكر لكل الإخوة الإعلاميين سواء في الصحف الإلكترونية أو الصحف الورقية ممن كتبوا حول مطالبات المعلمين بافتتاح مدارس بمدينة عرعر والشكر يدور حول مبدأ النقد من الداخل الذي انتهجه الإعلاميون المنتمي اغلبهم إلى التعليم وبالتالي هم ينتقدون من داخل المؤسسة دون أي حسابات لمصالح خاصة متوهمة قد تتأثر بنقدهم وتلك لعمري هي قمة هرم النقد البناء الذي لايمكن أن نتطور بدونه ولعلها بداية تصحيح المسار الإعلامي وميل كفة الأسلوب الناقد على أسلوب التلميع الذي لم ولن نجني منه ثمرة طيبة كيف وهو يخالف المنهج النبوي الشريف بالنهي عن المدح المبالغ فيه ومما روي في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم \"إذا رأيتم المداحين فاحثوا فى وجوههم التراب\"
شكرا على حسن إنصاتكم
عودة سالم العنزي
www.odahs.com
|
