وقالوا ساحر أو مجنون
الحمد لله وكفى وصلى الله وسلم على النبي المصطفى أما بعد :
فإن من أساليب أهل الباطل في كل زمان تشويه سمعة أهل الحق , وصد الناس عن الأخذ عن أهل الخير , بدءً من المشركين الأوائل الذين وصفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسحر والجنون والكهانة والشعر , كل ذلك إمعاناً في الصد عن الدعوة ومحاربة التوحيد .
ولكل قوم وارث , وبئس الوارث والموروث , أن يرث أهل البدع والأهواء صفات المشركين وسمات الكافرين , فمذ خرجت الفرق أرسالاً , ومذ حصل التمايز بين أهل السنة ,وأهل الفرقة لا زال أهل الأهواء الذين صيروا هواهم إله يعبد كلما هوي شيئاً صير له أحاديث , وقعد له قواعد وجعل المخالف له مخالفاً للكتاب والسنة .
والمقصود أن أهل الأهواء ينبزون أهل السنة بأبشع الأوصاف فقديماً سموهم المجسمة والحشوية والمشبهة , وحديثاً نبزوهم بالوهابية والجامية وهلم جرا .
أيها الحبيب لا تغتر بكثرة الهالكين , ولا يغرك قلة السالكين , واسلك سبيل المؤمنين , وإنما هم فرقتان فرقة مع الحبيب صلى الله عليه وسلم يصبرون على الأذى , ويعلمون الناس الهدى , ويبصرون أهل العمى , ويحيون قتلى أبليس .
وفرقة شانئة للحبيب , وشانئة لأتباع الحبيب { إن شانئك هو الأبتر } يلقون الشبه على العوام ويلبسون عليهم دينهم , ولا يتورعون عن وصف أهل السنة بأبشع وصف يجدونه , والله الموعد ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين .
كتبه لعرعر اليوم
فارس بن مجزع العمار
إمام وخطيب جامع الفوزان
|