واشتعل الرأس شيبا - صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم


صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم





 

05-13-2011 12:22 AM

محمد كياد
محمد كياد


واشتعل الرأس شيبا


اقبل كعادته يجر أذيال الخيبة بعد أن كان يجر أذيال النصر والأنفة ... نظرت إليه وكأن أنظر إلى صفحة كتاب متهالك كان مشرقاً فيما مضى من الزمن ... أقبل وكأنّ المأساة تكتب قصة عنه ... فقد هويته وأنقضى من عمره الكثير يتجول بين ممرات وردهات الحي باحثاً عمن يخفف آلامه ويكفكف أحزانه اللامتناهيه ... يبحث عن بعض أقرانه الذي قضوا وانقرضوا وبات وحيداً فريداً يتسلى بمن بقي منهم يحتسي ريشفت من القهوة والشاي ويتحرك ربيع شبابه ويحكي قصص انتصاراته التي مل كثير من شباب اليوم من تكرارها والنفور من سمعاها . .. لقد كان سالف العصر يمر بي بين الفينة والأخرى ولقد مرت بي عواصف كثيرة أججت عواطف قلبي المحزون وأنا أرى ثلة الشيبان ممن اشتعل الرأس شيباً بهم وعقدوا مع الشيب صداقة وافية الأركان لا تنفك بحال من الأحوال رأيتهم ويحزنني منظرهم كثيراً ... لديهم رصيد لا بأس به من الانجازات والذاكريات التي تملأ صفحات أفواههم الثمينة ، ولكن أبوا أن يتلفظوا بها عند من لا يقدرها من شباب اليوم .

أين شباب اليوم من الاستفادة من القصص والروايات التي يذكرها شيباننا _ حفظهم الله _ في تعزيز الانتماء والصبر على المكاره والقوة في الحق صحيحٌ أن هناك مفارقات كثيرة وأحياناً زيادة في بعض الروايات ولكنها كالحديث الضعيف يستشهد به عند الموعظة ورعاية كبار السن مطلب حافظ عليه الاسلام ولم يركنه على لارف كما يفعل كثير من مجتمعاتنا اليوم فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم في قوله: \"خير شبابكم من تشبه بكهولكم\" رواه الإمام السيوطي، أي: التشبه في سيرتهم فإنه يغلب عليهم الوقار والحلم وهما صفتان محمودتان.

وقد حفلت كثير من كتب التاريخ بالكثير من المواقف المشرفة عن الصحابة الكرام والسلف الصالح في هذا المجال فمنها على سبيل المثال لا الحصر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج في سواد الليل، فرآه طلحة، فذهب عمر فدخل بيتاً ثم دخل بيتاً آخر، فلما أصبح طلحة ذهب إلى ذلك البيت، فإذا عجوز عمياء مقعدة. فقال لها: ما بال هذا الرجل الذي يأتيك؟ قالت: إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا، يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى.

وذكر الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى عن ابن سعيد الأشج أنه قال: \"حدثنا بن ادريس، عن ليث، قال: كنت أمشي مع طلحة بن مصرف فقال: لو كنت أسن مني بليلة ما تقدمتك\"، فهذا خلقهم رحمهم الله فالأسن مقدم.

وذكر الإمام أبو يوسف الحنفي رحمه الله تعالى في كتابه الخراج \"أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر بباب قوم وعليه سائل يسأل، شيخ كبير ضرير البصر، فضرب عضده من خلفه فقال: من أي أهل الكتب أنت؟ قال: يهودي. قال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن. قال: فأخذ عمر رضي الله عنه بيده فذهب به إلى منزله، فأعطاه من المنزل شيء ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه،فوالله ما أنصفناه إذا أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم، (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )) (التوبة- 60)، فالفقراء هم المسلمون والمساكين من أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه.

وفي الوقت الذي كان المسن يجد فيه كل تقدير واحترام ورعاية وتوقير في المجتمع المسلم، وبتوجيه من دينه الحنيف، وتأييد من رسوله العظيم { نجد أن المسن يعيش في حالة متردية في بعض الحضارات الأخرى. فها هو أفلاطون مثلاً يرى أن \"العناية يجب أن توجه إلى أصحاب الأجسام السوية، والعقول القوية، وأما ما عداهم فيهملون ليكون نصيبهم الموت\".


