يتقاتلون على بقايا تمرة !!!
مازلت احتفظ بجيبي بتعليق مهترئ منذ عام على نبأ (عواطلي) أوردته إحدى الصحف كان فحواه :ثلاثة عشر ألف يتقدمون على 700 وظيفة جندي بالدفاع المدني
أي أن 13000الف يتقاتلون من اجل الحصول على وظيفة راتبها 4000ريال أو يزيد قليلا 0
أي أن ال4000ريال ستعيل أسرة كاملة وستشري لصاحبها سيارة وستأتي له بعروس وستمنح له فرصة الاشتراك مع زملائه في استراحة يتناول بها رأس معسل أو أي رأس بعد عناء يوم طويل من الدوام 0
الآن احتفلت الجامعات بتخريج جيوشها من البطالة ’ ودفعت (الثانويات ) العامة بتعزيزاتها للشوارع مدججة بأسلحة (الدمار الشامل) سهر ’ تفحيط ’ سرقات ’حبوب هلوسة 0
هذا الجيش بحاجة إلى جيش يستوعبه ويدخله ضمن منضومة الوطن عندما يساهم في صنع رجاله من خلال مايسمى خدمة (العلم) الإلزامية لمدة سنة أو سنتين والتي ستساهم بامتصاص الأجيال من الشارع وتقوم بتهيئتها نفسيا وجسديا للعمل بعدما تقتلع منها رداء الكسل والجهل ويكاد يصاب المرء بالحيرة عندما يرى إن من يقف وراء منع هذه الخدمة الإلزامية هم رجال الدين لحجة لانعلمها إذا لم يكن هناك ثمة خوف آخر هو أن يتسلل إلى هذا العمل النبيل الفكر المتطرف لسيتغلها كما استغل المخيمات (الدعوية ) من قبل مع فارق أن المخيمات الدعوية هي بمظلة الفكر الواحد والشكل الواحد والنهج الواحد إنما معسكرات (التطوع) هي بمظلة وطنية وبقيم صارمة في الشكل والمضمون الذي يقوم بصهر الجميع في بوتقة وطنية 0
فالبطالة آفة الشعوب وهي سبب لكل الإمراض ألاجتماعيه في البلدان التي تقوم باستضافتها بل وتفرش لها وتغطيها شباب غض كعمر الزهور لان البطالة هي الوجه الأخر للفقر والفقر هو أبو الشرور كلها وعم وخال للتطرف إذا ألحقناه في مشجرة شعوب الأرض ,وكل الانظمه في العالم بسطت شرعيتها على العباد من اجل القضاء على الخوف والفقر والفوضى ومتى ماأطل هذا (الثلاثي) البغيض برأسه فقدت شرعية الدعوى رغم أن بعضها كان يقتل الفقراء من اجل أن يعيشوا أبناءهم أفضل مما كان عليه آباءهم فلا الشيوعيون الذي أتوا باسم (البولوتاريا) جعلوهم أفضل حالا ولا الإسلاميون أفلحت (حلولهم ) الإسلامية رغم امتلاكهم المال كله بشرعية (الزكاة ) وأخذه بأمر (الله) لكي يصب في بيت مال المسلمين المحرومين من الولوج في أبوابه ومشاهدة (نوافذه) ’ويبقى الفقراء هم وقود التوازن الاجتماعي وكأنهم دون غيرهم هم يجب أن تختصهم الأمراض والأوبئة والفيضانات وسائر أنواع الابتلاءات لأنهم فقراء 0
لكي تعالج أمراض المجتمع المختلفة من جهل وتطرف وجرائم مخدرات عليك أن تعالج بيئة الفقر/البطالة وتتلمس مكمن الداء لتشفيه 0
فمافائدة تعليم ليس له من المخرجات سوى زيادة معدلات البطالة ورميها في الشارع بلارحمة 00كم هو محزن أن تستمتع إلى ابنك وهو يحدثك بلغة محبطه عن الدراسة وفائدتها وهو يشير إلى إخوانه الذين سبقوه في الفشل والبطالة 0
ومافائدة موظفين بلا إنتاج ينعكس على تنمية الوطن الشاملة0
ومافائدة (مواطنة) يستطيع أن يخرجها منك أي احد إما (بجرة قلم) أو من خلال (لقطة تلفزيزنية) في برنامج عابر للفضاء ليفصلها فقط على مايتقاسم معه التفكير والإقصاء للآخر ليبقى متربعا على عرش (الوطن) دون ان يزاحمه أحد 0
عمري الرحيل
|