اللهم أصلح مناهج التعليم
رفع يديه إمام الحرم المكي بعد أن ختم القرآن سائلا الله عز وجل أن يصلح مناهج التعليم , وذلك ضمن دعائه بعد تراويح ليلة التاسع والعشرين من رمضان . قلت آمين بلا شعور ,وأرجوا أن لايفهم احدكم أنني اشكك في مناهجنا التعليمية , وحاشا لله وكيف لي ذلك وتعليمنا ولله الحمد أفضل تعليم على مستوى الكرة الأرضية قاطبة , وأعتقد والله العالم لو اكتشفت مسابير الفضاء مخلوقات فضائية في زحل , او المريخ , او حتى خارج مجرتنا, فأنا اجزم أن مناهجنا أفضل من مناهج تلك الكائنات الإفتراضية , وماقولي آمين خلف إمام الحرم إلا ردة فعل لاشعورية ولله الامر من قبل ومن بعد .
الحديث عن التعليم ذو شجون حقيقة , وكيف لايكون ذلك ونحن ولله الحمد على كل حال ننفق خمس ميزانية الدولة تقريبا على التعليم ,وكل هذا الإنفاق لم يكف لشراء المنزل المقابل لبيتي وتحويله من مدرسة مستأجره منذ حوالي ربع قرن الى مدرسة نموذجية , وهذا لايعني حقيقة أن البيوت التي تصبح بين عشية وضحاها مدارس سيئة , بل العكس هو الصحيح تماما فالطالب او الطالبة عندما يترك غرفة نومة صباحا ذاهبا الى المدرسة لا يشعر بالغربة ابدا , فصفه قد يكون شبيها بمطبخ امه , او مجلس ابيه, وفسحته في حوش البيت ( المدرسة) , وقد تكون حصة الرياضة في شارع يشبه المقابل لبيته , وأي الفة اكثر من ذلك يبتغيها الطالب , وهذه الألفة هي الشيء الفريد الذي يفتقده الطلاب في العالم الأول , سواء في امريكا, او اليابان , او في القارة العجوز, ولعل عجز تلك الدول عن توفير الألفة لطلابهم كما توفره مدارسنا المستاجرة واقول لعل ذلك هو السبب الذي يدفعهم لمهاجمة انظمتنا التعليمية , ووصفها بغير الجيدة كما جاء في تقرير ويبيكا وينثروب والتي كتبت في فقرة جودة التعليم مايلي :
\"إنخفاض الجودة: إن نتائج اختبار القراءة الدولية المماثلة في الصف الرابع توضح أن، في الكويت وقطر والمغرب، أكثر من 90 % من الطلاب قد حصلوا على أقل من الحد الأدنى للدرجات، والتي تشير إلى أن هؤلاء الطلاب لم يحصلوا على فهم أساسي لما يقرأونه بعد أربع سنوات على الأقل من التعليم المدرسي. كما أن النتائج لم تتحسن مع مرور الوقت أيضاً. تُظهر درجات الرياضيات والعلوم للصف الثامن أن غالبية الطلاب في الجزائر ومصر والسعودية وسوريا وقطر هي أقل من الحد الأدنى. يفتقد هؤلاء الطلاب للفهم المبدأي للأعداد الصحيحة والكسور العشرية والرسوم البيانية البسيطة. ووفقاً لما قاله ، نظراً لأن مدرسيها لم يحصلوا على تدريب مناسب، فضلاً عن النظرة المتدينة من جانب المجتمع لهم؛ وكذلك التركيز على التلقين أكثر من التفكير البناء؛ وكذلك في المنهج الذي يسعى إلى تدريب الطلاب إما على العمل في القطاع العام – الذي تتضاءل عدد فرص العمل فيه بسرعة – أو على مواصلة التعليم بعد المرحلة الثانوية، والذي يعجز عنه معظم الطلاب لأسباب لا تُحصى.\"
والكلام السابق من ويبيكا -وهي بالمناسبة مديرة مايسى بمركز التعليم العالمي - يدل على مدى المؤامرة التي تحاك ضد تعليمنا , وتسعى بكل السبل لتنتزع منا اهم مايميز تعليما الا وهو الالفة التي يشعر بها الطالب وهو ينتقل من بيت اسرته الى بيت مدرسته المستأجر , وهم بحديثهم عن الجودة يرغبون في ان تصبح كل مدارسنا على نفس نسق مدراسهم , حيث المباني الفسيحة والمرافق المجهزة , ولكنها في النهاية لا تعطي الطالب الألفة , فهنيئا لنا بطلابنا المآلفين على مدارسهم .
قبل الختام قرأت قبل مدة ليست بالطويلة تصريحا لوزير التربية والتعليم يقول فيه بان المشروع القادم هو المدرسة المتعلمة , ولن انتقدها قبل أن تبدأ ولكن لدي مؤشر مهم وخاص جدا ينبؤني كل يوم عن مقدار تطور العملية التعليمية لدينا , وهذا المؤشر هي تلك المدرسة المستأجرة القابعة أمام بيتي لمدة تقارب الربع قرن , ومادامت هذه المدرسة باقية على حالها فليعذرني معالي الوزير إن لم اقتنع بكل مشاريع التطوير والتحديث , إلا إن كان التطوير الذي تعنيه الوزارة يقتصر على بعض ويتجاوز البعض الاخر , وبما أننا بدأنا بدعاء فمن المناسب أن نختم ماكتبناه بقصة فيها دعاء فقد روي أن الفاورق عمر رضي الله عنه وارضاه وجعل الجنة مثوانا ومثواه وجد رجلا معه جمل اجرب فسأله عمر ما أنت فاعل بهذا الجمل فرد الرجل أني ادعو الله ان يشفيه فرد عليه عمر قائلا : هلا جعلت مع الدعاء قطرانا
عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير
عودة سالم العنزي
www.odahs.com
|