ولعل ما ذكر كفاية وقليل من الملح يُطعم بالطعام ، ولكن ليعلم كل من كان هذا حاله كالأفلاطوني أن هذه ديون مسددة وآجال مكتوبة سوف عن قريب تنقلب الحال ولا تسطيع المقال وأرفع علم الافتخار والعزة لكبار السن مهما علموا فهم يستحقون منا الكثير والكثير والكثير ومهما قدمنا فإنا في حقهم مقصورن والبعض ممن لا خلاق لهم يرمونهم بدار المسنين لعجزهم عن رعايتهم والله يرعاهم بنصره وتأييده وحفظه والله سوف يندمون وبنار العقوقو يكتوون وفي الآخرة محاسبون وعن أعمارهم وأعمالهم مجزيون ولعلي اختم بهذه القصيدة المعبرة :


ياليتني ماجيت دار المسنين=دار بها يسكن عجوزا وشايب
جيت الرميلة بالعصر يوم الأثنين=وشفت الماسي وشفت فيها الغرائب
شفت الذي يبكي وهو يشكي البين=.ويصيح مقهور اجروحه عطايب
على السرير وحيلته دمعه العين=ويقول وين أهلي وين القرايب
وين الذي راحو ونسوني من سنين=وانا قريب أتحط فوقي النصايب
دمعه على خده ويبكي من الشين=حزنه عميق من القهر والمصايب




شاب بقلب شايب أخوكم

محمد كياد المجلاد


خدمات المحتوى


التعليقات
#12876 Saudi Arabia [مسافر بلا عنوان]
05-13-2011 01:46 AM
يعطيك العافيه اخ محمد




امتعتنا في مقالك والدرر اللي قدمتها



ننتظر من المزيك والف الف شكر



بالتوفيق لك اخوي محمد




#12879 Saudi Arabia [الين اليوم ]
05-13-2011 01:55 AM
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور




يعطيك العافيه اخ محمد والى الامااااااااااااااام



مقالك جميل اهنيك عليه صراحه


لاتحرمنا من الكلام الجميل اللي تقدمه


بالتوفيق لك اخ محمد


#12883 Saudi Arabia [حبك سراب ضيعت وقتي اتبعه]
05-13-2011 02:54 AM
يعطيك العافيه على المقال



وفي قمة المتعه الف شكر




اخ محمد كياد انت دايما ممتعنا



ارجو انك ماتقطعنا من مقالاتك الرائعه



والف شكر صحيفة عرعر اليوم


#12904 Saudi Arabia [ابومحمد]
05-13-2011 12:54 PM
نعم صدقت والله إن المسنون يعانون تخيل الانسان يتعب طوال حياته على ابناءه ويساهم في تربيتهم ثم يتضايقون منه

الكارثة أن بعضهم والعياذ بالله يهينون كبار السن وابائهم ولقد قرئنا بالصحف الشيء الكثر عن الحالات


لماذا لايكون هناك جمعية حقوقية للدفاع عن المسنين دام الابناء اسائوا معاملتهم


بس اللي يحفف المصيبة نقول ونحسبها أنها حالات فردية فجتمعنا الحمدلله أغلب الابناء يقدموا كل شيء لآباءهم المسنين ويبرون بهم ويحسنون معاملتهم


#12935 Saudi Arabia [غالين]
05-14-2011 01:20 PM
فئة غالية على قلوبنا

أنا أشوف البركة والرحمة بكل بيت يوجد به مسن
فهم الخير والبركة

عسى ربي يطول بأعمار شيبانا


#13021 Saudi Arabia [غبدارزاق العنزي]
05-16-2011 11:26 PM
مشكووووووووووووووووووووووووووووور ياأبو أسامه آآآآآيوه


#13105 Saudi Arabia [عاطل ]
05-18-2011 11:42 AM
يعطيك العافيه على المقال



في قمه المتعه والجمال


استفد من مقالك الشي الكثير



الله يقويك والي الامام


مشكووووووووووووور


تقييم
3.57/10 (24 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة عرعر اليوم
الرئيسية |الأخبار |المقالات |الصور |البطاقات |الفيديو |راسلنا | للأعلى