جامعاتنا والتحالفات العلمية
تعمد الكثير من الجامعات الناشئة إلى عقد تحالفات وشراكات علمية مع الجامعات المتقدمة على مستوى العالم يتم من خلالها تبادل العلوم والمنافع وتقاسم الجهود والأعباء المادية، تستفيد الجامعات الحديثة من خبرة ومعرفة الأخرى العريقة وما تكتنزه مكتباتها وقاعات دراستها من كنوز المعرفة وثمين الأبحاث فتقتبس من نور العلم ما يضيء لها طريق المستقبل في بحثها الدؤوب عن النجاح والتألق، تلك التحالفات وما تهيئه من فرص المشاركة والاحتكاك بأنظمة التعليم المتميزة والاطلاع على آخر ما توصلت إليه مراكز البحث ومعاهد العلوم في شتى المعارف، ويمكن للباحثين من الجامعات الناشئة بعد فترة من الزمن تكوين منهجهم الخاص وشق طريقهم واختصار الكثير من الوقت والجهد، فما نراه اليوم من النجاح والتميز في تلك الجامعات المرموقة إنما هو ثمرة عقود من العمل الجاد ونتيجة التجارب المتراكمة للعلماء جيلا بعد جيل، فلماذا لا تجتهد وزارة التعليم العالي في تنظيم وتشجيع هذا التوجه ولماذا لا تختصر جامعاتنا الطريق فتغتنم الفرصة لتقيم تحالفاتها الخاصة مع الجامعات المبرزة في كل أقطار العالم فتدشن معها المشاريع البحثية المشتركة وتوفد أبناءها في دورات ومؤتمرات ولقاءات متواصلة مع كوادر تلك الجامعات وتبتعث طلابها للدراسة في فصول مشتركة تهيئ لهم فرص الاطلاع والمعرفة، فاستقبال الطلاب من تلك الجامعات سيحقق فرصة التواصل والتعارف وتبادل الخبرات ليستفيد أبناءنا من مناهج التعليم الحديثة وبرامج البحث لدى الآخرين ويشاركنا الآخرون مقاعد دراستنا فيطلعون على حضارة وثقافة مجتمعنا وبلادنا وحقيقة تسامحنا واعتدالنا، ويمكن في هذا السياق استقطاب الأساتذة في برامج مشتركة تثري الحياة الأكاديمية وتعزز من قدرة جامعاتنا التعليمية والتنظيمية.. إن تهيأت تلك البرامج بشكل مدروس ومخطط له بعناية فسوف يحدث نقلة نوعية في بيئة ونظام التعليم الجامعي ويختصر الكثير من الوقت والجهد، أما البحوث العلمية الرصينة والهامة التي تتبناها الجامعات العالمية فتحتاج إلى التمويل وهو متوفر في جامعاتنا بفضل الدعم السخي الذي توفره سياسة خادم الحرمين الشريفين في رفد التعليم العالي بكل ما من شأنه جسر الهوة بين التعليم الوطني وبين التعليم المتقدم في سائر أنحاء العالم بغية توطين العلم والمعرفة .
سعيد شهـاب
|