نعم .. نحن بخير وستين نعمة
رغم أنني غير متابع جيدا لما يكتب هنا وهناك في الصحف الالكترونية عن (عرعر) هذه المدينة الشامخة بهرمها الذي لايحتاج الأمر ان تمتد إصبع صغيرة لكي تشير إليه وكم أحزنني هو مدى الغربة التي يشعر بها الزائر لبعض (المواقع ) المحسوبة على (عرعر) عندما يحاول أن يقول كلمة متوازنة بحق مدينته/منطقته التي أحبها أمام كثرة (الباطل ) ومرتاديه وبالأمس حرضني أحد الأصدقاء على الإطلاع على نتف ماكتب هنا وهناك رغم عزوفي عن المتابعة فشممت رائحة الشخصنة والتشنيع المنتنية لمجرد أن تقول رأيك بمالايتوافق مع رأي (اللوبي) هناك ،فلماذا عندما يحاول أن يقول المرء أن الأمور على خير مايرام وأننا بخير وستين نعمة بمقارنة مع ماهو حولنا تهال عليه الحروف (الصفراء) التي يتم توزيع (معرفاتها) وفق متطلبات (التوجيه) الذي يتحكم به فيمنح ذلك (الشخص) ويمنع ذلك (الشخص) بما يحقق (متعة الانس) لدى جمهرة (الحشاشين)إنها نتاج حتمي لثقافة الحروف الخلفية حينما تبدأ شتى أنواع( القوارض) تنهش في جسد الكلمات مصورة ان عرعر ماهي في نهاية الأمر الا مدينة من مخلفات القرون الوسطى حيث لاشيئ بها متناسية تلك الاقلام الصفراء أن عرعر لم تك في السابق الا عبارة عن بيت شعر وقرو ماء وبيت طين حتى قيض لها من تلمس داءها فشفاها ومثله بذلك مثل قول الشاعر :
إذا نزل الحجاج ارضا مريضة *** تتبع فيها داءها فشفاها
ان هذه الكلمات التي تستل من افواه الغوغاء ومترصدي (الهنات) البسيطة وتضخيمها ليست من حب الوطن في شيئ لاسيما ونحن نعرف جيدا ملامح مصدريها ومستقبليها و (المروجين ) لها الذين لاصوت يعلو فوق (صوت مصالحهم) حتى لو دثرت بما يعتقد انه مصلحة عامة مجللة بأثواب الانتهازية البغيضة والاستعداء في جوف (الظلمة) 0
نحن بخير وستين نعمة ولايضيرنا قولها في شيئ حتى لو خسرنا (الغوغاء) الممتدة عبر الأفق عندما أصبح للأسف الطريق الى قلوب أهل (عرعر) يبدأ من كيل الشتائم والسباب لعرعر ومسؤوليها ودعاوى قصور التنمية بها وسيصبح (الناعق ) و (النابح) بهذا المضمار كاتبا لايشق له غبار وسيتم توريده وإستقطابه كنموذج يجب أن يحتذى به ونحن نعرف عرعر جيدا كيف بدأت وكيف تبدو ومن هم قضها وقضيضها حينماكان نباح كلابها يتردد صداه في مسامعناوهي لاتعدو كونها (منهل ) من مناهل البدو الذين يتساقطون على الماء كتساقط الفراش على الضوء حينها لم يكن حال اهلها بأحسن من حال ذلك الشاعر البائس الذي قضى ليلته الباردة متقرفصا من شدة الزمهرير تجلده الرياح (الشمالية) من خلال بيت مهترئ يعلل نفسه ببيت القصيدة :
وليلة من جمادى ذات أندية *** لايدرك المرء فيها موضع الطنبا
ماينبح (الكلب ) فيها غير واحدة ***حتى يلف على (خيشومه) الذنبا
نعم نحن بخير وستين نعمة لأن من بات معافى في بدنه امنا في سربه كان كمن حيشت له الدنيا بحذافيرها 0
نحن بخير لأننا نفيأ ظلال العدل وكرم الأبوةهناولسنا بحاجة لإستئجار (نائحات ونائحين ) ليبكون علينا مع الباكين كما بكت الخنساء اخيها صخرا فعرعر هي خنساءنا وصخرنا معا ولكي يتم الحاقي في ركب المنافقين (المشرف) وفق ماهو نمطي وجاهز من الوصف (الصفراوي) فلا أريد لنفسي (المقصرة) في هذا إلا ان أكون كما كنت عليه ومازلت اغني وحيدا في فضاء واسع غير (مؤطر) 0
نحن بخير لأننا في بلد (الكرامة) وليس في بلد القتل والتشريد ونهب الممتلكات .
نحن بخير عندما أرى الجيش في ايطاليا ذات الحضارة (العريقة) يضطر للإستنفار من اجل إزالة (القمامة) من شوارع مدنها لقصور الخدمات المقدمة .
عمري الرحيل
|