بين الماضي والحاضر
في الماضي ... كان النجاح ... نجاحا حقيقيا .... نتلهف عليه ... ونفرح فيه ... ونخشى ألا نتمكن من الحصول عليه ...
حين نخرج من لجنة الاختبار ... نراجع إجاباتنا ... نحاول تقدير الدرجة ... وتحديد كم درجة فقدنا ؟؟
ليلة النتائج , كنا لا ننام , نتقلب في الفراش يتملكنا الترقب ,, والأمل ,,
كان للنجاح معنى ولذة ,,
فرحة طاغية لنا ولأهالينا ,,
أما اليوم وفي ظل التعليم الحديث ,,, خاصة نظام التقويم المستمر بآليته الحالية ,, فقد كل شيء معناه ,, فلم يعد للنجاح معنى ,, ولا فرحة ,, صار الأمر عاديا ,,
وكله ( واحد ) ,,
الاختبار أداة مهمة من أدوات القياس ,, تقيس مستويات الطلاب بدقة لابد منها لتحديد الفروق الفردية ,, ليشعر المتفوق بتفوقه ,, وليشعر أهله كذلك بتميزه فيرعوا مواهبه ليصبح نافعا للوطن ,,
وليعرف ولي أمر الطالب الضعيف نواحي ضعفه والمواد التي يعاني منها فيركز عليها ليرفع من مستواه ,,
إن آلية التقويم المستمر الحالية قضت على روح المنافسة تماما بين الطلاب ,
الواحد مضمون ولا يحتاج لمجهود زائد .
وقتلت الحماس في نفوس الأهل فلم يعد هناك اهتمام برفع مستويات أبنائهم مادام الكل ( واحد ) ...
وحين يصل الطالب للمرحلة المتوسطة تأتي صدمة الاختبارات ... ولكن يستمر التبلد لدى الطلاب لأنهم لم يتعودوا على المنافسة وعلى معنى ( الترتيب ) و( التقدير ) .. فالمهم ( النجاح ) .
للأسف أننا لا نملك الوعي الكافي الذي يجعلنا نهتم ( بالتعليم الصحيح ) لأبنائنا ... فجرفنا التيار و أصبح المهم عندنا أن ينجح الطالب ... ولا يهم ماذا يتعلم !!
نريد عودة للتعليم القوي ... نريد مخرجات قوية .... فالوطن بحاجة لمواهب أبنائه ... التي لن يتم الحصول عليها كاملة الا بتعليم صحيح وكامل ....
فالطالب كالنبتة إن تمت رعايتها وتوفير العناية الصحيحة بها ... أنتجت و أثمرت ... و إن تمت رعايتها بشكل عشوائي .... نمت ... ولكنها لن تنتج ولن تثمر ... و إن أثمر فثمارها ضعيفة لا تسر الخاطر ....
طلال بن موافق الرويلي
t11m1@hotmail.com
|