الا ليت الزمن يرجع
الا ليت الزمن يرجع والا ليت الليالي تدور ** ويرجع وقتنا الأول وننعم في بساطتنا
ماسبق جزء من قصيدة للشاعر فيصل اليامي يتوجد فيها على أيام الطفولة , وأجدني مثله متوجدا عليها كحال الكثير , وليست المشكلة كما أرى في الزمان ابدا , بل هي في أهل الزمان , فأطفال اليوم كسابقهيم يعيشون أيام الطفولة بكل سعادة في نفس الوقت الذي يضجر كبار اليوم كما ضجر السابقون من نفس الزمن , إذن فالقضية في البشر لا الزمن .
سبب سعادة الطفل هو عدم ادراكه لكل مايدور حوله , فهو قد يدخل مكانا ممتلأ بالكبار فيجلهم ويقدرهم ويشعر بانهم شيء محترم جدا , ولكنه عندما يكبر قد يتحسر على كمية الإحترام التي صرفها في طفولته لرجال لم يكونوا يستحقون الإحترام , لأ سباب ماكان ليدركها وهو طفل , فقاموسه الفكري وقتها لا يستوعب مفردات الثراء الفاحش من خلال استغلال الوظيفة مثلا , ولا مكان لديه لمصطلح لص مال عام , او فاسد إداري , ولم يكن لديه مشكلة وهو طفل في ان يسمع برجل غير مناسب لأي مكان و يتم وضعه مسؤولا في اكثر من مكان .
الطفل الصغير لاتوجد لديه مشكلة إن ذهب مع والده الى المطار وعاد الى البيت دون ان يركب الطائرة , لأن هناك واسطة جائت بغيره ووضعته مكانه , وكان العذر أن الحجز ملغى بشكل آلي , ولن يكون في قائمة اهتماماته البحث عن واسطة جديدة للحاق بالرحلة القادمة , كما ان الطفل الصغير لا يضطر للكذب , بل يعبر عن آرائه بكل تجلي وصدق, فهو يضحك عندما يكون الموقف مضحكا , ويصفق لمن يستحق التصفيق , بعكس الكبير الذي لايمكنه في كثير من الاحيان ان يقول للكاذب انت كاذب , خاصة وإن كان الكاذب مسؤولا, فهنا تأتي صخرة المصالح الشخصية التي تتحطم عليها المبادئ , وقد يضطر للتصفيق في حين أن مايسمعه لايستحق سوى الإمتعاض , وهذا ما اعتقد انه بعض من كل لمسببات جعلت الكبار يكرهون زمنهم وانفسهم احيانا .
بدأنا ببيت شعر ونختمها بأبيات للشافعي رحمنا الله وإياه
نعيب زماننا و العيب فينا ** و ما لزماننا عيب سوانا
و نهجو ذا الزمان بغير ذنب ** و لو نطق الزمان لنا هجانا
فدنيانا التصنع و الترائي ** و نحن به نخادع من يرانا
و ليس الذئب يأكل لحم ذئب ** و يأكل بعضنا بعضاً عيانا
عودة سالم العنزي
www.odahs.com
|