سياحة تعليمية
في مثل هذا الوقت تقريبا من العام الماضي كانت وفود وزارة التربية والتعليم تحزم حقائبها ,وتنهي اجراءات حجوزاتها, متجهة الى خارج المملكة, ليحضى قادة العمل التربوي سواء من منسوبي الوزارة أو إدارات التربية والتعليم بدورات خارجية, لأسابيع معدودة, لتطوير مهاراتهم لعلهم يساهمون في انتشال التعليم من حالته المتردية.
ذهبوا وعادوا ,كما ذهب من قبلهم وعاد ,وكما سيذهب غيرهم ويعود والعلم عند الله, فمنذ أن عرفت التعليم ووفوده مشرقة مغربة ,ورغم ذلك مازال أمام بيتي تقبع مدرسة مستأجرة ,لها عشرات السنين ,ومازال طابور المقصف المدرسي على حاله ,حتى بعد تخصيص يوم لشرب الحليب وتعليق لوحات كبيرة جدا مكتوب عليها العقل السليم في الجسم السليم ,ومازال الأطفال يذهبون بملابس نظيفة ويعودون بثياب تعلوها غبرة الساحات الترابية , والتي كنت ألعب فيها وزملائي عندما كنا طلابا قبل أكثر من ربع قرن, وأعتقد انها ستبقى لنصف قرن آخر ,مادامت وفودنا التعليمية لاتذهب إلا في الصيف, والذي أعتقد بأنه عطلة مدرسية في كل أنحاء العالم , فكيف لهم أن يشاهدوا ويقارنوا وإن كنت اظن أن ذهابهم في الصيف هو للمحافظة على أوقات الدوام وعدم تعطيل العمل أثناء العام الدراسي وليس لذلك علاقة لامن قريب ولا من بعيد بالمواسم السياحية , وهم في النهاية ضحوا بأسابيع من اجازاتم ,كان من المفروض ان يقضوها تحت شمس بلادهم المشرقة ,ولكنهم آثروا المصلحة العامة على الخاصة , وقبلوا بالذهاب الى أقاصي الأرض , سواء الى آوروبا , أو أقاصي آسيا , وهم على ذلك يستحقون كل الشكر والإمتنان .
ختاما أتمنى أن لايفسر رأيي بأنه انعدام للثقة بالكوادر الوطنية , ولكنني أرى أن الخبرات الأاجنبية اكثر تمرسا ودراية , ولذلك استعانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب مثلا بخبراء اجانب بعد توالي الفشل للمنتخب السعودي , ومستشفياتنا الكبيرة تعج بالخبرات الأجنبية المتميزة , وحتى في المجالات التكنولوجية الحساسة يوجد خبراء اجانب , وآرامكو كمثال مشرق قامت بخبرات اجنبية ومن ثم سارت على طريق النجاح والتفوق بخبرات وطنية وضعت قدمها على الطريق الصحيح وسارت عليه ,فلماذا لانستعين بلجنة من الخبراء العالميين لتطوير التعليم بدلا من اهدار المال على وفود لم نلمس من حلهم وترحالهم شيئا وكل صيفية وانتم بخير .
عودة سالم العنزي
www.odahs.com
|