منظر مؤلم
رمضان شهر الخير والإحسان يتهافت الناس فيه على فعل الخيرات ليحصدوا الحسنات مضاعفة , ومن أحب أوجه البر وعمل الخير بالنسبة للمسلمين هو الصدقة , وهذا شيء رائع , ولكن ....
في كل عام يتكرر منظر مؤلم يحز في النفس , وهو أن ترى الفقراء متجمهرون في ساعة معينة , يتزاحمون أمام باب فلان . أو أمام محل فلان من أجل الحصول على المال , شيء يدمي القلب المتاجرة بحاجات الناس وضعفهم من أجل أن يحصل شخص ما على الشهرة كرجل من رجال الخير والإحسان , فمن يعطي يجب أن لا يعطي إلا لله , لأن ما عند الناس فان وما عند الله باق .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : \" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله . ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه \"
متفق عليه
اجعل عملك خالصا لوجه الله و احذر من الرياء , فمن يتصدق ليمدحه الناس بالجود سيتحقق له ما يبغي من زيف الدنيا , ومن أراد بصدقته وجه الله فليجعلها سرية ليس فيها كسر لنفوس الضعفاء , وليتحرَ مستحقيها , فليس كل من طرق الأبواب يستجدي الإحسان هو أكثر حاجة ممن أغلق على نفسه باب بيته وسأل الله من فضله وأبت عليه عزة نفسه عن أن يستجدي الناس رغم أنه لا يجد قوت يومه .
ابحث وتحرى عن مستحقي الزكاة والصدقة , ولتجهل شمالك ما تنفقه يمينك , ولتسأل الله أن يجعلك ممن يظلهم بظله يوم لا ظل إلا ظله .
طلال موافق الرويلي
|